سيخفض العراق إنتاجه النفطي بنحو 700 ألف برميل يوميا، وهو ما يقل بمقدار الثُلث عن المطلوب بموجب اتفاق مجموعة «أوبك+»، بعدما أخفق في إقناع شركات عالمية كبرى تدير حقوله الضخمة بالموافقة على تعميق التخفيضات.
وقال مسؤولو نفط عراقيون أمس الأربعاء أن العراق اتفق مع شركات النفط العالمية التي تدير حقوله النفطية الجنوبية العملاقة الخمسة على خفض 300 ألف برميل يوميا. وقالوا أيضاً أنه سيخفض الإنتاج أيضاً من حقول أخرى يديرها بمفرده، مما يرفع إجمالي التخفيضات إلى ما يقل قليلا عن 700 ألف برميل يوميا.
ويبلغ الخفض المستهدف في إنتاج البلاد النفطي بموجب اتفاق «أوبك+» 1.06 مليون برميل يوميا في مايو/أيار ويونيو/حزيران، في إطار خفض للإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً، وهو مستوى خفض لم يسبق له مثيل.
يأتي الاتفاق مع شركات النفط الكبرى بعد ما وصفه مسؤولون عراقيون بأنه «موقف دفاعي» من جانب شركات النفط العالمية التي تُشغِّل الحقول الجنوبية في العراق.
ويشير رفض شركات النفط الكبيرة خفض المزيد من الإنتاج إلى الصعوبات التي تواجه العراق في الالتزام بشكل كامل باتفاق «أوبك+» لخفض إمدادات الخام.
وقال مسؤولان عراقيان كبيران مشاركان في المحادثات مع الشركات الأجنبية أن العراق اضطر إلى لموافقة على هذا الاتفاق لتجنب الدفع للشركات مقابل خفض الإنتاج.
وتعمل شركات نفط أجنبية، مثل «بي.بي» البريطانية و»إكسون موبيل» الأمريكية و»إيني» الإيطالية و»لوك أويل الروسية»، التي تُشغِّل حقول النفط الجنوبية العملاقة في العراق، بموجب عقود خدمة تمنحها رسوما ثابتة بالدولار مقابل إنتاجها، مع إعطائها أيضا شحنات من الخام.
ويحمي هذا النوع من العقود شركات النفط من الانخفاضات الحادة في أسعار النفط، لكنه يعني أيضا أنه في ظل تخفيضات «أوبك+»، سينتهي الأمر بالعراق إلى امتلاك خام أقل لبيعه، مما يقلص الإيرادات لميزانية الدولة.
وقال مسؤول كبير في «شركة نفط البصرة» الحكومية له اطِّلاع بشكل مباشر على المناقشات مع شركات النفط «قبلت الشركات خفض نحو 300 ألف برميل يوميا، وهو ما يعتبر رمزيا».
وقال مسؤول كبير آخر في الشركة طلب أيضا عدم ذكر اسمه «نحن في موقف حرج، حيث لا نستطيع ممارسة المزيد من الضغط على الشركات الأجنبية، وفي الوقت نفسه، يتعين أن نلتزم باتفاق أوبك+ الذي يصعب جدا تنفيذه بشكل كامل».
وكثيرا ما تخلف العراق عن غيره من منتجي «أوبك+» في اتفاقهم السابق لخفض الإنتاج، ولم يلتزم على نحو كامل بالإنتاج المستهدف المتفق عليه.
وقال المسؤول الثاني «نحن متفائلون بأن أوبك وبقية المنتجين سيتفهمون موقف العراق عندما نجتمع في الشهر المقبل».
وقالت مصادر مُطَّلعة في القطاع أن عميلاً أوروبياً واحداً على الأقل وعميلين آسيويين سيتلقون إمدادات نفط أقل من العراق في يونيو/حزيران، نظراً لأ العراقن ثاني أكبر منتج في «أوبك» مضطرٌلأن يخفض بعضا من إنتاجه.
وستنخفض مخصصات شركة النفط الفرنسية الكبرى «توتال» من خام البصرة بأكثر من 25 في المئة في يونيو/حزيران، وستحصل شركة «بهارات بتروليوم» الهندية على نفط أقل بنسبة 25 في المئة من العراق. كما تم أبلاغ شركة «جي.إس كالتكس» الكورية الجنوبية بأنها ستحصل على نفط أقل في يونيو/حزيران.
القدس العربي