في عام 2010، فجّرت موافقة إسرائيل على بناء 1600 وحدة استيطانية في مستوطنة “رامات شلومو” على أراضي بلدة شعفاط شمالي القدس الشرقية، أزمة إسرائيلية- أمريكية، لتزامن القرار مع وجود نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في إسرائيل.
وبانتخاب بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية بعد 10 سنوات، فإن الحادثة تعود إلى الأذهان، لتطرح تساؤلات عن موقف بايدن من الاستيطان، بعد تنصيبه المرتقب رئيسا في 20 يناير/ تشرين الثاني المقبل.
ويعارض الحزب الديمقراطي الأمريكي، الذي ينتمي له بايدن، والرئيس الأمريكي المنتخب نفسه، الاستيطان، كما عبر عن ذلك خلال حملته الانتخابية.
ويخشى الفلسطينيون والإسرائيليون المؤيدون للسلام، أن تعمد الحكومة الإسرائيلية إلى إقرار مشاريع استيطانية ضخمة في مدينة القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل عام 1967، قبل تنصيب الإدارة الأمريكية الجديدة.
ويقول خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية بالقدس، إن هناك العديد من المخططات الاستيطانية التي تلزمها المصادقة من قبل السلطات الإسرائيلية المختصة، قبل تحويلها إلى واقع جديد على الأرض.
ويشير التفكجي، إلى أن المشاريع تتضمن إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في مستوطنتي “جفعات هاماتوس”، و”هار حوماه” جنوبي المدينة، و”رامات شلومو” و”عطاروت” شمالي المدينة.
ويلفت إلى أن “إسرائيل تعتقد إن بإمكانها أن تُخرج هذه المشاريع للعلن، وتبدأ بالتنفيذ”.
ويضيف: “نتنياهو يعتبر الاستيطان مكسبا شخصيا له، في ظل تعاظم قوة اليمين في إسرائيل، وبالتالي يعتقد أن الاستيطان يعزز فرص بقائه في الحكم، خاصة مع تصاعد الاحتجاجات الأسبوعية ضده إثر اتهامات الفساد الموجهة له”.
ويتابع التفكجي: “نتنياهو يستغل الضوء الأخضر الممنوح له من قبل الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها، برئاسة دونالد ترامب، من أجل تصعيد الاستيطان وفرض الأمر الواقع على الأرض باتجاه الضم”.
وبحسب معطيات فلسطينية وإسرائيلية، فإن الاستيطان شهد طفرة خلال ولاية ترامب.
وحذرت حركة “السلام الآن” الإسرائيلية غير الحكومية، المتخصصة في رصد الاستيطان في الأراضي المحتلة، من إمكانية “فرض أكبر عدد ممكن من الحقائق على الأرض قبل تغيير الإدارة الأمريكية”.
أما منظمة “عير عاميم” الإسرائيلية غير الحكومية، المتخصصة برصد الاستيطان في القدس الشرقية، فقالت، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة الإسرائيلية “كشفت عن نيتها في تسريع مشاريع البناء الاستيطاني في الأيام الأخيرة من إدارة ترامب”.
ولفتت في هذا الصدد إلى مصادقة لجنة التخطيط اللوائية الإسرائيلية في القدس، على بناء 540 وحدة استيطانية في مستوطنة “هار حوماه” على أراضي جبل أبو غنيم، جنوبي القدس.
وسبق ذلك، نشر وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية في 15 من الشهر الجاري، مناقصات لبناء 1257 وحدة استيطانية، في مستوطنة “جفعات هاماتوس” على أراضي بلدة بيت صفافا في جنوبي القدس.
ومن خلال المعطيات التي نشرتها “السلام الآن” و”عير عاميم” خلال الأيام الماضية، رصدت الأناضول الخارطة التالية للوحدات الاستيطانية المتوقع أن تدفع الحكومة الإسرائيلية بها قدما، للتنفيذ في الأسابيع القليلة المقبلة.
جفعات هاماتوس
مستوطنة جديدة على أراضي بيت صفافا، جنوبي القدس الشرقية، سيكون من شأن إقامتها قطع التواصل الجغرافي بين مدينتي القدس الشرقية وبيت لحم.
وقالت حركة “السلام الآن”، إنه طبقا للمخطط الإسرائيلي فإنه ستتم إقامة 2610 وحدات استيطانية في هذه المستوطنة، حيث تم مؤخرا نشر مناقصات لبناء 1257 وحدة استيطانية فيها.
وأضافت الحركة في تقرير صدر مؤخرا أن “البناء في جفعات هاماتوس سيعيق بشدة آفاق حل الدولتين، لأنه سيعوق في نهاية المطاف إمكانية التواصل الجغرافي بين القدس الشرقية وبيت لحم، وعلى وجه الخصوص سيمنع بيت صفافا الفلسطينية من الاتصال بدولة فلسطينية مستقبلية”.
عطاروت
قدمت وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية في يناير/شباط الماضي، خطة لبناء مستوطنة جديدة على أراضي قلنديا، شمالي القدس، لبناء 9000 وحدة استيطانية.
وحتى الآن، ما زالت الخطة في المراحل الأولى من المصادقة.
لكن صحيفة “هآرتس” العبرية قالت في 12 من الشهر الجاري، إن البلدية الإسرائيلية في القدس وسلطة أراضي إسرائيل، قررتا الدفع قدما بأكبر عدد ممكن من المشاريع بما فيها هذه المستوطنات، قبل تغير الإدارة الأمريكية.
هار حوماه
تم في فبراير الماضي، تقديم خطة إلى لجنة البناء اللوائية بالقدس لبناء 570 وحدة استيطانية في مستوطنة “هار حوماه” المقامة على أراضي جبل أبو غنيم، جنوبي القدس الشرقية.
وقالت “السلام الآن”، في تقرير صدر مؤخرا: “قد يُطلب الآن تسريع وتقديم الخطة للموافقة عليها للإيداع، قبل تغيير الحكومة في الولايات المتحدة الأمريكية”.
رامات شلومو
صادقت السلطات الإسرائيلية في 12 من الشهر الجاري على بناء 100 وحدة من أصل خطة لبناء 1530 وحدة استيطانية في مستوطنة “رامات شلومو”، على أراضي بلدة شعفاط، شمالي القدس الشرقية.
وقالت منظمة “عير عاميم” في تقرير الثلاثاء الماضي: “إلى جانب جفعات هاماتوس، سيكون البناء في هار حوماه بمثابة خطوة أخرى في ربط مستوطنات هار حوماه وغيلو لعزل المحيط الجنوبي للقدس الشرقية”.
وأضافت: “سيؤدي هذا إلى فصل بيت لحم وجنوب الضفة الغربية عن القدس الشرقية، مع عزل حي بيت صفافا الفلسطيني واستنزاف جميع احتياطيات الأراضي”.
وتابعت “عير عاميم” موضحةً أنه “إذا تم تنفيذ هذه الإجراءات، فإنها ستشكل عقبة رئيسية أمام إنشاء المستقبل لدولة فلسطينية مستقلة متصلة، وعاصمتها القدس الشرقية”.
(الأناضول)