ذكر مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي “إف بي آي” (FBI) في واشنطن الثلاثاء، أنه فتح 160 قضية في التحقيق الذي يجريه في اقتحام أنصار الرئيس دونالد ترامب مبنى الكونغرس الأسبوع الماضي، في حين أكد الادعاء العام بواشنطن أن أشخاصا زرعوا قنابل وعبوات ناسفة في محيط الكونغرس بعد اقتحامه.
وقال ستيفن دانتونو مساعد المدير المسؤول عن المكتب الميداني لـ”إف بي آي”، في تصريحات لوسائل الإعلام، إن مكتب التحقيقات تلقى 100 ألف من المقاطع المصورة والصور التي يمكن أن تكون خيوط أدلة، واعتبر أن “هذا الأمر لا يعكس سوى رأس جبل الجليد”.
وأكد مكتب التحقيقات الفدرالي أنه لن يتسامح “مع ما جرى من أحداث صادمة”، وأن التحقيقات “مستمرة وتشمل كل أنحاء البلاد بحثا عن المتورطين”.
ويوم الأربعاء الماضي، اقتحم أنصار ترامب مبنى الكونغرس تزامنا مع الجلسة المشتركة لمجلسي النواب والشيوخ للتصديق على انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة.
وأوقف المقتحمون جلسة التصديق لساعات، قبل أن تتدخل قوات الأمن وتخلي مبنى الكونغرس. وقد تسببت هذه الأحداث في مقتل 4 أشخاص بينهم امرأة، كما أصيب العشرات بجروح بمن فيهم رجال شرطة.
ستيفن دانتونو قال إن مكتب التحقيقات الفدرالي لن يتسامح مع مثيري الشغب الذين اقتحموا الكونغرس (الأوروبية)
تهم بالتآمر والعصيان
ومن جهته، أكد القائم بأعمال المدعي العام الأميركي مايكل شيروين أنه صدرت بالفعل لوائح اتهام في 70 قضية، وأنه يتوقع أن يزيد العدد إلى المئات.
وأفضت الاعتقالات الأولى إلى توجيه اتهامات على غرار السرقة وانتهاك الحرمات، وأوضح شروين أن الادعاء ينظر في “قضايا جنائية كبيرة ترتبط بتهمتي العصيان والتآمر”، اللتين تصل عقوبة كل منهما إلى السجن 20 عاما.
وفي وقت سابق الثلاثاء، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” (The Washington Post) أن شرطة فرجينيا حذرت قبل يوم من اقتحام مبنى الكونغرس من قبل أنصار ترامب، من أن هناك متطرفين سيقومون بأعمال عنف وسيشنون حرب شوارع.
من جانب آخر، قالت شبكة “إن بي سي” (NBC) الأميركية إن جماعات يمينية متطرفة تدعو لاستهداف مسؤولين حكوميين يوم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
وأضافت الشبكة أن تلك الجماعات تستخدم رسائل مشفرة وغرف محادثة سرية للتنسيق في ما بينها، وأن بعض أفرادها ينشرون معلومات لصناعة قنابل وأسلحة بشكل يدوي.
تحذيرات من اغتيالات
بدوره أفاد موقع “هافنغتون بوست” (Huffington Post) بأن شرطة الكونغرس حذرت مشرّعين ديمقراطيين من 3 مخططات لمظاهرات ضخمة محتملة خلال الأيام المقبلة، بينما يجري التحضير لمراسم تنصيب بايدن الأسبوع المقبل.
ويتضمن أحد المخططات محاصرة متمردين لمباني الكونغرس والبيت الأبيض والمحكمة العليا، ومن ثم منع الديمقراطيين من دخول الكونغرس، وربما اغتيالهم، من أجل أن يسيطر الجمهوريون على الحكومة.
وأبلغت الشرطة النواب الديمقراطيين -في مكالمات خاصة مساء الاثنين- أنها تراقب المخططات الثلاثة التي قد تشكل تهديدا على أعضاء الكونغرس.
حماية الدستور
وفي السياق ذاته، شدد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر على ضرورة محاكمة الضالعين في اقتحام مبنى الكونغرس، محذرا من أنهم عازمون على ارتكاب مزيد من العنف والتحريض عليه.
وطالب شومر السلطات بوضع كل من شارك في اقتحام الكابتول (مبنى الكونغرس) على القوائم السوداء لمنع السفر عبر الطائرات، وقال إن “هؤلاء الذين اقتحموا الكابتول يهددون الأمن الداخلي والقومي، ويجب أن يضافوا إلى قائمة حظر السفر”.
من جهة أخرى، قالت هيئة الأركان الأميركية المشتركة إن الجيش ملتزم بحماية الدستور ضد جميع الأعداء الأجانب والمحليين، وإن بايدن سيصبح القائد 46 للقوات المسلحة في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
واعتبرت الهيئة أن اقتحام الكونغرس من قبل مؤيدي ترامب “هجوم مباشر على العملية الدستورية”.
وذكّرت الهيئة الجنودَ الأميركيين “في رسالة بمهمتهم للدفاع عن الدستور ونبذ التطرف”، حسب ما ذكرت شبكة “سي إن إن” (CNN).
المصدر : الجزيرة + وكالات