الرياض – أعلن وزير المالية السعودي محمد بن عبدالله الجدعان، الثلاثاء، أن المملكة تتفاوض مع مصنعين لتزويد دول منخفضة الدخل كاليمن ودول في أفريقيا بلقاحات الوقاية من كوفيد-19.
وقال الجدعان خلال اجتماع عبر الإنترنت في إطار المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن اليمن وبعض الدول الأفريقية، على سبيل المثال، لن تتمكن من الحصول على ما يكفي من اللقاحات عبر برنامج كوفاكس، وهو آلية عالمية لشراء وتوزيع لقاحات كوفيد.19-
ويهدف برنامج كوفاكس إلى مساعدة اليمن على تطعيم 20 بالمئة من سكانه الأكثر عرضة للعدوى بلقاحات قدمها مانحون.
وأعلن معهد سيروم الهندي للمصل واللقاح، الاثنين، أنه سيزود السعودية بثلاثة ملايين جرعة من لقاح شركة أسترازينيكا للوقاية من كوفيد19- بسعر 25.5 دولار للجرعة خلال أسبوع تقريبا نيابة عن شركة الأدوية البريطانية.
وكانت وزارة الصحة السعودية أعلنت في ديسمبر الماضي بدء التطعيم الموسع ضد فايروس كورونا بلقاح فايزر-بيونتيك.
ودعا سيريل رامابوسا رئيس جنوب أفريقيا خلال منتدى دافوس الدول الغنية إلى التوقف عن اكتناز لقاحات كوفيد-19 بما يفوق احتياجاتها الفورية.
وحث المشاركون في فعاليات اليوم الثاني للمنتدى الاقتصادي العالمي”دافوس”، على زيادة حزم التحفيز لمواجهة تداعيات الجائحة.
وانطلقت، الاثنين، أول فعالية افتراضية لمنتدى دافوس الاقتصادي الذي يعد الأهم عالميا لمناقشته أبرز القضايا الاقتصادية التي تهم الحكومات تحت شعار “عام حاسم لإعادة بناء الثقة”، وذلك في الفترة من 25 إلى 29 يناير الجاري.
ويكشف طرح اللقاح التفاوت في الدخل العالمي، حيث تستحوذ الدول الغنية على نصيب الأسد فيما تقاوم الدول الفقيرة من أجل الحياة بعد فايروس كورونا.
ولئن كانت دول الخليج الغنية بالنفط من بين أول الدول في العالم التي حصلت على اللقاح، فإن الكثير من الدول وخاصة تلك التي تمزقها الحرب مثل اليمن وسوريا تتعامل مع جداول زمنية غامضة وخطط توزيع معقدة للطرح، على الرغم من كونها من بين الدول الأكثر تضررا من الفايروس.
وأكدت قناة “سي إن إن” الأميركية، أن لبنان الذي يعاني حاليا من أزمة مالية، لم يحصل بعد على أي لقاحات، أما الدول الإقليمية التي دمرتها الحرب ليس لديها خطط ملموسة لشراء وتوزيع اللقاحات حتى مع تدخل المنظمات الدولية للمساعدة.
أما العراق الذي يعاني من أزمة اقتصادية، فلن يوفر إلا 1.5 مليون جرعة فقط من لقاح فايزر لسكانه البالغ عددهم 40 مليون نسمة وفقا لوزارة الصحة العراقية.
ويبدو أن وضع مصر لا يختلف عن العراق كثيرا، فهي تعد من أكثر الدول العربية تعدادا للسكان (100 ألف نسمة) لكنها لن تستطيع توفير اللقاح لجميع مواطنيها.
وبدأت مصر بتلقيح شعبها، بدءًا من العاملين في المجال الطبي، بلقاح سينوفارم في 24 يناير. كما سيوفر التحالف العالمي للقاحات والتحصين الذي يشارك في قيادة كوفاكس، التطعيمات لـ 20 بالمئة من السكان، بينما قالت الحكومة المصرية إنها وقعت على اتفاقية للحصول على 20 مليون جرعة من لقاح أكسفورد.
وفي تونس التي تشهد تفشيا واسعا للجائحة، لا يزال موعد وصول اللقاحات ضبابيا، بسبب تضارب تصريحات المسؤولين في الشأن، لكن يرجح أن تتحصل على حوالي 50 ألف جرعة من لقاح “فايزر” مع موفى شهر فيفري القادم، حسب ما أفاد به الهاشمي الوزير مدير معهد باستور.
وفي مناطق النزاع بالمنطقة، تبدو الحكومات عاجزة عن شراء اللقاحات، وحتى أن حصلت عليها مجانا فلن تتمكن من توزيعها في مناطق تتخللها الفصائل المسلحة ومجالات السيطرة السياسية المتنافسة.
فالنظام السوري يرفض توقيع أي اتفاقية لتأمين لقاح كورونا، على “حساب السيادة السورية”، وفق ما أعلن حسن الغباش وزير الصحة السوري.
وكانت أنباء تتحدث عن عزم موسكو تزويد دمشق، بلقاح كورونا، بحسب ما نقل الإعلام السوري في الأيام الأخيرة، خاصة وأنه أشار إلى أن اللقاح سيتوفر، ما بين شهري مارس وأبريل القادمين، دون أن ترشح أنباء إضافية عن هذا الموضوع.
وفي عدن، مقر الحكومة المدعومة من السعودية، قال إشراق السبيعي نائب وزير الصحة، إن اليمن قد يتلقى الدفعة الأولى من اللقاح في مارس المقبل، لكن الشحنة ستغطي 20 بالمئة فقط من البلاد، ومن غير الواضح ما إذا كان هذا سيشمل الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، الذين صنفتهم إدارة ترامب السابقة كإرهابيين مؤخرًا.
العرب