الأكبر في الشرق الأوسط.. السويس تعزز أسطولها بكراكة سادسة

الأكبر في الشرق الأوسط.. السويس تعزز أسطولها بكراكة سادسة

أعلنت هيئة قناة السويس عن وصول الكراكة “حسين طنطاوي” إلى مصر، محمولة على متن سفينة الغطس “Tai An Kou”، استعداداً لانضمامها لأسطول الهيئة والاحتفال بمراسم رفع العلم المصري عليها.

وقال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، إن الكراكة الجديدة “حسين طنطاوي” أحدث وأكبر كراكات الشرق الأوسط وصلت فجر الثلاثاء قناة السويس، قادمة من ميناء روتردام في هولندا.

واتجهت السفينة التي تحمل الكراكة إلى منطقة الانتظار بالبحيرات الكبرى، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتعويم الكراكة وفصلها عن السفينة، استعداداً لانضمامها لأسطول كراكات الهيئة.

وتخطط قناة السويس لإشراك الكراكة الجديدة في إنجاز مشروع ازدواج وتوسعة وتعميق المجرى الملاحي بمجرد انتهاء تجارب استلامها من الجانب الهولندي.

وأكد مسؤولون وخبراء ملاحة أن الكراكة حسين طنطاوي تمثل إضافة قوية لمشروعات توسيع وتعميق قناة السويس التى انطلقت بعد إنقاذ السفينة البنمية من الجنوح في مارس الماضي، فضلا عن دور كراكات الهيئة في مشروعات التنمية وتطهير البحيرات في مصر.

أحدث أنواع الكراكات

ويقول اللواء بحري حسين جميل هرميل، الخبير البحري، إن الكراكة الجديدة من أحدث أنواع الكراكات في العالم، وهيئة قناة السويس، وقادرة على الوصول إلى عمق يتناسب مع غاطس السفن التي سيتم بناؤها خلال الخمس أو العشر سنوات المقبلة.

ويضيف الخبير البحري في حديث لموقع سكاي نيوز عربية أن تلك الكراكة مزودة بذراع وأسلحة قادرة على التعامل مع مختلف أنواع التربة، سواء رملية أو صخرية أو جيرية أو بازلتية وغيرها.

ويشدد هرميل على أنها سيكون لها دور بارز في تطوير وتحديث قناة السويس، خصوصا في القطاع الجنوبي حيث تتمتع بدرجة دقة عالية للغاية في تنفيذ عملياتها، ومعدل خطأ الموقع أو الانحراف فيها لا يتجاوز 3 سنتيمتر فقط.

ولفت الخبير المصري إلى أن قناة السويس تحدث قدراتها وإمكانياتها بشكل مستمر لتوفر معدات تأمين الملاحة وقاطرات الشد وغيرها بما يتناسب مع احتياجاتها مستقبلاً.

ووفق بيانات شركة IHC الملكية الهولندية المصممة للكراكة حسين طنطاوي فإنها من كراكات الشفط القاطعة للصخور وقادرة على العمل في ظروف شاقة ولها تصميم نحيف وقدرة على التكريك على عمق 35 مترًا.

وأكدت الشركة الهولندية في بيان ثقتها في أن تكون الكراكة “حسين طنطاوي” قادرة على المنافسة بجدارة والمشاركة في تنفيذ المشروعات المستقبلية لقناة السويس بنجاح.

وأضافت أن “عمل قناة السويس في صيانة المجري الملاحي أمر حيوي للاقتصادات في أنحاء العالم، وهو ما اتضح بشكل كبير عندما تم إغلاق القناة بسبب جنوح سفينة حاويات عملاقة”.

ووقعت هيئة قناة السويس و IHC الملكية الهولندية في 21 يونيو الماضي، عقود تسليم الكراكة “حسين طنطاوي” بمقر الشركة بمدينة روتردام.

كراكات مصرية

وبدخول الكراكتين الجديدتين حسين طنطاوي ومهاب مميش أسطول الهيئة تصل قوته إلى 6 كراكات هي “حسين طنطاوي ومهاب مميش ومشهور والصديق ومحمود يونس والعاشر من رمضان”، وتؤدي كل كراكة منها مهام نوعية مختلفة عن الأخرى.

ويعتبر أسطول الكراكات ركيزة أساسية لاستراتيجية تطوير قناة السويس، حيث تتم عمليات التكريك بواسطتها، فضلا عن أنها ضمانة للحفاظ على عمق القناة البالغ 24 متراً والذي يسمح بعبور السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة، وذلك عبر أعمال الصيانة الدورية والتكريك.

ويقول اللواء مهندس عادل العمدة، الخبير الهندسي والاستراتيجي، إن مصر باتت في فترة قصيرة من ضمن دول قليلة على مستوى العالم التي تمتلك قدرات وتكنولوجيا التكريك.

وأضاف الخبير الهندسي في حديث لموقع سكاي نيوز عربية أن جملة الأعمال المنفذة في مشروع تطوير قناة السويس خلال 3 شهور من انطلاقه تشير إلى معدلات أداء متسارعة ومنضبطة، وتعكس خبرة قيادات ومهندسي الهيئة.

ويلفت اللواء العمدة، إلى أن الأعمال الأرضية التي تم إنجازها بواسطة كراكات قناة السويس، ستحد من أعمال تساقط الرمال الممكنة إلى أعماق القناة أثناء حركة السفن، كما ستتضمن أعمالا هندسية لربط السفن ورسوها حال حدوث مشكلات في أعمال التعميق والتوسعة والازدواج.

ويوضح “العمدة” أن مكاتب استشارية عالمية ستتولى تقييم أعمال التطوير عقب الانتهاء منها، وهو الأمر الذي انتهجته مصر خلال حفر قناة السويس الجديدة.

تطوير مستمر

وتواصلت أعمال تطوير القطاع الجنوبي للمجرى الملاحي لقناة السويس، الذي يشهد تقدماً في معدل التنفيذ وفقاً للجدول الزمني المخطط له.

ويستهدف المشروع ازدواج المنطقة من الكيلو متر 122 إلى الكيلو متر 132، بطول 10 كيلو متر، إضافة لتوسعة وتعميق المنطقة الجنوبية بداية من الكيلو متر 132 وحتى الكيلو متر 162، بعرض 40 متراً وغاطس 72 قدماً.

الشرق الاوسط / سكاي