نفى موقع “أويل برايس” (Oil Price) الأميركي وجود دوافع سياسية خلف الموقف السلبي لقطاع الصخر الزيتي الأميركي من دعوات الرئيس جو بايدن أوبك إلى زيادة الإنتاج.
وقال الموقع في تقرير كتبته إيرينا سلاف “رغم أن بعض المراقبين قد يرون أن الموقف السلبي لقطاع الصخر الزيتي له دوافع سياسية، فإن الحقيقة هي أنهم يتفاعلون -في الواقع- مع الربح والخوف”.
وأوضح التقرير أن شركات النفط الصخري تحقق حاليا أرباحا أكثر من أي وقت مضى، وبينما تسعدها مساعدة بايدن في خفض سعر البنزين، إلا أنها حريصة على تجنب حدوث انهيار آخر في أسعار النفط.
مشكلة الإمدادات
عندما دعا بايدن أوبك -لأول مرة- إلى زيادة الإنتاج في وقت سابق من هذا العام، تلقى رد فعل غاضب من حاكم تكساس غريغ أبوت، الذي طلب من بايدن “التراجع” والسماح للشركات الأميركية بالاهتمام بمشكلة الإمداد التي كانت تدفع أسعار الوقود إلى الأعلى.
العلاقة المحرجة بين الإدارة الحالية في واشنطن وقطاع النفط الذي يميل إلى اليمين السياسي، تم تسليط الضوء عليها مرارا وتكرارا في وسائل الإعلام جنبا إلى جنب تحركات بايدن المناهضة للنفط، مثل قتل مشروع خط أنابيب “كيستون إكس إل” (Keystone XL)، ووقف التنقيب المؤقت عن النفط والغاز في الأراضي الفدرالية الأميركية.
عدم توافق
ومع ذلك، فإن عدم التوافق السياسي وحده لا يمكن أن يقف في طريق الاستفادة من ارتفاع الأسعار، لذلك فهو ليس السبب الوحيد، أو حتى المهم، لقيود إنتاج قطاع النفط الأميركي، وسط ارتفاع أسعار النفط الخام والمنتجات على حد سواء. في الواقع، هناك سببان مهمان على الأقل لهذا التقييد.
السبب الأول هو أن حفاري الصخر الزيتي يجنون أرباحا أكبر بكثير في الوقت الحالي (الأكبر منذ بداية ثورة النفط الصخري).
وعند الحديث عن حوادث الانهيار، فإن السبب الثاني الذي يجعل حفاري النفط الصخري يمارسون ضبط النفس هو أوبك. فقد أظهر الكارتل مرتين أن لديه القدرة على التسبب في انهيار الأسعار الذي يضر به أعضاءه، ولكن يبدو أنه يضر أكثر بمنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وبعد موجات عديدة من حالات الإفلاس، يبدو أن عمال حفر الصخر الزيتي قرروا اتباع نهج مختلف للإنتاج، والمراهنة على الأرباح العالية بدلا من الإنتاج الأعلى.
ومهما كان الأمر، فإن الإنتاج في رقعة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة آخذ في الارتفاع. وذكرت “رويترز” -في وقت سابق من هذا الأسبوع- أن الإنتاج في حوض “بيرميان” (Permian) الواقع في تكساس ونيو مكسيكو كان على وشك تسجيل رقم قياسي، متجاوزا مستويات الإنتاج قبل الوباء الشهر المقبل.
الإنتاج الإجمالي أيضا في ارتفاع، وفقا لآخر تحديث أسبوعي للصناعة من إدارة معلومات الطاقة، كانت الولايات المتحدة تنتج 11.5 مليون برميل يوميا من الخام، مما يضعها في المرتبة الأولى عالميا ويمثل زيادة قدرها مليون برميل يوميا على مدار العام. وهو أقل من معدل الإنتاج القياسي البالغ 13 مليون برميل قبل اندلاع الجائحة مباشرة، حسب ما يذكر التقرير.
وربما يكون من المدهش للبعض أن الصناعة لا تنفر من العمل مع الإدارة الفدرالية لجعل البنزين في متناول الجميع. الرسائل الواردة من النفط الصخري ليست كلها بنفس اللهجة، ولكنها تميل إلى أن تكون مشجعة.
على سبيل المثال، كان سكوت شيفيلد الرئيس التنفيذي لشركة “أوكسيدنتال بتروليوم” صريحا تماما في إخبار بايدن بـ”التراجع” عن صناعة النفط الأميركية بدلا من دعوة أوبك لزيادة إنتاج النفط، حتى يتمكن السائقون الأميركيون من دفع مبالغ أقل عند مضخة الوقود. وقال شيفيلد -في وقت سابق من هذا الشهر- إن بايدن “يجب أن يتراجع عن خطابه بشأن عقود الإيجار الفدرالية في المستقبل”.
المصدر : الصحافة الأميركية