حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على تحمل مسؤوليته وإنهاء العنف في البلاد، وذلك في وقت تتواصل فيه المعارك في مختلف جبهات القتال شمالي البلاد بين الجيش الإثيوبي وجبهة تحرير شعب تيغراي، في حين تستمر الجهود الأميركية والأفريقية لبحث إنهاء الصراع الذي اندلع قبل نحو عام.
واعتبر بلينكن في تصريحات لشبكة “سي إن إن” (CNN) أن الحرب في إقليم تيغراي وضعت إثيوبيا على طريق للدمار.
وكان وزير الخارجية الأميركي جدد خلال زيارة لكينيا الأربعاء دعوة واشنطن لوقف إطلاق النار، بعد أن كان قد حذر الأسبوع الماضي من أن إثيوبيا معرضة لخطر “الانهيار الداخلي” في حال عدم إجراء مفاوضات بين الحكومة وجبهة تحرير شعب تيغراي للتوصل إلى اتفاق.
عرقلة بيان مجلس الأمن
وفي مجلس الأمن، قالت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة إن روسيا والصين عرقلتا الجمعة صدور بيان من المجلس يدعو للإفراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين لدي إثيوبيا منذ أكثر من أسبوع.
وأكدت المصادر الدبلوماسية بالأمم المتحدة أن وفدي روسيا والصين لدى المنظمة عرقلا صدور بيان صحفي من مجلس الأمن بشأن الموظفين الأمميين المحتجزين.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الجمعة، إن وضع المحتجزين في إثيوبيا متقلب.
وأضاف في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الأممية في نيويورك “أحدث الأرقام التي تلقيتها للتو هي أن 5 من موظفي الأمم المتحدة واثنين من المساعدين رهن الاحتجاز”.
وأكد أنه “تم الإفراج الخميس عن 6 موظفين، وأفرج عن واحد منهم الجمعة. ومع ذلك، تم اعتقال أحد موظفي الأمم المتحدة وأحد المساعدين الجمعة”.
وأطلع ميكونين، فيلتمان على موافقة الحكومة بالفعل على تسيير رحلات جوية إنسانية إلى مدينة “لاليبيلا” الأثرية في ولاية أمهرة التي لا تزال تحت سيطرة المتمردين، وكذلك رحلات إلى مدينة كومبولتشا ذات الأهمية التجارية.
وكانت واشنطن من بين أشد المنتقدين للنزاع في ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، الذي أودى بالآلاف ودفع بمئات الآلاف إلى النزوح من مناطقهم وسط تفشي المجاعة.
وأجلت السفارة الأميركية الموظفين غير الأساسيين، وحضت المواطنين الأميركيين على مغادرة البلاد.
كما يواصل المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي، الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانغو، أيضا في أديس أبابا جهود الوساطة.
وتوجّه أوباسانغو مرّتين إلى عاصمة إقليم تيغراي ميكيلي، في مؤشر على إحراز تقدم بعد تصريحات عدة رفضت فيها جبهة تحرير شعب تيغراي وساطة الاتحاد الأفريقي، ومقرّه في أديس أبابا، باعتباره منحازا ومؤيدا لحكومة آبي أحمد.
وقال المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاشيو رضا الجمعة إن أوباسانغو وصل إلى إقليم تيغراي لإجراء “مناقشات مكثفة” مع قيادة الجبهة. وأضاف على تويتر “اتفقنا على مواصلة الانخراط في السعي لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد”.
وحذر الرئيس النيجيري السابق الأحد من أن محادثات السلام “لا يمكن أن تؤتي ثمارها” من دون وقف فوري للقتال.
وكشف مصدر دبلوماسي أن المبعوثين الأفريقي والأميركي يسعيان لعقد لقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبي لبحث خارطة طريق أفريقية أميركية لإنهاء الصراع.
أمن المجال الجوي
في غضون ذلك أكدت إثيوبيا الجمعة أن مجالها الجوي آمن بعد أن أصدرت الولايات المتحدة تحذيرا من أخطار محتملة على الطائرات المدنية في الأجواء الإثيوبية، بسبب النزاع العسكري المتصاعد في هذا البلد الأفريقي.
ونصحت هيئة الطيران الفدرالية هذا الأسبوع شركات الطيران الأميركية بتوخي الحذر في رحلاتها إلى إثيوبيا أو بمحاذاتها، حيث تقترب المعارك المستمرة منذ عام من العاصمة الإثيوبية.
وقالت في بيان إن شركات الطيران “يجب أن تتوخى الحذر خلال عمليات الطيران بسبب المخاطر المحتملة غير المقصودة على الطيران المدني فوق مناطق القتال وبالقرب منها”. وأضافت “قد تتعرض الطائرات المدنية بشكل مباشر أو غير مباشر لنيران أسلحة أرضية أو نيران أرض-جو”.
لكن هيئة الطيران المدني الإثيوبية رفضت التحذير الأميركي ووصفته بأنه “لا أساس له ويتناقض تماما مع الواقع”. وقالت “تود هيئة الطيران المدني الإثيوبية أن تعلن أن أي رحلة جوية في المجال الجوي الإثيوبي بما في ذلك مطار أديس أبابا الدولي آمنة”.
وأعلنت الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ على مستوى البلاد في وقت سابق من هذا الشهر، وأمرت سكان أديس أبابا بالاستعداد للدفاع عن أحيائهم، وسط مخاوف من تقدم المتمردين من منطقة تيغراي الشمالية إلى العاصمة.
وقد بدأ القتال بإثيوبيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عندما أرسلت حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد قوات عسكرية إلى إقليم تيغراي. واتُّهِمت القوات الحكومية بمحاصرة الإقليم ومنع تدفق المساعدات الدولية.
وتقدم مقاتلو تيغراي في الأشهر الأخيرة إلى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين. وفي أوائل الشهر الجاري شكلوا تحالفا مع جماعات متمردة أخرى وهددوا بالزحف إلى العاصمة أديس أبابا.
ووجِّهت اتهامات للجانبين بارتكاب فظائع خلال عام من القتال أودى بحياة الآلاف، وأدى إلى نزوح أكثر من مليوني شخص، وترك مئات الآلاف في مواجهة ظروف شبيهة بالمجاعة.
ووفق مراقبين، تسبب الصراع بتشريد مئات الآلاف، وفرار أكثر من 60 ألفا إلى السودان، في حين تقول الخرطوم إن أعدادهم بلغت 71 ألفا و488 شخصا.
المصدر : الجزيرة + وكالات