من جديد, اثار التمييز العنصري بين “البيض والملونين” العديد من الاحتجاجات التي جابت شوارع الولايات المتحدة الامريكية،ووصولا الى العاصمة البريطانية لندن, بعد اعلان قرار هيئة المحلفين بشأن قضية مقتل الشاب الاسود “مايكل براون” في مدينة فيرغسون الامريكية، والتي اصدرت الحكم بتبرئة الشرطي الابيض “دارين ويلسون”.
القرار سبب بلبلة واسعة وردود أفعال عنيفة في شوارع المدينة, ورفع المحتجون لافتات تحمل شعار “العنصرية تقتل ولن نبقى صامتين”, في نحو اكثر من مئة مدينة في امريكا. ففي نيويورك وشيكاغو ولوس انجلوس اكد المحتجون ان قرار الهيئة غير عادل وفيه تمييز واضح, مناشدين البيت الابيض بشعار “ارفعوا ايديكم لا تطلقوا النار”.
وعمت التظاهرات في فيلادلفيا وكاليفورنيا وغيرهما, حيث قطع المتظاهرون طريقا سريعا وتوجه جزء منهم الى مبنى الكابيتول رافعين شعار “اوقفوا ترهيب الشرطة العنصري” و”حياة السود لها اهمية”
ومن جهة اخرى اعلنت السلطات الامريكية باعتقال المحتجين والصحفيين اذ اعتقلت الشرطة في لوس انجلوس اكثر من 180 شخصا اغلقوا طريقا سريعا. فيما اعتقل عشرات الاشخاص في نيويورك, واصفة الاحتجاجات بانها غير قانونية.
واكد الرئيس الامريكي باراك اوباما بدوره ان ما شهدته مؤخرا مدينة فيرغسون من اضطرابات اتسمت بالعنف امر غير مقبول, مشيرا الى ان بلاده امة تقوم على احترام القانون, وان طرق التعبير يجب ان تكون سلمية بعيدة عن العنف او ما شابه ذلك.
هذا التوتر المشحون الذي خيم على اغلب المدن الامريكية اثر على زيادة مبيعات الاسلحة خاصة للأشخاص “البيض” اذ بات عدد قطع الذخائر التي تباع بشكل يوميا في مركز “اولتيمايت ديفانس فايرينغ رانج اند ترايننغ سنتر” في سانت بيتر قرب سانت لويس بولاية ميزوري ما بين 20 و 30 مقابل ثلاث الى خمس قطع يوميا قبل الاحداث, وهذا ما يزيد من تصاعد حدة الاحداث التي قد تؤدي الى مرحلة الخطر.
وفي لندن, احتج العديد من المواطنين امام السفارة الامريكية، حيث رفعوا شعارات مواطني فيرغسون مؤكدين ان حياة السود غالية، ومطالبين بعدم قمع الاحتجاجات في المنطقة، واحترام حقوق الأميركيين من أصول إفريقية.
غضب يجتاح الولايات المتحدة وكبرى مدنها ويمتد الى العديد من البلدان, ومن المحتمل ان يستمر هذا الوضع، مما يزيد الامر سوءا في تحقيق الامن والسلام والتمييز العرقي بين فئات المجتمع الامريكي.
اماني العبوشي