أوكرانيا “أوروبا تتجنب الانهيار”.. هل فشلت “مناورة” بوتين؟

أوكرانيا “أوروبا تتجنب الانهيار”.. هل فشلت “مناورة” بوتين؟

واجهت أوروبا واحدة من أسوأ أزمات الطاقة في تاريخها، هذا العام، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، بعدما تعرضت لخطر حدوث “انهيار” اقتصادي، خاصة في فصل الشتاء، مع زيادة الحاجة للوقود.

لكن يبدو أن خطط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للضغط على أوروبا باستخدامه الطاقة سلاحا “تتلاشى على الأقل في الوقت الحالي”، وفق تحليل لوكالة بلومبيرغ.

وقالت بلومبيرغ تحت عنوان “تلاشي مناورة بوتين بينما ينقذ الشتاء الدافئ أوروبا” إن القارة استطاعت النجاة من الأزمة بفعل مجموعة من العوامل، منها الطقس المعتدل هذا الشتاء، واعتمادها على مجموعة واسعة من موردي الغاز، والجهود التي تبذلها لتقليل الطلب، بينما أصبحت مواقع التخزين ممتلئة تقريبا، وتهبط الأسعار إلى مستويات ما قبل الحرب.

وتشير أيضا إلى أن الأزمة الصحية في الصين تخفف من حدة المنافسة على شحنات الغاز الطبيعي المسال، الذي ساعدها في هذا التحول.

وفي حين أن حدوث موجة البرد أو اضطرابات في تسليم شحات الغاز يمكن أن يؤدي إلى حالة من الفوضى في أسواق الطاقة، إلا أن هناك تفاؤلا متزايدا بشأن “قدرة أوروبا على تجاوز هذا الشتاء والشتاء المقبل”.

“تجنبنا الانهيار الكامل”

وقال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، أحد مهندسي طريقة استجابة البلاد لأزمة الطاقة، إنه “قد تم تجنب خطر الانهيار الاقتصادي الكامل، والانهيار الأساسي للصناعة الأوروبية”.

وكانت الحكومات الأوروبية قدمت أكثر من 700 مليار دولار لمساعدة الشركات والمستهلكين على امتصاص الأزمة، وسارعت أيضا في التخلص من اعتمادها على الطاقة الروسية وخاصة الغاز الطبيعي.

ولم يعد الاتحاد الأوروبي يستورد الفحم والنفط الخام من روسيا، وقلص بشكل كبير شحنات الغاز التي كان يستوردها، وسد بعض الفجوة بزيادة الإمدادات من النرويج وشحنات الغاز الطبيعي المسال من قطر والولايات المتحدة ومنتجين آخرين.

وفي الوقت الحالي، أصبحت منشآت تخزين الغاز في ألمانيا، أكبر مستورد للغاز في القارة، ممتلئة بنسبة 91 في المئة، مقارنة بنسبة 54 في المئة قبل عام.

وقال كلاوس مولر، رئيس هيئة تنظيم الشبكة في ألمانيا: “نحن متفائلون للغاية. لم نكن كذلك في الخريف.. كلما زادت كمية الغاز التي لدينا في مرافق التخزين في بداية العام، قل الإجهاد والتكلفة التي سنواجهها في ملئها مرة أخرى في الشتاء المقبل”.

وفي الوقت الحالي، تراجعت أسعار الغاز إلى خُمس الأرقام القياسية المسجلة في أغسطس.

ورغم المخاوف من أن استمرار تراجع الأسعار يمكن أن يزيد بشدة من الطلب، لايزال الاستهلاك في انخفاض.

وتوقع “مورغان ستانلي” في تقرير أن يكون الاستهلاك الأوروبي أقل بنحو 16 في المئة هذا العام عن المتوسط المسجل في خمس سنوات.

وسيساعد توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية في خفض إنتاج الطاقة عن طريق الغاز في 10 من أكبر أسواق الطاقة في أوروبا بنسبة 39 في المئة هذا العام، وفقا لشركة “أس آند بي غلوبال”.

ولكن..

ولكن رغم هذه التطورات الإيجابية، لاتزال الأسعار أعلى من المتوسطات السابقة ولا تزال المخاطر قائمة، وفق بلومبيرغ.

وستمثل واردات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية، هذا العام، فقط خمس المستويات المعتادة (حوالي 27 مليار متر مكعب من 400 مليار) ويمكن أن تقطعها روسيا تماما.

وقالت آن صوفي كوربو، الباحثة في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، إن هذا يمثل “انخفاضا هائلا لسوق كان يستهلك 400 مليار متر مكعب في عام 2021”.

لذلك سيكون الغاز الطبيعي المسال بالغ الأهمية لتأمين إمدادات كافية لفصل الشتاء المقبل، وستحتاج أوروبا إلى البقاء في حالة تأهب.

ويمكن أن يؤدي انتعاش الاقتصاد الصيني إلى تأجيج المنافسة على الغاز المسال.

ورغم أن تغير المناخ ساهم في قلة الطلب على التدفئة حتى الآن هذا الشتاء، قد تؤدي أنماط الطقس المتقلبة بشكل متزايد إلى حدوث موجات من البرد، مثلما حدث في الولايات المتحدة نهاية العام الماضي.

ويمكن أن تؤدي درجات الحرارة المتجمدة لفترات طويلة إلى تراجع المخزونات بنحو 20 في المئة.

الحره