مع دخول روسيا وأوكرانيا العام الثاني من الحرب التي تحدت كل التوقعات، درست مجموعة من خبراء “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” العوامل التي ستحرك مستقبل الصراع. ويستعير هؤلاء الخبراء هذا النهج من محللي الاستخبارات، الذين يسعون إلى تقييم المسارات المحتملة للصراع بدلاً من تقديم تنبؤات خطية تحدد الواقع لصانعي السياسات. وقد استجاب لسؤالنا كل من الخبراء إميلي هاردينغ، وبنيامين جنسن، وهيذر ويليامز، وإليوت كوهين.
تناقش إميلي هاردينغ مسألة الحياة أو الموت المتمثلة في استمرار تقديم المساعدات الخارجية لأوكرانيا وقدرة الشعب الأوكراني على الصمود. ويناقش بن جنسن التماسك في الجيش الروسي واحتمال حدوث انهيار كارثي فيه. وتقوم هيذر ويليامز بتقييم المسألة النووية التي تلوح في الأفق. وأخيرًا، يدرس إليوت كوهين كيف يمكن أن ينتهي الصراع.
* * *
نقطة فشل واحدة: هل سيستمر الدعم الخارجي لأوكرانيا؟
إميلي هاردينغ: نائبة المدير وزميلة أولى في برنامج الأمن الدولي
يتوقف نجاح أو فشل المجهود الحربي في كييف على حقيقة واحدة مؤسفة: لا تمتلك أوكرانيا القدرة المحلية على تسليح نفسها لهذه المعركة. ويعرف الرئيس الأوكراني زيلينسكي ذلك، وقد كرس الكثير من الوقت والطاقة لمتابعة العلاقات مع الحلفاء وتأمين خطوط الإمداد -على سبيل المثال، مغادرته أوكرانيا لزيارة كل من واشنطن وأوروبا.
وقد استجاب الغرب: على الرغم من البداية البطيئة والمترددة التي ميزها القلق من التصعيد، سارعت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي إلى توفير أنظمة أسلحة فعالة وقوية على نحو متزايد. وقد أصبحت منظومات “هيمارس” -منصات المدفعية الخفيفة والمتحركة والدقيقة- بالفعل بطلًا من أبطال الحرب، كما أن دبابات “أبرامز” و”ليوبارد” قادمة على الطريق. ومن المؤكد أن المناقشات حول تزويد كييف بالطائرات المقاتلة من الجيل الرابع والقاذفات بعيدة المدى أصبحت قاب قوسين أو أدنى.
لكن عمل زيلينسكي لم ينته أبدًا. ما تزال روسيا تعمل جاهدة لتوسيع أي صدع في الدعم المقدم أوكرانيا. ويبدو أن الاحتجاجات الأخيرة على حرق القرآن في السويد قد اشترتها ودفعت ثمنها الأصول الروسية التي تهدف إلى أن تجعل من المستحيل على تركيا دعم محاولة السويد الحصول على عضوية الناتو. ويشير استطلاع حديث للرأي أجراه ”المركز الأوروبي للتميز في مواجهة التهديدات الهجينة” إلى أن شرائح من الجمهور في الدول الأوروبية الرئيسية تتساءل عن سبب إرسال أوروبا الكثير من المساعدات إلى أوكرانيا. وما تزال هذه الشرائح أقليات، لكن أوكرانيا لم يمض عليها سوى عام واحد في ما ستكون على الأرجح معركة طويلة جدًا.
كما أن لدى حلفاء الناتو أيضا قلقا هيكليا يتجاوز أهواء استطلاعات الرأي. وكما جادل سيث جونز من “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” في تقريره الأخير المعنون “الصناديق الفارغة في بيئة زمن الحرب”، فإن الدعم المقدم لأوكرانيا أدى إلى خفض المخزونات الأميركية من أنظمة الأسلحة الحيوية بشكل أسرع من الوقت اللازم لتجديدها، حسب وتيرة إنتاجنا الزمنية الحالية في وقت السلم. ويقول التقرير: “لم تتعاقد وزارة الدفاع على أكثر من تعويض جزء صغير من الأسلحة التي أرسلتها إلى أوكرانيا. ولدى العديد من حلفاء الولايات المتحدة وشركائها في أوروبا أيضًا قواعد صناعية دفاعية غير مستعدة لحرب كبرى، وتعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة، وتعاني من نقص مزمن في التمويل. وفي مرحلة ما، سيبدأ المخططون العسكريون الأميركيون والأوروبيون في الشعور بالضغط والتساؤل عما يجب أن يذهب إلى أوكرانيا وما الذي يجب الاحتفاظ به كاحتياطي لمعركة مستقبلية محتملة إذا تصاعد هذا الصراع بشكل درامي، أو رأت الصين فرصة للتحرك في المحيط الهادئ”.
في هذا الصراع أكثر من أي واحد آخر، سوف تتقرر فرص أوكرانيا في تحقيق النصر من خلال كل من الأسلحة نفسها والقيمة الرمزية للالتزام بإرسالها. وتراهن موسكو على أن الوقت في صالحها وعلى أنه يمكنها طحن أوكرانيا وتحويلها إلى غبار. والافتراض الرئيسي في هذا الرهان هو أن روسيا يمكن أن تصمد أكثر من التزام الناتو. ولكن، بدلاً من ذلك، يتعين على روسيا أن تخشى أن تكون قد أساءت تقدير عزم الغرب على البقاء مع أوكرانيا كل الطريق إلى شبه جزيرة القرم، كما قللت من قبل من شأن استعداد حلف شمال الأطلسي لمساعدة أوكرانيا وقدرة أوكرانيا على القتال. وقد أشارت إدارة بايدن إلى التزام الولايات المتحدة على المدى المتوسط بحزمة المساعدات العسكرية وبرامج التدريب، وفي إحدى عباراته القليلة حول السياسة الخارجية في خطاب “حالة الاتحاد”، تعهد بايدن بأن الولايات المتحدة “ستقف معكم مهما طال الزمن”. وفي أعقاب رحلة زيلينسكي، يحتاج الحلفاء الأوروبيون إلى إيجاد طرق لإرسال إشارة عن الالتزام نفسه إلى شعوبهم وإلى كييف.
هل يمكن أن يصمد العزم الأوكراني؟
”في 24 شباط (فبراير)، اتخذ الملايين منا خيارًا. ليس علماً أبيض، وإنما علمًا أزرق وأصفر. ليس الهروب، وإنما اللقاء. لقاء العدو. المقاومة والقتال”. -من خطاب زيلينسكي إلى الأمة بمناسبة العام الجديد
كان الرئيس زيلينسكي رمزًا لعزم أمته وتحديها في مواجهة عدو وحشي. كان صامدًا، ولكن إلى متى يمكن أن تصمد العزيمة الأوكرانية؟ حتى 15 كانون الثاني (يناير)، سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سقوط 18.358 ضحية مدنية في البلاد: 7.031 قتيلاً و11.327 جريحًا. وقد أصبح أكثر من ثمانية ملايين أوكراني لاجئين، ونزح ستة ملايين آخرين منهم على الأقل داخليًا، ويحتاج ما يقرب من نصف السكان إلى مساعدات إنسانية. وفي منتصف الشتاء، انخرطت روسيا في حملة لا هوادة فيها لتدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك أنظمة الطاقة والمياه. وقد عانى الأوكرانيون كثيرًا وسيظلون يعانون نتيجة لتجاهل موسكو الصارخ للحياة البشرية.
وفي الوقت نفسه، من الصعب الحصول على أعداد موثوقة للخسائر العسكرية الأوكرانية؛ حيث صنفتها الحكومة الأوكرانية على أنها سرية. وفي أوائل كانون الأول (ديسمبر)، قدر مسؤولو الحكومة الأوكرانية علنًا مقتل ما يصل إلى 13.000 شخص، ونفوا بشدة التقدير الأوروبي الذي تحدث عن مقتل 100.000 شخص. وقد أظهر الجنود الأوكرانيون براعة وعزيمة، وأوضحوا أنهم سيقاتلون لتحرير بلادهم طالما كان ذلك ضروريًا وبكل ما هو متاح.
يجب على دول الناتو وأصدقاء أوكرانيا الآخرين التخطيط لصراع متعدد السنوات، ووضع خطط مستدامة للحفاظ على قدرة قوات أوكرانيا وسكانها على الصمود. وبالنسبة للاجئين، تبدو هذه الخطط وكأنها ستكون برامج عمل -لا سيما لدعم النساء الأوكرانيات للعمل عن بعد في وظائفهن الأوكرانية كلما أمكن ذلك- وتعليم الأطفال، ودعم الصحة العقلية. فالجندي غير المثقل بالقلق بشأن زوجته وأطفاله هو جندي أكثر قدرة على التركيز في القتال. وبالنسبة لأولئك الذين يقاتلون، فإن الجهود المبذولة لخلق تناوب مستدام داخل وخارج ساحة المعركة للتدريب والراحة هي بداية أساسية. وسوف يعمل تعزيز الاعتقاد بأن المعركة يمكن الفوز بها من خلال رموز الدعم العامة -من الأعلام التي ترفرف فوق واشنطن، إلى المملكة المتحدة التي تستضيف “يوروفيجن” نيابة عن أوكرانيا، إلى ”كتائب الدعم الإلكتروني”، إلى، نعم؛ الدبابات ومنصات المدفعية الخفيفة المتنقلة -على إبقاء تصميم الأوكران عاليًا.
* * *
هل هناك تماسك في الجيش الروسي؟
بنيامين جنسن: زميل أول، برنامج الأمن الدولي
في تناقض صارخ مع القوات الأوكرانية، ابتليت الجهود الروسية في أوكرانيا بالمعدات المعيبة، ونقص معدات الشتاء، والمشاجرات وحالات السُّكْر المبلغ عنها في الخنادق. ماذا لو كانت حركات التمرد المتوطنة في الثورات الروسية في العامين 1905 و1917 نذيرًا لمسار العام 2023؟ تتطلب القوة العسكرية وجود منظومات قتالية متماسكة بقدر ما تتطلب توفر الدبابات والطائرات. ويميل الجنود إلى أن يعكسوا الانقسامات والصراعات على السلطة في مجتمعاتهم. ويمكن للضغط المشترك لكل من الخسائر في ساحة المعركة والأزمات المتزايدة على الجبهة الداخلية أن يقوض القوة العسكرية من خلال تآكل التماسك. ولا ينبغي أن ينظر المرء إلى أبعد من “تمرد كيل” في البحرية الألمانية في العام 1918 والاحتجاجات المتتالية التي عجلت بنهاية الحرب العالمية الأولى. وبالمثل، وجدت دراسة حديثة أجراها جيسون ليال، مدير مختبر العنف السياسي الميداني، أن الأداء العسكري مرتبط بعدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع. وكلما كان المجتمع غير متكافئ وطبقي، زاد احتمال ضعف أداء الجيش -بل وحتى انهياره.
بتطبيق هذه النتيجة على روسيا التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في عدم المساواة في الدخل على مدى الجيل الماضي، إلى جانب صعود الاتجاهات القومية المعادية للأجانب والعنصرية ضد الروس غير العرقيين، تشير هذه النتيجة إلى أن الشتاء قد يكون أطول بالنسبة لموسكو مما هو بالنسبة لكييف. والعلامات موجودة مسبقًا بالنظر إلى المشاعر المتغيرة في مناطق الأقليات مثل بورياتيا، والهجرة الجماعية للذكور في سن الخدمة العسكرية. وقد تعزز العقوبات، جنبًا إلى جنب مع خطاب الكرملين حول روسيا التاريخية، موقف النخبة التي لم تقفز من النوافذ، لكنها ستؤدي إلى تفاقم التوترات التي تمزق الأمة وتقوض أداءها العسكري. ولدى روسيا عدد من المجندين القسريين ووحدات المجندين من السجون أكثر مما لديها من المتطوعين.
إن الظروف موجودة بالفعل لقيام تمرد عسكري روسي واسع النطاق. وسيستمر انخفاض الروح المعنوية والطقس البارد وارتفاع معدلات الاستنزاف، إلى جانب الخطاب القومي والتدهور الاقتصادي، في العمل على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة. وفي هذه البيئة، يمكن أن تبدأ شرارة في إشعال حريق هائل. ويمكن أن تنتشر أعمال الشغب، والرفض المتفشي للأوامر، وحتى الانشقاقات والاستسلام، مثل المرض عبر المدن والخنادق المحترقة على طول ساحة المعركة في أوكرانيا. وعلى الرغم من أنه من المستحيل التنبؤ، إلا أن المحفز الأكثر ترجيحًا في الأفق هو الهجوم الأول في الربيع الذي يكتشف فيه المجندون المعبأون الذين يتدربون حاليًا في روسيا وبيلاروسيا جحيم حرب الخنادق الحديثة.
* * *
هل سيستمر بوتين في إطلاق التهديدات النووية؟
هيذر ويليامز: مديرة مشروع القضايا النووية
سواء استمرت الحرب في أوكرانيا أشهرًا أو سنوات، سوف تستمر الأسلحة النووية في الظهور في الخلفية. لقد أصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتمد على الأسلحة النووية للإكراه والبلطجة، وسيواصل توجيه تهديداته النووية. منذ بداية الغزو، أشار بوتين صراحة وضمنًا إلى ترسانة روسيا النووية. وقال في 21 كانون الأول (ديسمبر): “سنواصل الحفاظ على الاستعداد القتالي للثالوث النووي وتحسينه”، وذكر العديد من مركبات التوصيل النووية الروسية، بما في ذلك مركبة “أفانغراد” Avangard الانزلاقية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
يعتمد بوتين على التهديدات النووية لسببين رئيسيين. أولاً، يريد ردع حلف شمال الأطلسي عن التدخل المباشر في أوكرانيا. وفي حين أن الغرب زاد تدريجيًا من دعمه العسكري لأوكرانيا، فإنه يمكن القول إن جهود بوتين حققت بعض النجاح في منع التدخل العسكري الغربي المباشر خوفًا من التصعيد. وسيظل إبقاء حلف شمال الأطلسي خارج أوكرانيا أولوية قصوى بالنسبة لبوتين. لكن السبب الثاني لتهديدات بوتين النووية أكثر خطورة. من خلال الإشارة إلى الاستعداد لاستخدام الأسلحة النووية، يشير بوتين أيضًا إلى التزامه بكسب الحرب في أوكرانيا بتكاليف متزايدة بلا توقف. وفي حال واجهت روسيا هزيمة في ساحة المعركة، قد يلجأ بوتين إلى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في منطقة استراتيجية رئيسية، مثل خيرسون.
سوف يتطلب ردع بوتين عن استخدام الأسلحة النووية جهودًا دولية متضافرة. يجب على المجتمع الدولي أن يوضح أن أي استخدام نووي في أوكرانيا سيحول روسيا إلى دولة منبوذة دوليًا، وأنه بينما قد تكسب الأسلحة النووية معركة، فإنها ستجعل بوتين يخسر الحرب. وستكون هذه الرسالة ذات مغزى خاص إذا كانت قادمة من شركاء روسيا الاستراتيجيين الرئيسيين في بكين ونيودلهي. ولكن، يجب على قادة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أيضًا الاستمرار في الاعتماد على تدابير الحد من المخاطر وقنوات الاتصال في الأزمات، مثل مكالمة تشرين الأول (أكتوبر) الهاتفية بين وزير الدفاع الأميركي أوستن ونظيره الروسي سيرغي شويغو. وقد لا يكون الغرب قادرًا على منع بوتين من التهديد باستخدام الأسلحة النووية، ولكن يمكن للدول أن تعمل على منعه من تنفيذ هذه التهديدات.
* * *
كيف يمكن أن ينتهي هذا؟
إليوت كوهين: أستاذ كرسي “أرلي أ. بيرك” في الاستراتيجية
بطبيعة الحال، تقول الحكمة التقليدية “المفاوضات”. كانت هذه هي النقطة التي كثيرًا ما أثارها رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، والعديد من المسؤولين المدنيين في الحكومة الأميركية.
وهذا صحيح إلى حد ما: عادة ما ينهي حفنة من الرجال المتعبين الذين يجلسون حول طاولة معظم الحروب -لكن هذه يمكن أن تكون مفاوضات استسلام (ليست مفاوضات بالضبط)، أو ترتيبًا لوقف إطلاق النار (الذي يخلق فقط فاصلاً حتى الجولة التالية من القتال)، أو مهرجان سلام كبيرا مثل “فيينا 1815”. وبعبارة أخرى، تغطي كلمة “التفاوض” مجموعة متنوعة من الأحداث.
في هذه الحالة، من المرجح أكثر ما يكون أن ما لن يحدث هو نوع المفاوضات التي يفكر فيها ميلي والآخرون -تسوية حقيقية تجلب السلام. والأمر الأكثر ترجيحًا هو أن ينهار هذا الطرف أو ذاك نتيجة الإنهاك، وأن تكون النتيجة وقفًا لإطلاق النار في الوقت الحالي فقط، وهو ما سيشكل الأساس لاندلاع صراع آخر.
من الممكن تصور أنه إذا استمر الغرب في المماطلة في تسليح أوكرانيا، فقد تكون كييف هي التي ستزحف متعبة إلى طاولة المفاوضات. لكنَّ المرجح أن يكون الروس هم الذين سيفعلون، إذا كان الدعم الخارجي قويًا (كما هو موضح أعلاه)، وحافظ الأوكرانيون على قدرتهم الهائلة على التكيف ومواصلة القتال، وشهدت روسيا انهيارات في قوتها القتالية، وحافظ الغرب على جبهة موحدة ترفض التهديدات النووية. بعد أن تكون قد تكبدت مائة ألف ضحية أخرى أو أكثر، وشعرت بالضغوط الداخلية لحرب ظالمة وغير مدروسة، يمكن أن تكون روسيا مدفوعة بالعزيمة الأوكرانية وقوة النيران الغربية واستخبارات ساحة المعركة إلى السير منهارة إلى طاولة توافق فيها على مغادرة الأراضي التي استولت عليها، والسكان الذين احتلتهم، وانتهكت حياتهم وذبحتهم. لكن هذا يعتمد علينا نحن.
الغد