هددت السلطات الإسرائيلية، الأربعاء، باستخدام القوة لإزالة “موقع عسكري” نصبه حزب الله اللبناني بمحاذاة منطقة حدودية جنوبي البلاد، في خطوة بدت -وفق مراقبين- أنها محاولة استفزازية قد يسعى من خلالها إلى جرّ الجيش الإسرائيلي إلى الحرب، في محاولة لاستعادة ثقة مناصريه.
وفي وقت سابق الأربعاء، كشفت قناة “كان” التابعة لهيئة البث الرسمية، أن قوة من “حزب الله”، قامت “باجتياح أراضي دولة إسرائيل السيادية، في قطاع جبل دوف (مزارع شبعا المحتلة)، وأقامت موقعا عسكريا (خيمتين) مسلحا هناك”.
وأشارت إلى أن الحدث الذي وصفه نواب بالكنيست (البرلمان) بالخطير، جرى الكشف عنه الأسبوع الماضي خلال اجتماع لجنة الأمن والخارجية بالكنيست، قبل أن يُكشف اليوم (الأربعاء) للإعلام.
وأضافت “كان” أن “النواب في الكنيست لفتوا انتباه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى حدث غير عادي وخطير وقع على الحدود الشمالية” لفلسطين.
ووفق ما طُرح في الجلسة، فإن قوة من “حزب الله” اجتازت الخط الأزرق في جبل روس في الأسابيع الأخيرة، ونُصبت خيمتان على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشارت الإذاعة إلى أن “حزب الله” يدير هذا الموقع من خلال عدة مسلحين من طرفه (بين ثلاثة وثمانية أفراد)، يتمركزون أمام الجنود الإسرائيليين داخل الأراضي الخاضعة لسيادة دولة إسرائيل”.
ومن جانبها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي على تويتر إن “إسرائيل بعثت رسائل إلى حزب الله بأنها قد تستخدم القوة لإزالة الموقع ورد التنظيم أن الموقع تم وضعه على أرض لبنانية محتلة”.
وأوضحت أن الحديث يدور عن خيمتين نصبهما قوة من “حزب الله”، خلف الخط الأزرق (خط الحدود الدولي بين إسرائيل ولبنان).
ونقلت عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله “الأمر معروف وتتم معالجته أمام جميع الأطراف المعنية”
وقالت الإذاعة “يقولون في الجيش إن مواقع حزب الله الجديدة لا تشكل تهديدا أمنيا، ويفضلون التعامل مع القضية على المستوى السياسي- الدبلوماسي”.
وتابعت “سيحقق الجيش في كيفية التعامل مع الحادث، ولماذا لم يتم إخلاء المواقع على الفور بعد إنشائها خلف الخط الأزرق”.
وعقب رئيس حزب “يسرائيل بيتينو”، النائب أفيغدور ليبرمان قائلا “حكومة ضعيفة وخائفة تظهر التراخي كل يوم. إن غزو حزب الله للأراضي السيادية لدولة إسرائيل وعدم وجود رد من جيش الدفاع يعكس بالكامل القدرات الحقيقية للحكومة ‘اليمينية’. إن الحكومة التي تهمل أمن مواطنيها بشكل يومي لا تستحق أن تبقى في السلطة”.
وبين وقت وآخر، يتكرر حدوث توتر بين الجانبين عند مناطق حدودية، عادة ما ينتهي بسرعة بوساطة من “يونيفيل”.
وبشكل شبه يومي، يشكو لبنان من خرق إسرائيل لمجاله الجوي ومياهه الإقليمية، ويطالب الأمم المتحدة بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات.
وبعد سنوات من التحضير على قدم المساواة للحرب في غزة ولبنان، يولي الجيش الإسرائيلي اهتماما كبيرا للجبهة الشمالية، وقد تم تخصيص تدريب الوحدات البرية في العام الماضي بشكل أكبر لسيناريوهات القتال في السياق اللبناني، ويتضمن سيناريوهات لم يواجهها الجيش الإسرائيلي على الإطلاق في ساحة المعركة.
والشهر الماضي، مارس مقاتلو “دورية الجدار” أحد السيناريوهات الجديدة التي لم يواجهها الجيش الإسرائيلي في الوقت الحقيقي وهو القتال لعدة ساعات ضد قوة حزب الله التي ستغزو الأراضي الإسرائيلية وتحاول بشكل مؤقت احتلال منطقة مفتوحة أو مأهولة بالقرب من الحدود، هذه في الواقع هي الضربة الأولى للجيش الشيعي للحرب القادمة، والتي ستقودها قوات النخبة من “وحدة الرضوان”.
ووفق قناة “أخبار إسرائيل 24” هذا ليس سيناريو نظري، مشيرة إلى أن حزب الله أظهر بالفعل هذه القدرات لقوة رضوان في الحرب الأهلية في سوريا، ولكن أيضًا ضد إسرائيل.
وقبل نحو ثلاثة أشهر، توغل عنصر من حزب الله، في غارة كوماندوز غير عادية وغير مسبوقة، ووصل إلى عمق 70 كيلومترًا داخل الأراضي الإسرائيلية دون أن يتم رصده، وفجّر عبوة ناسفة قوية بالقرب من مفترق مجيدو، مما أدى إلى إصابة مواطن إسرائيلي بجروح بالغة، وقتل بالقرب من الحدود – قبل عودته إلى لبنان بعد ساعات من الهجوم.
وقبل فترة وجيزة من تمرين الوحدة، قدم حزب الله تدريباته الاستعراضية للقتال ضد الجيش الإسرائيلي.
والأسبوع الماضي، طُلب من كل مقاتل في دورية جولاني اجتياز اختبارات المعرفة حول ما وصف “العدو” الذي ينتظره عبر الحدود. وقد بدأ ذلك ببنية الوحدات والكتائب ووسائل قتال حزب الله وطريقة التقدم والإغارة لمقاتلي” قوة رضوان”.
صحيفة العرب