تعددت في الفترة الأخيرة الاعتداءات على مواطنين خليجيين وعرب في تركيا، كان آخر ضحاياها سائح كويتي، الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة ودفع نشطاء إلى الدعوة إلى عدم زيارة هذا البلد بسبب ما يعتبرونه تصاعد الخطابات والسلوكيات العنصرية.
طرابزون (تركيا) – أثار اعتداء بالعنف الشديد تعرض له سائح كويتي في إحدى مدن تركيا، واستوجب نقله إلى المستشفى، ضجة واسعة، وسط مطالبات خليجية وعربية بمقاطعة السياحة في تركيا التي اتهموها بالعنصرية ضد العرب.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقاطع فيديو للاعتداء الذي جد السبت في أحد شوارع مدينة طرابزون الواقعة في شمال شرق تركيا على ساحل البحر الأسود، وظهر السائح الكويتي في أحد المقاطع وهو ملقى على الأرض بدون حراك فيما تحيط به عائلته وبعض المارة.
وسجل في السنوات الأخيرة تنامي العداء للعرب في تركيا، وقد بدأت الظاهرة مع اللاجئين السوريين، لكنها تطورت في الفترة الأخيرة لتستهدف مواطنين من جنسيات عربية أخرى، وبينهم خليجيون اشتكوا من سلوكيات عنيفة لا تخلو من عنصرية.
ودفعت الضجة التي أحدثها الاعتداء السفارة الكويتية في تركيا إلى التحرك وإصدار بيان أكدت من خلاله أن المواطن المُعتدى عليه بخير وسيأخذ حقه، وأنهم متواجدون في طرابزون لمتابعة القضية.
وأضافت السفارة الكويتية “تم توقيف المشتبه به خلال ساعات من الحادثة وحجزه، والسلطات التركية مهتمة، ومحامي السفارة يتابع الإجراءات”.
وكان مكتب حاكم طرابزون أصدر في وقت سابق بيانا حول تفاصيل الواقعة، معلنا عن “توقيف المتهم بالاعتداء على السائح الكويتي”.
وقال البيان الذي نشره موقع “تركي بوست” إنه “في تمام الساعة 22:20 من يوم 16-09-2023، في ساحة مدينة طرابزون، حاولت الشرطة الموجودة في المكان تهدئة خلاف لفظي بين اثنين من السياح”.
وبحسب البيان تدخل “شخص تركي” في الحادث، بعد “سوء فهمه” للوضع على أن “السياح يقاومون رجال الشرطة”.
وعمد الرجل التركي إلى ضرب أحد السياح، ما أدى إلى سقوطه على الأرض، وتم توقيف المشتبه به على الفور من قبل الشرطة، وبتعليمات من النائب العام، تم بدء التحقيق الجنائي ضده.
وأشار البيان إلى أنه “تتم متابعة علاج الضيف الذي يقضي وقته كسائح في طرابزون بإشراف مكتب المحافظ وأنه لا يوجد خطر على حياته”.
وشن العديد من النشطاء العرب والخليجيين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي طالبوا من خلالها بمقاطعة السياحة التركية. وانتشرت العديد من الهاشتاغات من قبيل #تركيا_غير_آمنة_للعرب، و#مقاطعة_تركيا_واجب_وطني.
وقال الناشط الحقوقي الكويتي أحمد الميموني عبر حسابه على إكس:
ونشر عبدالله السبيعي عبر حسابه على إكس:
ويرى محللون أن تنامي النزعة العنصرية في تركيا من شأنه أن يحولها إلى بيئة طاردة للسياح العرب والخليجيين وهو ما سيكلف قطاع السياحة الذي يشكل أحد أعمدة الاقتصاد التركي خسائر فادحة.
وكان ياسين أقطاي وهو مستشار سابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر في وقت سابق من تصاعد حدة الخطاب العنصري وكراهية الأجانب في تركيا وتأثيرات ذلك على الاقتصاد المحلي.
وقال أقطاي في مقال له إن الخطابات والأفعال العنصرية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة ضد العرب، لا تبقى داخل البلاد بل تصل إلى العالم العربي.
ولفت إلى أن تنامي الخطاب العنصري ضد العرب أدى إلى إلغاء الكثير من الحجوزات والرحلات السياحية خلال الصيف الجاري، كما تسبب بانتقال العديد من الاستثمارات إلى الخارج ما كلف تركيا خسائر لا تقل عن 5 مليارات دولار.
العرب