رحّبت استوكهولم بـ«يوم تاريخي» بعد تصويت البرلمان المجري، أمس، لمصلحة المصادقة على انضمام السويد إلى «حلف شمال الأطلسي» (ناتو)، مزيلاً بذلك العائق الأخير في مسار شائك تلاعبت به أنقرة وبودابست مراراً، قبل أن يفتح الباب أمام البلد الشمالي لدخول النادي العسكري.
وبدخول السويد، وقبلها فنلندا، صار بحر البلطيق محاطاً بدول «أطلسية» حتى ذهب محللون إلى تسميته «بحيرة الناتو» في ظرف جيو – سياسي حساس جداً مع دخول الحرب الروسية – الأوكرانية سنتها الثالثة، وهي كانت أصلاً سبباً لاقتناع السويديين والفنلنديين بالتخلي عن عقود من الحياد الذي أعقب الحرب العالمية الثانية، تلاه عدم انحياز عسكري منذ نهاية الحرب الباردة.
وأعلنت استوكهولم ترشّحها عقب هجوم روسيا على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، بالتزامن مع طلب فنلندا التي انضمت إلى الحلف في أبريل (نيسان) 2023.
وعلى مدى أشهر، عكفت المجر على تأخير الاستحقاق، مبدية في كل مرة ذرائع مختلفة. ورأى بعض الخبراء أنّها تعتمد استراتيجية ابتزاز للحصول على تنازلات من الاتحاد الأوروبي، بينما رأى البعض الآخر في ذلك مؤشراً إلى التقارب بين رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وشهد الوضع حلحلة في الأسابيع الأخيرة، في ظل زيارة رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسن الجمعة الماضي إلى بودابست التي عُدّت بمثابة خاتمة «لعملية طويلة لإعادة الثقة»، على حدّ تعبير أوربان.