لبّى الآلاف من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، دعوته للتظاهر في بغداد، وانطلقوا بتظاهرة كبيرة وسط ساحة التحرير المجاورة للمنطقة الخضراء، مع وصول الصدر إلى موقع التظاهر ليقودهم ويصلي بهم صلاة الجمعة.
ووصل مقتدى الصدر بالتزامن مع توافد المتظاهرين إلى ساحة التحرير، لينضم إليه أنصاره ويقود التظاهرة.
وحمل المتظاهرون شعارات ولافتات ركّزوا فيها على المطالبة بطرد الفاسدين ومحاربة سرّاق المال العام في البلاد. وردّدوا هتافات تطالب بتطبيق الإصلاحات التي دعا لها الصدر.
وألقى الصدر كلمة في المتظاهرين، اعتبر فيها، أنّه “بريء من كل فاسد ومن كل ظالم حتى لو كان مقرّباً منّا، وأنّ أيّا من أفراد الحكومة لا يمثلني على الإطلاق بل يمثّل نفسه” (في إشارة إلى وزراء التيّار الصدري في الحكومة).
وأضاف أنّ “الحكومة تركت شعبها يصارع الموت والخوف والجوع والبطالة، بل تركته حتى أوصلته إلى أزمات أمنيّة واقتصاديّة وخدماتية وسياسيّة”، داعياً إلى أنّ “صوت الإصلاح لا بد أن يعلو فوق كل فاسد”.
وخاطب أتباعه بالقول “يا أبناء الخط الصدري، إنّه صوتكم صوت المقاومة والجهاد وصوت الجيش الباسل والقوات الأمنيّة والحشد الشعبي، قولوا لكل فاسد كلا كلا”.
اقرأ أيضاً: التيار الصدري للعبادي: التغيير أو مغادرة الحكومة
وشدّد بالقول، إنّ “رئيس الوزراء حيدر العبادي على المحك، وخصوصاً بعد أن انتفض الشعب وما زال منتفضاً وسيبقى منتفضاً وسيستمر على هذه الانتفاضة..نعم نعم للعراق”، مضيفاً “وبعد صوت المرجعيّة وصوت الداخل والخارج الذي دعم إصلاحات الحكومة، وبعد أن مكنّا العبادي من الإصلاح لكنّه توانى اليوم، وهو ملزم بالإصلاح الجذري لا الترقيعي الجزئي”.
وتوعّد “نحن اليوم على أسوار المنطقة الخضراء وغداً فيها لنستعيد حقوقنا من الفاسدين والظالمين”، محذّرا من “صرخة المظلوم”.
وأوعز الصدر للمتظاهرين بـ”الانسحاب وإنهاء التظاهرة وأداء صلاة الجمعة كل في منطقته”.
من جهته، رأى الخبير السياسي صباح النعيمي، أنّ “تظاهرة اليوم هي رسالة من الصدر إلى العبادي، تتضمن تهديداً ووعيداً بتطبيق شروطه في أيّ تغيير وزاري”.
وقال النعيمي، خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، إنّ “الصدر أراد من خلال التظاهرة الاستعراض على العبادي وخروج الآلاف من أنصار التيار ملبين نداءه، وأنّهم مستعدون لتنفيذ ما يراه الصدر وما يوجههم به أيّاً كان، حتى لو أراد منهم اقتحام المنطقة الخضراء ومقرّات الحكومة والبرلمان، وهذا ما قاله الصدر صراحة عندما توعد بدخول المنطقة الخضراء”.
وأضاف، أنّ “الصدر يمارس ضغوطاً شديدة الوطأة على العبادي منذ أن أعلن عن تحركه للتغيير الوزاري، وتمثّلت بفرضه على العبادي لجنة لاختيار الوزراء، وإقامة الصدر ببغداد وهو أمر غير مسبوق، وإعلانه ورقة إصلاحيّة تعارض إصلاحات العبادي، وتظاهرة اليوم استعراض القوة”.
ويرى الخبير، أنّ “الصدر سيحجّم من دور العبادي وهو ما يريده، وسيتمكّن من فرض شروطه على أيّ خطوات للتغيير، وسيحتفظ بدوره إن لم يحصل على دور أكبر في التشكيلة الوزاريّة المرتقبة، وأنّ العبادي ليست له تلك القدرة على صد الصدر وأتباعه ومليشياته”.
وكان المتحدث باسم الصدر، صلاح العبيدي، قد اعتبر أمس أن العبادي قد لا يجد له مكاناً في الحكومة إذا لم يتمكن من التغيير والإصلاح.
أكثم سيف الدين
صحيفة القدس العربي