فقد أعلنت خمسة فصائل تابعة للجيش السوري الحر الأربعاء الماضي اندماجها بشكل كامل تحت مسمى “جيش التحرير” وإلغاء مسمياتها القديمة، وذلك بعد خسارة عدد كبير من قرى وبلدات ريفحلب الشمالي لصالح قوات النظام والمليشيات الشيعية التي تسانده من جهة، وما تسمى قوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، إضافة لخسارات متلاحقة في جبلي الأكراد والتركمان بالساحل السوري.
ويضم “جيش التحرير” فصائل جبهة الشام والفرقة 46 واللواء التاسع والفرقة 312 وسرايا الحق 314، كما يبلغ تعداده أكثر من خمسة آلاف مقاتل منتشرين في مناطق بريف حماة والساحل وحلب.
وصرح قائد جيش التحرير محمد الأحمد الملقب بـ”الغابي” للجزيرة نت بأن الاندماج تم بعد عدة شهور من التحضير والترتيب المتزن والهادئ، معتبرا أن هذا التوحد خطوة على طريق تشكيل جيش موحد.
وأضاف الغابي نحن جاهزون للاندماج مع الفصائل الكبيرة واستيعاب أي من الفصائل الصغيرة، ويدنا ممدودة لكل الفصائل للتوحد، وليس لدينا أي تردد في ذلك.
مطلب شعبي
ونفى وجود ضغوط من الدول الداعمة من أجل عملية الاندماج، مشيرا إلى أن “التوحد مطلب شعبي لا يكف أهلنا في الداخل والخارج عن المطالبة به، ويأتي اليوم كحاجة لرص الصفوف أمام العدوان الروسي والإيراني وعدوان النظام ومليشياته الطائفية بكل أشكالها وأنواعها على شعبنا”.
وشاركت فصائل “جيش التحرير” في العمليات العسكرية على عدة جبهات، أهمها سهل الغاب، إضافة إلى الأشرفية والسكن الشبابي في مدينة حلب وجبهة ريف حلب الجنوبي والريف الشمالي المحاصر، وفي جبلي التركمان والأكراد في جبهة الساحل.
من جهته، أكد قائد سرايا الحق 314 المندمجة في “جيش التحرير” رائد عليوي أن هيكلية عسكرية تمت بعناية ودقة لتنظم أمور الجيش، مضيفا أن أكثر من خمسين ضابطا من مختلف الاختصاصات سيقودون العمليات العسكرية على الأرض.
وتتعرض فصائل المعارضة المسلحة عموما والتي تقاتل في حلب وريفها خصوصا لضغط شعبي هائل يحثها على التوحد نتيجة خساراتها المتلاحقة بعد القصف الروسي الجوي الذي يمهد عمليات التقدم البري لقوات النظام ومليشياته.
كما تهدد خسائر الفصائل المسلحة التي منيت بها مؤخرا -إن لم تتوقف- بإزالة كيانات ثورية عسكرية من خريطة السيطرة بشكل نهائي، خصوصا في ريف حلب الشمالي الساخن، الأمر الذي دفع الفصائل هناك إلى تشكيل قوة مركزية يقودها القائد السابق لحركة أحرار الشام الإسلامية هاشم الشيخ، حيث أتى تشكيلها كحل وسط بديل عن التوحد والاندماج.
ضغوط إقليمية
وعزا الباحث الإستراتيجي عبد الناصر العايد السبب الأساسي لتوجه فصائل الجيش الحر للاندماج إلى التدخل الجوي الروسي العنيف ضدها، حيث إن أغلب الفصائل تحسست رقابها بعد التقدم الملحوظ لقوات النظام ومليشياته في عدة مناطق من درعا إلى حلب.
ولفت العايد -في حديث مع الجزيرة نت- إلى أن توجها دوليا وإقليميا بشكل خاص تدعمه تركياوالسعودية يحث الفصائل جميعها على التوحد من أجل الوقوف بوجه روسيا.
وبعد تشكيل جيش التحرير تغدو فصائل حماة كلها قد استوعبت في ثلاثة كيانات عسكرية كبيرة، هي جيش النصر وجيش العزة وجيش التحرير، الأمر الذي قد يسهل مستقبلا تشكيل قيادة عسكرية موحدة بحماة.
في السياق، علمت الجزيرة نت من مصدر عسكري مطلع أن فصائل الجيش الحر في محافظةإدلب بصدد الإعلان عن تشكيل “جيش القادسية” الذي يضم أبرز فصائل الجيش الحر، ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي عدد مقاتليه ثمانية آلاف مقاتل.
منهل باريش
الجزيرة نت