قالت المنظمة الدولية للهجرة إن عام 2014 سجل أكبر عدد من النازحين واللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، اذ بلغ عددهم نحو 53 مليون شخص، كما سجل أكبر عدد من الضحايا بين المهاجرين غير الشرعيين.
وبينت المنظمة التي مقرها مدينة جنيف السويسرية في بيان صحفي اخيرا أن “عام 2014 سجل وفاة 4868 مهاجرا غرقا في عرض البحر أو جوعا وعطشا في الصحارى النائية أو الجبال، مما يجعل من هذا العام هو الأكثر دموية على الإطلاق للذين يحاولون البحث عن حياة أفضل (عبر الهجرة غير الشرعية)، حيث تضاعف عدد الوفيات مقارنة بالعام الماضي”.
وأوضحت المنظمة أن “عدد الغرقى في البحر الأبيض المتوسط فاق أكثر من ثلاثة آلاف شخص جراء ركوب قوارب غير صالحة للاستخدام، فيما غرق حوالي 540 مهاجرا في خليج البنغال، وتوفي ما لا يقل عن 307 أشخاص خلال محاولتهم عبور الحدود البرية بين المكسيك والولايات المتحدة”.
وشهد العام الحالي “أعلى رقم مسجل للنازحين داخل دولهم وهو 33.3 مليون، وللاجئين خارج دولهم الذين بلغ عددهم 16.7 مليون نسمة، وهو أعلى رقم مسجل منذ الحرب العالمية الثانية”.
وتحدثت المنظمة – في إحصائيات صدرت بمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين الموافق 18 ديسمبر/كانون الأول- عن وجود عدد غير مسبوق من الأزمات من صنع الإنسان، منها الصراع في كل من سوريا والعراق وليبيا وجمهورية جنوب السودان وأفريقيا الوسطى؛ ما أدى إلى ارتفاع أعداد اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين.
وتابعت أنه “بين هؤلاء النازحين والمشردين ضحايا لكوارث ليس للإنسان يد فيها، مثل ظهور أوبئة، مثل (وباء) ، والظواهر المناخية كالفيضانات والجفاف والتصحر وهي عوامل تدفع إلى الفرار إلى مكان آمن فترتفع معدلات الهجرة والنزوح”، وسجلت المنظمة أول فوج من اللاجئين بسبب التغيُر المناخي في العالم حيث أُجبر المئات من سُكان قرية صغيرة في ألاسكا على الفرار من قريتهم قبل أن تغرق خلال العشر سنوات المقبلة.
وأدى تراجُع الجليد بشكل هائل عن المنطقة إلى تعريض السواحل لخطر التآكُل بفعل تقدُم المياه ، وبالتالي تعريض الجزيرة للاختفاء بشكل كُلي خلال السنوات القادمة.
في غضون عقدٍ من الزمن، يتوقع أن يُدمر المحيط – الذي لطالما اعتمدت القرية عليه في غذائها – كامل القرية، مما شكّل أول فوج من اللاجئين بسبب التغيُر المناخي في عصرنا الحديث. وتُعاني مناطق ألاسكا من إرتفاع درجات الحرارة بمُعدل مرتين أكثر باقي المناطق في أمريكا الشمالية، مما يتسبب في تراجُع الغطاء الجليدي و بالتالي ارتفاع مُستوى سطح البحر و تآكُل السواحل.
كما سجلت المنظمة أن 232 مليون شخص هاجروا بين مختلف دول العالم بشكل قانوني، وذلك بنسبة زيادة سنوية ثابتة وهي 3%. وأعرب المدير العام للمنظمة وليام سوينغ في بيان صحفي عن قلقه من التحديات المحيطة بعمليات الهجرة، ولا سيما انتشار ظاهرة كراهية الأجانب التي تتطلب تنسيقا جماعيا لمحاربتها، حسب قوله.
ودعا سوينغ إلى حماية المهاجرين من الاستغلال والابتزاز على يد عصابات تهريب البشر والاتجار بهم، والتعامل بحزم مع منظمي عمليات الهجرة غير القانونية. ويرى خبراء ان الصراعات في العالم تشهد تزايدا كبيرا؛ نتيجة لتصاعد وتيرة العنف، وفي الوقت ذاته لا يبدو أن الصراعات القائمة بالفعل ستصل إلى نهاية.
وتقول منظمة الأمم المتحدة إنه لا ينبغي إعادة اللاجئين إلى بلادهم بالقوة ما لم تكن الأوضاع في بلدانهم آمنة، وإذا ما كانت لديهم منازل يمكنهم العودة إليها. وتعترف مفوضية الأمم المتحدة أن بعض مخيمات اللاجئين تحولت إلى مخيمات دائمة تقريبا، وأصبحت تحتوي على مدارس ومستشفيات وأعمالا تجارية خاصة بها، إلا ذلك لا يعني أن تلك المخيمات أصبحت موطنا بديلا للاجئين فيها.
وتعد أعداد اللاجئين حول العالم أقل بكثير من أعداد النازحين داخليا ممن أجبروا على ترك منازلهم إلا أنهم لا يزالون موجودين داخل حدود دولتهم.
وتتخوف المنظمة الأممية من أن أعباء رعاية اللاجئين أصبحت تلقى بشكل متزايد على عاتق الدول ذات الموارد الأقل
وتقدر منظمة الأمم المتحدة عدد النازحين داخليا على مستوى العالم بما يقرب من 33.3 مليون شخص.
ويفرض تنقل الأعداد الكبيرة من اللاجئين والنازحين داخليا ممن يفرون إلى مناطق جديدة عبئا على موارد تلك الدول المضيفة، وقد يؤدي أيضا إلى زعزعة استقرارها.، داعية الى اعداد بيانات دقيقة عنهم إذا ما شاءت الدول أن تدرجهم في استراتيجياتها الإنمائية وأن تمكّنهم من المساهمة بمهاراتهم وخبراتهم في النهوض بمجتمعاتها.
كما أعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها من أن أعباء رعاية اللاجئين أصبحت تلقى بشكل متزايد على عاتق الدول ذات الموارد الأقل، وتستضيف الدول النامية 86 في المئة من مجموع اللاجئين في العالم، فيما لا ترعى الدول الغنية بالموارد سوى 14 في المئة من مجموع اللاجئين.
ويعد معسكر داداب في شمال شرقي كينيا على حدودها مع الصومال أكبر معسكر للاجئين في العالم اذ يضم 450 الف لاجىء صومالي ويستقبل وفقًا لتقديرات المنظمة الدولية نحو 1500 لاجئ يوميًا، يهربون من الجفاف والحرب الأهلية في الصومال التي نشبت منذ 1991؛ آملين أن يجدوا راحة من الصراع، والمجاعة، والكوارث الطبيعية،
وفيما يلي البلدان التي تمثل مصدرًا لأكثر من 16 مليون لاجئ حول العالم، وهي: أفغانستان، وسوريا، والصومال، والسودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وميانمار، والعراق، وكولومبيا، وفيتنام، وإريتريا.
ووفقًا لمفوضية شؤون اللاجئين، فإن العديد من أولئك الذين يحاولون الهرب يضطرون إلى ترك الأطفال، والسفر وحدهم، ويواجهون رحلة طويلة وخطرة حيث ويتعرضون لخطر الاختطاف على أيدي المهربين والمستعبدين، الذين يتخذونهم رهائن أو يعذبونهم.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن هناك اليوم عددا كبيرا جداً من المهاجرين يعيشون ويعملون في ظل ظروف غير مستقرة وغير عادلة. داعيا كل دول العالم إلى تحقيق حقوق المهاجرين وحمايتهم وتوفير احتياجاتهم
وفي هذا الشأن، قال وليام لاسي سوينغ المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة إن تزايد حدة المشاعر المعادية للمهاجرين هو “سخرية قاسية” في الوقت الذي تحتاج المجتمعات الشائخة للهجرة لتوفير اليد العاملة التي تشتد الحاجة إليها. وأضاف “إن الهجرة أمر لا مفر منه، ولكنها ضرورية ومرغوبة أيضا. يجب على المجتمع الدولي أن يعمل معا لتغيير صورة الهجرة الفعلية إلى شيء أكثر إيجابية، مع التركيز على مساهمة المهاجرين في البلدان المضيفة لهم، فضلا عن بلدانهم الأصلية، التي تستفيد بشكل كبير من التحويلات التي يرسلونها.” ودعا السيد سوينغ أيضا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ حياة المهاجرين ووقف المهربين من استغلال يأسهم لابتزاز مبالغ ضخمة من المال.
وتظهر بيانات المنظمة الدولية للهجرة أن عدد المهاجرين الذين يموتون في رحلات خطرة على أمل العثور على حياة أفضل لأنفسهم وأسرهم آخذ في الارتفاع. ووفقا لبيانات المنظمة لقي ما يقارب من خمسة آلاف مهاجر حتفهم هذا العام في عرض البحر أو في الصحارى النائية أو عن طريق السفر عبر الجبال. وكان أكبر عدد من القتلى في البحر الأبيض المتوسط، حيث غرق أكثر من ثلاثة آلاف شخص بعد خوض الرحلات الخطرة في قوارب غير صالحة للإبحار.
ويعد اللاجئون الفلسطينيون اكبر جريمة شهدها القرن الماضي والذين ماتزال ماثلة حتى الان بل تزداد مع تزايد عددهم وسوء العلاقات مع دول “استضافتهم” احيانا، وقد كان عددهم حين هُجروا في عام 1948 ( 957 ألف) فلسطيني حسب تقديرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، والذين ارتفعت أعدادهم بعد ستة عقود لتصل إلى 5.3 مليون لاجئ ،يعيشون في 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة، وفي العديد من دول العالم.
ويمثلون حسب (الأونروا) العدد الأكبر من لاجئي العالم، اذ يؤكد المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن عدد اللاجئين أكبر من العدد الذي ذكرته (الاونروا) مشيرا الى ان 13، وصل إلى 5.9 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ عدد اللاجئين إلى 7.2 مليون لاجئ وذلك بحلول نهاية عام 2020 .
“محمد خير” الصلاح