حرب الأسعار

حرب الأسعار

tesla-facebook-netflix-amazon-google-twitter100-_pd-1414591845697_v-z-a-par-a-l

في أسبوع واحد، أعــلنــت شـــركة «نتفليكس» لتزويد المواد الترفيهية عبر الإنترنت، عن رفع سعر خدمتها للبثّ العالي الجودة (HD)، فيما أطلقت منافستها الأميركية «أمازون»، خدمة جديدة ستكون منفصلة عن خدمتها الأساسية (أمازون برايم)، وتشبه ما تقدّمه «نتفليكس»، إنما بتكلفة أقل. وأعلنت الشركة الأميركية العملاقة، أنّ تغييرات ستطرأ على خدمتها «أمازون برايم»، والتي توفر، إضافة الى إمكان المشاهدة للأفلام والمسلسلات، تخفيضات على أسعار النقل البريدي للمنتجات التي يتم شراؤها من طريق «أمازون»، إذ سيكون في الإمكان إلغاء الاشتراك بالخدمة في أيّ وقت، بعدما كانت الشركة تشترط اشتراكاً سنوياً.

صحيح أن الفروق في الأسعار بين الخدمتين، وبعد التغييرات الجديدة، هي دولار أميركي واحد، لكنّ هذا الدولار سيكون أحياناً حاسماً لكثر في اختياراتهم هذه الخدمة أو تلك. إضافة الى ما توفره هذه الخدمات من مواد حصرية، إذ تتفوّق «نتفليكس» في هذا المجال على منافستها، على رغم أن هذه المنافسة ستشهد هزات مقبلة، ذلك أن «أمازون» تستعد لإطلاق مجموعة من الأعمال الخاصة بها، منها سلسلة من الأعمال للمخرج والممثل الكوميدي المعروف وودي آلن.

ويتوقع أن يكون التنافس بين شركات الإنترنت حامياً، إذ عليها أن تبذل كل جهودها للإبقاء على حماسة المشترك واهتمامه، وإلا سينتقل بسهولة كبيرة الى شركة منافسة أخرى، ذلك أن هذه الشركات لا تقيد مشتركيها بعقود سنوية، الأمر الذي يجعل الانتقال هيّناً كثيراً، كما أن هذه الشركات تستفيد من التكنولوجيا ذاتها التي تسهل وصولها الى المشترك.

وعلى رغم النجاحات المذهلة لهذه الشركات، خصوصاً «نتفليكس»، التي أضحت متوافرة في كل دول العالم تقريباً، على عكس شركة «أمازون» التي يمكن الاستمتاع بخدمتها في ست دول فقط. إلا أن النموذج الاقتصادي الذي تقوم عليه هذه الشركات، بجمع مبالغ الاشتراكات الشهرية فقط، هو محط تساؤلات جمّة، فمن المتوقع أن يصطدم سقف المداخيل الإجمالية لهذه الشركات، مع طموحاتها بإنتاج مزيد من الأعمال المكلفة، والتي تحتاج إليها لتبقى في المنافسة.

وعلى الأرجح، سنشهد في السنوات المقبلة إعادة تقويم للنموذج الاقتصادي عينه الذي ترتكز عليه شركات تزويد المواد الترفيهية عبر الإنترنت، لفتح أُفقها لمزيد من التوسع والتطور. إذ من المتوقع أن يمثل الإعلان أو الرعاية التجارية لبعض أعمالها الحصرية، إمكاناً لجني مزيد من العائدات، على رغم صعوبة ذلك في الوقت الحالي، إذ إن هذه الشركات تروّج أن خدماتها خالية من الإعلانات التي تقطع أوقاتها، كما هي الحال على القنوات التلفزيونية التجارية، لكنه لا يعني أن الباب مغلق تماماً أمام الإعلانات على هذه الخدمات. ويمكن الاستفادة من التطبيقات الإلكترونية التي تنتقل عبرها الخدمات كفضاء إعلاني ما زال ينتظر الأفكار المبدعة.

محمد موسى
نقلا عن الحياة