”تشير رسائل إخبارية أُرسلت إلى مقاتلي تنظيم الدولة، إلى مشاكل هذا التنظيم مع سائقين سيئين ومع الفساد. وتظهر، أيضًا، لامركزية الهيكل القيادي الذي يضمن بقاء هذا التنظيم”.
تم الكشف عن مخبأ للمراسلات الداخلية والإخباريات لتنظيم الدولة، كان قد بعث بها كبار أعضاء هذا التنظيم إلى المقاتلين في محافظة الأنبار، في وسط العراق. وتم العثور على الوثائق من قبل عنصر من وحدات القتال الموالية للحكومة العراقية في محافظة الأنبار، بعد أن طُرِد التنظيم من المنطقة.
ومن المعروف أن هذا التنظيم يحاول التصرف وكأنه دولة وأن هناك بعض الوثائق التي لها علاقة بالمسائل التنظيمية، ولكن في الرسائل أيضًا، هناك بعض المعلومات المثيرة للاهتمام حول جوانب غير معروفة مرتبطة بأعمال التنظيم.
على سبيل المثال، ليس الكثير من الغرباء يدركون أن القيادة المتهورة كانت مشكلة بالنسبة للمتطرفين. فقد احتوت إحدى الرسائل على توجيهات إلى “الإخوة” في التنظيم جاء فيها أنه عليهم قيادة السيارات التابعة للتنظيم بحذر وأنه يجب عليهم اعتبارها كما لو كانت سياراتهم الخاصة. وذكرت الرسالة أن من لا يتبعون التوصيات ومن يتسببون في حوادث سير، سيعاقبون.
توجيهات أخرى، في نشرية أخرى، تدعو بعدم الكتابة على الظروف التي كانت تستخدم لجمع رسائل من مناطق مختلفة تحت سيطرة تنظيم الدولة. وهذا يفترض أن يكون خاصًا، وفي بعض الحالات سريًا، كما أشار التوجيه إلى أن تسرب بعض المعلومات تسبب في مشاكل.
وعند ذكر الأفراد بالاسم، تحتوي الرسائل على الكُنى فقط دون الإشارة إلى الاسم الحقيقي أبدًا. وذلك يبرهن، مرة أخرى، على درجة عالية من التدبر. بالإضافة إلى ذلك، طُلب إخفاء العناوين من على الظروف. فقد تسبب هذا أيضًا، في مشاكل؛ لأنه يعني أن أي شخص يرى الظرف، يمكن له أن يعرف أين توجد أماكن التنظيم.
كما يبدو أن التنظيم يملك نظامًا إداريًا معقدًا، لكن الرسائل تشير إلى أنه ليس كل شيء على ما يرام. وعلى الرغم من المنهاج الديني لمقاتلي التنظيم، كان هناك فساد إداري ومالي، كما تشير بعض التوجيهات في رسائل أخرى.
“نحن لن نغفر لأولئك الذين لا يتعاملون معنا بصدق، لا في الأرض ولا في السماء”، هذا ما جاء في إحدى الرسائل، في إشارة إلى حركة الأموال بين مختلف المناطق القابعة تحت سيطرة التنظيم، والخزينة المركزية. “هذه خيانة للدولة. هذا غش للدولة”.
بالإضافة إلى ذلك، لم تذكر الرسالة أي عملة محددة وكانت ذات صبغة عامة، وهذا ما يشير إلى وجود فساد مالي في التنظيم.
كما يشرح هشام الهاشمي، وهو باحث محلي حول الميليشيات المسلحة في العراق، والذي يقدم المشورة أيضًا للحكومة العراقية، إلى أن التنظيم يعتمد على نظام معقد من القواعد اللامركزية.
ويقول “الهاشمي” إن ”هذه المجموعة من الرسائل هي سلسلة موحدة من الأوامر التي تستخدمها كل المؤسسة الرئيسية داخل التنظيم”، مضيفًا أن “إخباريات مثل هذه تصدر ويتم توزيعها محليًا. وأن كل فرع من هذا التنظيم لديه الاستقلالية، حتى في المسائل العسكرية. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل التنظيم المتطرف لا يزال يسيطر على عديد المناطق”.
إنفورمد – التقرير