التهديدات العالمية بحاجة إلى حلول عالمية

التهديدات العالمية بحاجة إلى حلول عالمية

x160617-D-PB383-275.jpg.pagespeed.ic.Bp_UZ8HNNY

قال رئيس هيئة الأركان المشتركة في الأمم المتحدة بنيويورك، إن التهديدات العابرة للحدود الوطنية تتطلب حلولًا عابرة للحدود أيضًا، وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام تعتبر عنصرًا أساسيًا للحفاظ على الاستقرار.

وقال الجنرال بسلاح المشاه، جو دانفورد، في اجتماع للأمم المتحدة حول عمليات حفظ السلام، إن البيئة الأمنية الحالية تعد الأكثر تعقيدًا وتقلبًا منذ الحرب العالمية الثانية.

وأضاف “إن التحديات التي نواجهها من الصراع التقليدي إلى انتشار أسلحة الدمار الشامل ومن التطرف العنيف إلى الجريمة غير محددة الاتجاه، وكذلك فطبيعة الحرب قد تغيرت”.

القواسم المشتركة

قال رئيس الأركان، إن هناك قاسمًا مشتركًا؛ فالتهديدات اليوم أصبحت عابرة للحدود الوطنية والإقليمية بشكل متزايد.

وأضاف إن “المعركة الحالية ضد التطرف العنيف خير مثال” وقال: “لدينا إحصاءات بأن هناك أكثر من 45.000 مقاتل أجنبي من 120 دولة مختلفة قد جاءوا إلى العراق وسوريا. ولا توجد دولة اليوم يمكنها أن تغض الطرف عن مشكلة التطرف العنيف وتعتبرها مشكلة شخص آخر. كما أن لدينا أمثلة عن كيف يمكن أن يلحق بنا القتال من الدول الضعيفة حتى ديارنا في شكل أعمال إرهابية وهجرة جماعية لأولئك الذين يسعون للفرار من العنف”.

وبالإضافة لذلك، قال إن هذه التهديدات تتعدد في المجالات على نحو متزايد، وهذا يعني أن تلك التهديدات تنطوي على اتخاذ إجراءات عبر البحر والأرض والجو وفي الفضاء وعبر شبكة الإنترنت”. وأضاف “نرى أيضًا أن الأطراف غير الخاضعة للدولة والمشاركة في النزاعات، قادرة على الاستفادة من المعلومات والقدرات الإلكترونية والأسلحة المتطورة”.

وقال دانفورد، إن مدى الانحراف في زيادة أيضًا. وأشار إلى أنه في العام الماضي، كان هناك ما يقرب من 60 مليون شخص قد هاجروا قسرًا من ديارهم بسبب الصراع، وهناك تقديرات للجنة شؤون اللاجئين تقول بأن العنف يتسبب في تشريد أكثر من 40,000 شخص يوميًا.

وقال رئيس هيئة الأركان، إن كل ذلك يقودنا لطرح فكرة التعاون متعدد الجنسيات كاستجابة لهذا الصراع.

وأكد على أنه “لم يعد في الإمكان اعتبار النزاع شيئًا ما “هنالك”، في حين أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يضع مجموعة كبيرة من الكفاءات من أجل الاستجابة للتحديات الحالية، كما أن لدينا بالفعل أداة ذات صلة ويمكن أن تكون فعالة للغاية في تكوين قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة”.

الخوذ الزرقاء

قال رئيس هيئة الأركان إنه يعتقد أن الخوذات الزرقاء التي ترتديها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ستلعب دورًا أكبر في التخفيف من المعاناة التي تسببها تلك الصراعات، وأشار إلى أن هناك 16 من عمليات حفظ سلام المختلفة متواصلة في جميع أنحاء العالم؛ حيث يشارك فيها أكثر من 121,000 من الجنود والشرطة والمدنيين. ويذكر أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تتولى العمل منذ عام 1948، وتوفي نحو 3741 شخصًا في تلك العمليات. وهناك 120 دولة تسهم في المنظمة.

وأشار دانفور إلى أن الرئيس باراك أوباما يوافق وأوضح ذلك في سبتمبر عندما قال: “نعلم أن عمليات حفظ السلام ليست هي الحل لكل مشكلة، ولكنها تظل واحدة من أهم الأدوات في العالم لمعالجة الصراع المسلح”. وقال رئيس هيئة الأركان أن أوباما أكد على تلك النقطة وقام بتوجيه الجيش الأمريكي لزيادة دعمه لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وأضاف الجنرال أنه “كما تغيرت طبيعة الحرب، فكذلك تغيرت طبيعة بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة”. وقال: “اليوم، ثلثا مجموع قوات حفظ السلام ذوو الخوذات الزرقاء يخدمون في مناطق النزاع النشطة، وهذا الاتجاه في تقديري من المحتمل أن يستمر في المستقبل”.

وأشار دانفورد إلى أنه “في جمهورية الكونغو الديمقراطية وفي جنوب السودان ولبنان، تقوم قوات حفظ السلام بالإشراف وإغاثة اللاجئين والالتزام بوقف إطلاق النار وتوفير الأمن من أجل عودة الحياة اليومية إلى وضعها الطبيعي. وأضاف أن “النهار يتحول إلى الغروب في مالي، وقوات حفظ السلام المرتدين للخوذات الزرقاء يمدون الناس بالأمن اللازم لهم كي يعودوا إلى مجتمعاتهم ومنع عودة المتطرفين الممارسين للعنف”.

إن الأمم المتحدة يمكنها أن تفخر بما حققته قوات حفظ السلام، وقال دانفورد إننا “لن نحصل على أي دين غدًا لما نقوم به اليوم”.

قدرات وإمكانات قوية

قال رئيس الأركان، إنه مستقبلًا قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يجب أن تمتلك القدرة على الدفاع عن نفسها وحماية المدنيين والقيام بالمهام المنوطة بها في إطار بيئات أمنية وحركية للغاية. وأضاف “باختصار، لتلبية ما أعتقد أنه سيكون طلب متزايد على الكثير من عمليات السلام المعقدة، فنحن بحاجة للمضي قدمًا في التكيف على ذلك. إن مواجهة الطلب المتزايد على طائفة واسعة من عمليات حفظ السلام تتطلب مجموعة قوية من القدرات والطاقات”.

وتشمل تلك القدرات والطاقات فرق قيادة مدنية وعسكرية قوية، وفرق عمل بكفاءة عالية في تصميم بعثات ذات أهداف واضحة، وقوات مدربة تدريبًا جيدًا على مستوى اللواءات والكتائب والسرايا، وتمكين القدرات الملائمة مثل الاستخبارات والتنقلات الجوية والبرية، والخدمات اللوجستية، وقدرة على تطوير عبوات مضادة ناسفة بدائية الصنع والقدرات الهندسية والطبية.

وقال دانفورد إن أساس أي مهمة هو جودة ونوعية الناس المنضبطة ذوي المهارات المناسبة.

ويضيف “أود أن أسلط الضوء على أن هناك حاجة متزايدة للنساء للعمل كقوات حفظ السلام”، وأضاف “خلال نشري للجنود في العراق ومؤخرًا كقائد للقوة الأمنية الدولية المساعدة في أفغانستان، تعلمت أن المرأة جزء مهم من الاستجابة الفعالة لتحديات اليوم. إن النساء لا يضفن فقط لقدرة قواتنا، ولكن أيضًا لديهن قدرة فريدة للتواصل مع السكان المحللين في مناطق عدم الاستقرار”.

معالجة المشاكل

قال دانفورد إن عملية حفظ السلام لا تخلو من العيوب، وحث المنظمة على التصدي لها.

وأضاف “أعتقد أنه من الواضح لنا جميعًا أن سجل الأمم المتحدة في هذا المجال كان متفاوتًا، وهناك الكثير من الأسباب لهذا السجل المتفاوت، وأهمها هو الواقع الصعب في أن بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تتعامل مع معظم القضايا الصعبة والمستعصية على هذا الكوكب”. وقال: “في حين أن العديد من التحديات هي نتيجة طبيعية للصراعات، فهناك تحديات أخرى ينبغي أن تشغلنا جميعًا. ولا يمكن توجيه اللوم؛ مشاكل وحدات سوء الانضباط والمتصلة بالأعمال الإجرامية، بما في ذلك الاعتداء الجنسي ومشاكل الفساد والنقص في المعدات لا يمكن إلقاء اللوم بهم على البيئة”.

إن التصدي لتلك التحديات ضمن مسؤوليات الأمم المتحدة. وقال: “علينا أن نقوم بذلك لأنها تهدد شرعيتنا الجماعية وتأثيرنا”، وأضاف “الكثير من سكان العالم، جندي أو شرطي يرتدي خوذة زرقاء ورمز الأمم المتحدة، فهو يمثل أملهم الأخير والأفضل من أجل السلامة والأمن، ويجب أن نعمل لضمان أن الصورة والأمل لا ينقصهم شيء”.

وقال دانفورد إن القوات الأمريكية تساعد الدول المعنية بالأمم المتحدة لحفظ السلام، كما يساعد أعضاء الخدمة الدول على تنمية القدرات العسكرية وتحقيق الإصلاح.

وأشار إلى أن “هذه اولوية بالنسبة لي شخصيًا كرئيس هيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة، والقوة المشتركة بأكملها”. وقال: “إن الأولوية التي نوليها لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تتماشى مع وجهة نظرنا في أن تلك العمليات تلعب دورًا لا غنى عنه للأمن الدولي”.

ديفينس – التقرير

Save