لندن – استبعد مندوبون في أوبك أن تحقق المنظمة الخفض المستهدف في الإنتاج بشكل كامل، رغم أن السعودية قالت إنها قلصت الإنتاج بأكثر مما تعهدت به، لكن الامتثال بنسبة 80 بالمئة سيكون أمرا جيدا وحتى إذا ما بلغ 50 بالمئة فسيظل مقبولا.
وأقرت المنظمة خفض إنتاجها بنحو 1.2 مليون برميل إلى 32.5 مليون برميل يوميا اعتبارا من مطلع العام الحالي. وتوصلت إلى اتفاق مع منتجين مستقلين بينهم روسيا على خفض إنتاجهم بنصف ذلك المقدار.
وأدى الاتفاق إلى ارتفاع سعر مزيج برنت إلى 56 دولارا للبرميل حاليا، لكنها لا تزال تقل بنحو 50 بالمئة عن مستوياتها في منتصف عام 2014.
وقال مصدر في أوبك إن “الامتثال لن يكون بنسبة 100 بالمئة… أبدا”، مؤكدا أن بلوغ المعدل الإجمالي للالتزام بين 50 و60 بالمئة سيكون جيدا بما يكفي بناء على مستويات الامتثال السابقة.
وقالت السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، والكويت الخميس، إنهما خفضتا الإنتاج بأكثر مما تعهدتا به. وقالت الكويت إنها فعلت هذا كي تضرب مثلا يحتذى به.
لكن لأوبك ككل سجلا من عدم الالتزام بالاتفاقات، وقد أثبتت التجربة أن التعهدات السابقة من المنتجين غير الأعضاء في أوبك بخفض الإنتاج رمزية إلى حد كبير. والامتثال طوعي نظرا لأن أوبك لا تملك آلية لإنفاذ الاتفاقات بشكل جبري.
وفي المرة الأخيرة التي خفضت أوبك فيها الإنتاج كانت عام 2009 بعد اتفاقات أبرمت في العام السابق، وحققت في البداية 60 بالمئة من الخفض وبلغ الامتثال الذروة عند معدلات أعلى، وفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية ومحللين آخرين يرى بعضهم أن هذا المعدل كان هدفا معقولا في ذلك الوقت.
وكان دانيال جربر من بترول لوجيستكس، وهو استشاري يعمل في تقييم إمدادات أوبك عبر تتبع ناقلات النفط، قال لرويترز في ديسمبر الماضي “سنرى التزاما بنسبة بين 60 و70 بالمئة مجددا”.
وفاق خفض 2009 ما حققته أوبك في انهيارات سابقة للأسعار مثل ما حدث خلال أواخر التسعينات حينما لم تحقق الدول في البداية ما تعهدت به. ويبلغ المتوسط التاريخي لمعدل التزام أوبك 60 بالمئة وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
وقال مندوب آخر لدى أوبك “الطبيعي لأوبك أن الامتثال الجيد يقترب من 80 بالمئة… لن يكون 100 بالمئة”.
وبلغ الامتثال لتخفيضات أوبك في 2009 مستوى الذروة عند نحو 80 بالمئة، وكان هذا كافيا للمساهمة في دعم ارتفاع أسعار النفط الذي بدأ في ذلك العام عند مستوى 46 دولارا واستقر عند 69 دولارا بنهاية يونيو.
وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة من الخفض السابق لأوبك، أظهرت السعودية وحلفاؤها الخليجيون أعلى مستوى من الالتزام حيث سجلت الرياض خفضا أكبر مما توجب عليها حينئذ، لذا فإن التاريخ ربما يعيد نفسه في 2017 إذا ما تحققت تعليقات السعودية.
وتأتي بعد ذلك الجزائر التي نفذت معظم تعهداتها. وبلغ التزام فنزويلا 69 بالمئة ليفوق التزام أنغولا وإيران اللتين حققتا أقل من نصف تعهداتهما بالخفض.
وفي حين من المتوقع بحسب المحللين هذه المرة أن يرتفع امتثال الأعضاء الخليجيين في أوبك، فإن مصادر بالقطاع والمنظمة لا تتوقع مستوى امتثال مماثلا للمنظمة ككل.
وقال مصدر مطلع على محادثات خفض الإنتاج العالمي إن “هناك مخاوف من أن فنزويلا والعراق لن يلتزما بالتخفيضات”، مشيرا إلى أن روسيا تبدو ملتزمة بالاتفاق.
العرب اللندنية