أبوظبي – أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أمس الانتهاء من تركيب مكثف البخار في المحطة النووية الرابعة ضمن مشروع براكة للطاقة النووية السلمية، الذي يجري تنفيذه في المنطقة الغربية في إمارة أبوظبي.
وبذلك تكون المؤسسة قد استكملت تركيب آخر مكثفات البخار في محطات براكة الأربع، لتعطي زخما إضافيا لاستعدادات تشغيل المفاعل الأول في الموعد المحدد في شهر مايو المقبل.
وكانت المؤسسة قد أكدت في نهاية الشهر الماضي أن عمليات الإنشاء الخاصة بالمشروع تسير وفق الجداول المحددة. وتوقعت أن يتم إصدار رخصة تشغيل المفاعل الأول في محطة براكة للطاقة النووية السّلمية في مايو المقبل.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية محمد إبراهيم الحمادي أمس إن تثبيت آخر مكثف للبخار في المحطة النووية الرابعة يعد إنجازا رئيسيا في عمليات الإنشاء الخاصة في مشروع براكة للطاقة النووية السلمية.
وأضاف أن هذا الإنجاز يأتي ليبرز مدى سلاسة وتقدم الأعمال الإنشائية ونجاح المؤسسة في مراكمة خبرات متميزة في هذا المجال حيث تم اتباع نفس المراحل والخطوات مسبقا في محطات الطاقة النووية الثلاث خلال الأعوام الثلاثة الماضية على التوالي.
وقال إن نجاح تنفيذ تلك المرحلة المهمة للسنة الرابعة، يؤكد على إيجابيات ومنافع بناء أربع محطات نووية متطابقة في الوقت ذاته.
محمد إبراهيم الحمادي: إيجابيات ومنافع كبيرة من بناء 4 محطات متطابقة في وقت واحد
وأكد أن موقع مشروع براكة للطاقة النووية يضم حاليا أكبر مكثفات البخار في المنطقة والتي تم تركيبها جميعا بنجاح في المحطات التي ستوفر طاقة نووية آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في دولة الإمارات.
ويلعب جهاز تكثيف البخار دورا رئيسيا في إنتاج الكهرباء في مختلف أنواع محطات الطاقة.
وخلال عملية إنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة النووية يطلق الانشطار النووي حرارة عالية تحول الماء إلى بخار حيث يؤدي البخار إلى دوران التوربينات ومن ثم دوران المولدات لإنتاج الكهرباء وبعد ذلك يتولى المكثف تبريد هذا البخار ليتحول إلى ماء مجددا مما يسمح بتكرار هذه العملية مرارا.
وجرى تعديل مكثفات البخار المستخدمة في مشروع براكة للطاقة النووية السلمية وفقا للظروف المناخية والبيئية في منطقة الخليج العربي حيث يعمل نظام تدوير المياه في المكثف المنفصل تماما عن عملية تسخين المياه في المفاعل، على مزج مياه البحر مع مياه مبردة للحد من تصريف المياه الساخنة في الخليج العربي. ووضعت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية عدة لوائح حددت من خلالها درجة حرارة مياه الصرف والتي يجب ألا تتعدى 5 درجات عن درجة الحرارة المحيطة.
ويتضمن مكثف البخار نحو 85 ألف أنبوب مصنوعة من التيتانيوم والفولاذ المقاوم للصدأ وبمجرد تشغيل المحطة النووية فإن الأنابيب ستتمكن من تمرير 6 آلاف متر مكعب من مياه البحر في الدقيقة الواحدة.
ويتكون المكثف، الذي تمت صناعته في كوريا الجنوبية، من ثلاثة أقسام رئيسية يبلغ طول كل قسم منها 27 مترا ويصل وزنه إلى 700 طن، أي ما يعادل تقريبا وزن طائرتي أيرباص أي 380 العملاقة.
وتم تجميع الأقسام الثلاثة بجانب موقع بناء التوربينات في المحطة الرابعة قبل نقله إلى داخل المحطة بشكل آمن وذلك باستخدام الرافعات الهيدروليكية واسطوانات الرفع والرافعات المركبة.
وتلعب المكثفات دورا أساسيا في الحفاظ على كفاءة عملية إنتاج الكهرباء وذلك باستخدام مصفاة تسمح بمرور البخار النقي دون شوائب من أجل ضمان إنتاجية التوربينات وإطالة عمرها الافتراضي.
كريستر فيكتورسون: إصدار رخصة تشغيل المفاعل الأول في محطة براكة في مايو المقبل
وأكدت المؤسسة أن نسبة الإنجاز في المفاعل الأول اكتملت تقريبا، وأن النسبة في المفاعل الرابع وصلت إلى 38 بالمئة، حيث بدأت أعمال الإنشاء فيها عام 2015. ويجري حاليا إنشاء مبنى التوربينات في المحطة والذي سيتم الانتهاء منه خلال الأشهر القليلة المقبلة. وقالت إن النسبة الكلية للإنجاز في المفاعلات الأربعة وصلت إلى نحو 76 بالمئة. وستوفر عند تشغيلها جميعا نحو 5.6 غيغاواط من الطاقة الآمنة المستدامة والصديقة للبيئة اعتمادا على الموافقات الرقابية والتنظيمية.
وتوفر تلك المحطات ما يصل إلى ربع احتياجات الإمارات من الكهرباء الصديقة للبيئة، والتي ستحد من الانبعاثات الكربونية في الدولة بواقع 12 مليون طن سنويا.
وكان كريستر فيكتورسون، مدير عام الهيئة الاتحادية للرقابة النووية الإماراتية قـد رجـح نهـاية الشهر الماضي أن يتـم إصـدار رخصـة تشغيـل المفـاعل الأول في محطـة بـراكة للطاقة النووية السّلمـية في مـايو المقبـل. وأكد أن جميع عمليات الإنشاء الخاصة بالمشروع المكون من أربع محطات تسير وفق الجداول المحددة، وأكد أن “من المخطط تشغيل المحطة الثانية في العام المقبل وتليها المحطة الثالثة في 2019 وتختتم بتشغيل المحطة الرابعة في 2020”.
وأشار مدير عام الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، إلى أن الوقود النووي الذي سيتم نقله إلى محطة براكة يقع ضمن نسبة التخصيب المسموح بها للاستخدامات السلمية، وتتراوح بين 3.5 إلى 5 بالمئة.
وتعد محطة براكة أول موقع في العالم يجري فيه بناء أربع محطات نووية متطابقة في آن واحد، متقدما على المواقع النووية في الصين والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا، بحسب بيان سابق للمؤسسة الإماراتية.
العرب اللندنية