بكين – لم تترك إيران بابا إلا وطرقته بحثا عن فتح قنوات التواصل مع السعودية، وآخر هذه المحاولات سعيها لاستثمار عرض الوساطة الذي أعلن عنه وزير الخارجية الصيني وانغ يي، مستغلة الزيارة التي ينتظر أن يؤديها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى بكين الأسبوع القادم لتحقيق اختراق عجزت عنه محاولاتها السابقة.
وأعلنت السفارة الإيرانية في العاصمة الصينية بكين، استعداد طهران للحوار مع الرياض من أجل تحقيق الأمن في المنطقة، بناء على تصريحات وزير الخارجية الصيني الذي عرض الوساطة بين البلدين.
وقال وانغ في مؤتمر صحافي سنوي الأربعاء على هامش دورة البرلمان في سياق ترحيبه بزيارة العاهل السعودي للصين “نأمل أن تتمكن السعودية وإيران من حل مشاكلهما عبر مشاورات متكافئة وودية”.
لكن السفير السعودي بالصين تركي بن محمد الماضي قلل من سقف التوقعات بخصوص أي وساطة صينية، مبررا ذلك بكون إيران “حالة مستعصية”.
وقال الماضي “لا توجد دولة لا تريد أن تحافظ على علاقات جيدة مع جيرانها، إنما حالة إيران مستعصية، لا يمكن العمل معها على أي أسس أو وساطة، إنها دولة تحاول تهديد السلم الاجتماعي في البحرين، وتدخّلت في اليمن وسوريا والعراق ولبنان”.
واستبعد السفير أن تطرح مسألة الوساطة لحل الخلاف بيد البلدين، خلال زيارة الملك سلمان للصين من 15 إلى 18 مارس الجاري.
واعتبر متابعون للخلاف السعودي الإيراني أن الرياض من الصعب أن تقبل بإجراء أي وساطة قبل أن تبادر طهران إلى إعلان إجراءات عملية لبناء الثقة بين البلدين، وتخص هذه الإجراءات ملفات اليمن والبحرين ولبنان وسوريا والعراق، وتوجيه رسائل جدية تفيد بوقفها التدخل في شؤون جيرانها الخليجيين.
وسعى مسؤولون إيرانيون إلى تحقيق اختراق في الموقف الخليجي المتصلب تجاهها، من خلال زيارة الرئيس حسن روحاني إلى لسلطنة عمان والكويت، وزيارة وزير خارجيته جواد ظريف إلى قطر، وإعلان القبول بالوساطة الكويتية.
لكن دول الخليج كانت ترد على هذه المواقف بأنها تريد أن ترى مواقف عملية تثبت تغيرا في مواقف طهران، وليس فقط تصريحات مطمئنة.
ووجدت إيران نفسها في وضع صعب منذ تولي ترامب الرئاسة في يناير الماضي. وفضلا عن التلويح بإبطال العمل بالاتفاق النووي، وتشديد العقوبات عليها، فإن طهران متخوفة من التحالف الأميركي الخليجي الهادف إلى تطويق دورها الإقليمي.
العرب اللندنية