المولد والنشأة
ولد إبراهيم رئيسي في السابع من يونيو/حزيران 1960 في حي “نوغان” في مدينة مشهد (125 كيلومترا جنوب غرب العاصمة طهران)، وهو ينتمي إلى عائلة متدينة.
الدراسة والتكوين
بدأ رئيسي دراسته الابتدائية في الحوزة العلمية في مشهد، وتوجه في 15 من عمره إلى مدينة قم، ليواصل دراسته الفقهية في مدرسة حقاني، وحصل على شهادة دكتوراه في الفقه والحقوق من جامعة شهيد مطهري.
التجربة المهنية والسياسية
عُين رئيسي نائبا عاما لمدينة كرج (غربي طهران) في عام 1980، ثم أصبح المدعي العام بكرج في العام ذاته، وبعد خمس سنوات تولى منصب نائب المدعي العام في العاصمة طهران، وفي عام 1988 كلفه مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني بالبت في المشاكل القضائية في لرستان وكرمانشاه وسمنان، بالإضافة إلى العديد من الملفات القضائية.
وبعد رحيل الخميني، عُين رئيسي في منصب المدعي العام بطهران بأمر من آية الله يزدي رئيس السلطة القضائية، وبقي في هذا المنصب منذ عام 1989 حتى عام 1994، قبل أن يسند إليه منصب رئيس دائرة التفتيش العامة في إيران، وبقي في هذه المهمة حتى عام 2004.
وشغل رئيسي بين 2004 و2014 منصب المساعد الأول لرئيس السلطة القضائية، وفي عام 2014 عُين مدعيا عاما في إيران.
وظهر في صيف عام 2016 تسجيل صوتي يعود إلى 28 عاما لاجتماع بين آية الله حسين علي منتظري، وهو من مؤسسي الثورة وأصبح نائبا للمرشد الأعلى، ومسؤولين قضائيين -من بينهم رئيسي- مكلفين بعمليات إعدام نُفذت في 1988 بحق سجناء سياسيين.
وفي التسجيل قال منتظري، الذي أصبح لاحقا أكثر دعاة الإصلاح تأثيرا في إيران، إن عمليات الإعدام شملت “نساء حوامل وفتيات يبلغن من العمر 15 عاما”، ومثلت “أكبر جرائم ترتكبها الجمهورية الإسلامية”. وألقي القبض على ابن منتظري وحكم عليه بالسجن لكشفه النقاب عن التسجيل، ونظر رئيسي قضيته.
وفي عام 2016 عيّن خامنئي رئيسي على رأس منظمة “آستان قدس رضوي”، وهي المسؤولة عن مؤسسة دينية تقدر ميزانيتها بمليارات الدولارات، وتدير تبرعات لأضرحة مقدسة في مدينة مشهد.
وتملك المؤسسة الدينية العملاقة، التي تتبع ذراعها الاقتصادية 36 شركة ومعهدا مدرجا في قائمة على موقعها الإلكتروني، مناجم ومصانع نسيج ومصنعا للأدوية، وشركة نفط وغاز كبرى. وقال دبلوماسي إيراني كبير لوكالة رويترز إنه حتى قبل الثورة الإيرانية “كان أولئك الذين يقودون هذا الوقف (منظمة آستان قدس رضوي) قريبين للغاية من رئيس الدولة ومن القيادة العليا للبلاد”.
كما عين خامنئي رئيسي سادنا لضريح الإمام الرضا الذي يزوره سنويا الملايين من الشيعة.
ودرس رئيسي في 2017 مادة غير فقهية في مدرسة نواب بمدينة مشهد، كما درس نصوص الفقه وقواعد فقه القضاء وفقه الاقتصاد في الحوزات العلمية في طهران وجامعات إيرانية، وألف العديد من الكتب في الحقوق والاقتصاد والعدالة الاجتماعية.
قال رئيسي في بيان إعلان نيته الترشح للانتخابات الرئاسية التي تجري في مايو/أيار 2017 إن الخطوة الأولى لحل المشكلات الاقتصادية الإيرانية هي تغيير القيادة، وطالب الناخبين بأن يدعموا حكومة تتسم “بالكفاءة والمعرفة” تحت قيادته.
واستفاد رئيسي من انتقاد التيار المحافظ لسجل الرئيس حسن روحاني، وقال إن الأخير “يراهن بشدة على التقارب مع الأعداء ولم يفعل شيئا يذكر في الداخل لتحسين الاقتصاد”، وقال رئيسي في سبتمبر/أيلول 2016 “مشكلاتنا لن يحلها الأميركيون والغربيون، فهم لم يحلوا مشكلة واحدة لأي بلد، ولم يجلبوا شيئا سوى الشقاء للدول الأخرى”.
وقال مراقبون إن خامنئي بارك ترشيح رئيسي، وذكر مسؤول إيراني كبير أنه ما كان لرئيسي أن يستقيل من لجنة الإشراف على الانتخابات من دون مباركة المرشد.
ويرى بعض الساسة الإيرانيين أنه يجري إعداد رئيسي لخلافة خامنئي الذي يبلغ من العمر 77 عاما، ويشغل منصب المرشد الأعلى منذ 1989، ويضيف هؤلاء الساسة أن منصب الرئاسة خطوة أولى لهذا الإعداد، وقالت النائبة الإصلاحية السابقة جميلة كاديفار لوكالة رويترز “رئيسي موجود في دائرة ثقة خامنئي، وكان أحد طلابه، وأفكاره قريبة للغاية من أفكار الزعيم الأعلى”.
الجزيرة