شذى خليل*
اعلنت مجموعة “سوفت بنك” اليابانية عن تأسيس صندوق استثماري جديد هو “صندوق رؤية سوفت بنك” بالشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية.
وقالت المجموعة ان الصندوق يهدف إلى تعزيز الاستثمارات في القطاع التقني ، متوقعة ان يكون من أكبر الصناديق الاستثمارية في هذا القطاع الحيوي المهم، وأن يصل حجم الصندوق الجديد إلى 100 مليار دولار.
وقال الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي إن صندوق الاستثمارات العامة في المملكة يدعم رؤية السعودية للعام 2030، التي ترمي إلى بناء اقتصاد متنوع ، ويركز على الاستثمارات ذات العوائد المالية المهمة المحلية والعالمية على المدى البعيد.
يذكر ان صندوق رؤية سوفت بنك ،الذي وصلت قيمة مبالغه لـ 93 مليار دولار للاستثمار يعد صندوق الاستثمار السعودي، أكبر مساهم في الصندوق مع استثمارات قد تبلغ 45 مليار دولار على مدى السنوات المقبلة، ومجموعة سوفت بنك 28 مليار دولار ، و”مبادلة” للاستثمارات المالية الإماراتية 15 مليار دولار التابعة لإمارة أبوظبي في الصندوق المخصص للاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة ، وشركات تكنولوجيا 5 مليارات دولار، في قطاعات التكنولوجيا المستقبلية مثل الذكاء الصناعي والروبوتات
ويؤكد الخبراء و المحللون ان تأسيس الصندوق السعودي الياباني خطوة سياسية اقتصادية تندرج ضمن سياسة تنويع سلة الاقتصاد السعودي، وان تقوية الشراكات مع القوى الاقتصادية في الشرق، وفي مقدمتها اليابان والصين سيدعم الرويئة الاقتصادية الجديدة للمملكة.
ويقع المقر الرئيس للصندوق الجديد في المملكة المتحدة، وتديره شركة تابعة لمجموعة «سوفت بنك»، ويحظى المشروع برأسمال استثماري كبير تقدمه المجموعة وشركاؤها الاستثماريون ومن المتوقع تزايد راس المال ، ويهدف الصندوق الجديد ليكون من بين أكبر الصناديق الاستثمارية في هذا القطاع الحيوي.
وتتوقع المجموعة أنها ستستثمر ما لا يقل عن 25 مليار دولار أميركي في الصندوق على مدار السنوات القليلة المقبلة، وكانت «سوفت بنك» أعلنت عن توقيع مذكرة تفاهم غير ملزمة مع صندوق الاستثمارات العامة في السعودية، تنص على دراسة
واعلنت جهات استثمارية عالمية انضمامها الى «سوفت بنك» وصندوق الاستثمارات العامة السعودي والمشاركة في المشروع الجديد، ويتوقع أن يصل حجم الصندوق الجديد إلى 100 مليار دولار أميركي.
وستعمل «سوفت بنك» من خلال خبرتها التشغيلية الواسعة وشبكة علاقاتها مع الشركات التي تمتلك محافظ استثمارية بهدف تقديم قيمة عالية لاستثمارات الصندوق الجديد.
وقال ولي ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الأمير محمد بن سلمان: «نحن سعيدون بتوقيع مذكرة التفاهم مع مجموعة سوفت بنك، نظراً إلى تاريخ المجموعة الطويل وأدائها المتميز وعلاقاتنا المتينة معها ومع رئيسها التنفيذي، ورئيس مجلس إدارتها ماسايوشي سون»،
واوضح سون: ان “مع تأسيس الصندوق الجديد، سيكون بمقدور المجموعة تعزيز الاستثمارات العالمية في قطاع التكنولوجيا, وسيعمل الصندوق خلال العقد المقبل ليتحول إلى أكبر مستثمر على مستوى العالم في هذا القطاع الحيوي، وستعمل من خلال هذا المشروع على تسريع ثورة المعلومات بالمساهمة في تنمية هذا القطاع”.
وقال ان الصندوق سيصبح لاعبا عالميا أساسيا في استثمارات التكنولوجيا المتقدمة كاشفا عن انضمام 4 شركات تكنولوجية للصندوق، وهي: أبل وكوالكوم الأميركيتين وفوكسكون التايوانية وشارب اليابانية دون الكشف عن حجم استثماراتها، لكن الأرقام ترجح أن تبلغ 3 مليارات دولار.
وبين صندوق رؤية سوفت بنك في بيان ان: “المرحلة المقبلة من ثورة المعلومات جارية وان بناء المؤسسات التي ستجعل ذلك ممكنا يتطلب استثمارات ضخمة على المدى الطويل وعلى نطاق كبير غير مسبوق”، كاشفا عن خطط تأسيس الصندوق تلقى تعهدات من بعض أكبر المستثمرين في العالم.
وجاء الإعلان عن الصندوق الجديد خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرياض وتوقيع صفقات بعشرات المليارات من الدولارات، بين شركات سعودية وأميركية، وتزامنت مع وصول سون أيضا إلى الرياض، الذي تعهّد لترمب في 2016، باستثمار 50 مليار دولار، في الولايات المتحدة بما يوفر 50 ألف وظيفة، وهو تعهّد كانت نتيجة مباشرة لفوز ترمب في الانتخابات.
ويخدم الصندوق أيضا مصالح السعودية بمساعدتها في الحصول على التكنولوجيا الأجنبية، في وقت تسعى فيه الرياض لتنويع الموارد ودخول قطاعات جديدة لتقليص اعتمادها على عوائد صادرات النفط، ويذكر ان رؤية صندوق سوفت بنك أنه يسعى لشراء حصص أقلية وأغلبية في شركات بالقطاعين العام والخاص سواء كانت ناشئة أو ضخمة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
صندوق الاستثمار السعودي
تأسس عام سنة 1971 لتمويل المشاريع ذات الأهمية الاستراتيجية لاقتصاد المملكة، وتوسّع دوره مع الوقت بحيث بات يشمل عدة جوانب رئيسة أخرى، أبرزها حيازة وإدارة مساهمات الحكومة في الشركات، بما فيها كبرى الشركات السعودية المتخصصة والرائدة.
وقد ساهم الصندوق ولا يزال في تأسيس وإدارة شركات لدعم الابتكار وجهود تنويع الاقتصاد وتطوير القطاعات غير النفطية في المملكة؛ كما يتولى مسؤوليات ملكية وإدارة مساهمات الحكومة في الشركات الثنائية والشركات المتعددة خارج المملكة، إضافة إلى الاستثمار الانتقائي في عدد من فئات الأصول الدولية.
وحصل تحول كبير في هيكلة صندوق الاستثمارات العامة، حيث نقلت السلطة الإشرافية عليه من وزارة المالية إلى مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي الذي يرأسه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وذلك في آذار/مارس عام 2015، وأعيد بناء استراتيجيته بعيدة المدى لتتواكب مع رؤية السعودية 2030.
توقعات ماسايوشي سون:
توقع المدير التنفيذي لسوفت بانك ماسايوشي سون حدوث التفرّد التكنولوجي بحلول العام 2047، اذ يمكن لنسبة ذكاء شريحة حاسوبية واحدة أن تصل إلى 10,000 بحلول ذاك الوقت؛ وان الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذا الذكاء الخارق هو إيجاد طرائق للتعاون معه، وجعله شريكاً لنا في تحسين نوعية الحياة.
وقد عرف ماسايوشي سون بـ بيل غيتس ، الذي يعد اغنى رجل في اليابان ، رغم خسارته 748 مليون دولار ،خلال فقاعة الانترنت عام 2000 ، لكن تقدر صافي ثروته بـ 20,4 مليار دولار.
و”سوفت بنك” تعمل في عدة بلدان واخذت تشغل الساحة من جديد ، حيث حافظت على توقعاتها حول موعد حدوث التفرد التكنولوجي، وهو وصول الذكاء الاصطناعي إلى مستويات عالية للغاية بحيث يتخطى الذكاء البشري نتيجة نمو تقني متسارع .
واكد سون أن الآلات ستتفوق على الذكاء البشري بحلول العام 2047، وذلك ضمن خطاب رئيس في المعرض العالمي للخليوي في برشلونة، ومن المعروف أن سون أطلق التوقع نفسه في معرض ARM TechCon في 2016، وذلك عندما أعلن أن سوفت بنك تتطلع وتستعد لحدوث التفرد.
و يعتقد سون بوجود إمكانية لنشوء تعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي، ما يذكرنا بتعليقات إيلون ماسك في دبي، يتابع المدير التنفيذي لسوفت بنك قائلاً: “أعتقد أن هذا الذكاء الخارق سيكون شريكاً لنا، إذا أسأنا استخدامه، قد نعرض أنفسنا للخطر، أما إذا استخدم بشكل علمي مدروس ، فسيكون شريكنا لبناء حياة أفضل”.
وليس سون الوحيد الذي يعتقد بظهور التفرد التكنولوجي بحلول العام ، الذي يعني فرضية أن الذكاء الاصطناعي الخارق سوف يسبب فجأة في انطلاق التطور التكنولوجي الخارج عن السيطرة، مما يؤدي إلى تغيّرات لا يمكن التنبؤ بها أو فهمها في الحضارة الإنسانية حيث يشترك معه مستشرف المستقبل ومدير الهندسة في جوجل راي كورزويل في الخطوط العريضة لهذا التوقع.
أما بالنسبة لنسبة ذكاء الآلات التي توقعها، فقد توصل سون إلى هذا الرقم بمقارنة عدد العصبونات في الدماغ البشري بعدد الترانزستورات في الشريحة الحاسوبية، ويؤكد أن كليهما أنظمة ثنائية تعمل بتشغيل وإطفاء النبضات.
ويرى سون أن عدد الترانزستورات في الشريحة الحاسوبية سيتجاوز عدد العصبونات في الدماغ بحلول العام 2018، وهو أمر ليس بالمستبعد، نظراً للتطورات الأخيرة في تقنية الشرائح الدقيقة والتي تجاوزت قانون مور. غير أنه من الجدير بالذكر أن سون اعتبر عدد العصبونات الدماغية مساوياً لـ 30 مليار، وهو أقل بكثير من الرقم الذي يقدّره الكثيرون، والذي يبلغ 86 مليار.
والسؤال هنا: هل ستقهر هذه الآلات خارقة الذكاء البشر؟ سون يرى أن البشر سيشعرون بوضوح بتأثير الآلات خارقة الذكاء عليهم، نظراً لوفرة الآلات الذكية، بما في ذلك السيارات، إضافة إلى نمو إنترنت الأشياء.
ويقول : “إذا انتقل هذا الذكاء الخارق إلى الروبوتات المتحركة، فسيؤدي هذا إلى تغير جذري في العالم ونمط حياتنا. ويمكننا أن نتوقع حدوث هذا لجميع أنواع الروبوتات: الطائرة، السابحة، الكبيرة، الميكروية، التي تجري، والمزودة بساقين أو أربع أو مائة”.
الوحدة الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية