دمشق – انسحب تنظيم الدولة الإسلامية بالكامل الجمعة من محافظة حلب شمال سوريا مع تقدم الجيش في المنطقة الواقعة في الجنوب الشرقي منها.
ويشكل انسحاب داعش من هذه المحافظة التي كان يعد القوة الرئيسية فيها قبل نحو ثلاث سنوات ضربة جديدة للتنظيم الجهادي الذي تتقلص مناطق سيطرته تدريجيا بعد إعلان الحكومة العراقية عن نهاية وجوده في الموصل (شمال العراق) وتضييق الخناق عليه في عاصمته الرقة (شرق سوريا)
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن “انسحب تنظيم داعش من 17 قرية وبلدة في جنوب شرق حلب، ليصبح بذلك خارج المحافظة بعد أربعة أعوام على تواجده فيها”.
وجاء انسحاب الجهاديين بعد تقدم الجيش السوري والميليشيات الموالية له مساء الخميس على جبهتين من جهة حماة (وسط) والرقة (شمال) والتقائهما على طريق استراتيجي يربط المحافظتين مرورا عبر حلب.
وأكد مصدر عسكري سوري في ريف حلب أن “تنظيم داعش انسحب من ريف حلب باتجاه أرياف حماة والرقة”، لافتا إلى أن “العملية العسكرية مستمرة والجيش السوري يعمل على تنظيف الأمتار الأخيرة”.
وفي وقت لاحق، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” نقلا عن مصدر عسكري بأن الجيش أحكم سيطرته “على كامل المنطقة الممتدة من الرصافة في ريف الرقة الجنوبي حتى بلدة أثريا في ريف حماة الشرقي”، مشيرا إلى استعداد وحدات الجيش لدخول ريف حلب الجنوبي الشرقي “بعد فرار الإرهابيين منه”.
واعتبر عبدالرحمن أن انسحاب الجهاديين من حلب “يشكل هزيمة جديدة للتنظيم من شأنها أن تقلص نفوذه وتؤشر على قرب انهياره كتنظيم يتولى إدارة أراض جغرافية مترامية، ليتحول بعدها إلى مجموعات تخوض حرب عصابات”.
ومنذ مطلع العام 2015، تعرض التنظيم في حلب لهجمات على محاور عدة من أطراف عدة، أدت إلى تقلص مساحة سيطرته بعدما استولى على أكثر من نصف محافظة حلب نهاية العام 2014.
ويرى مراقبون أن تسريع النظام السوري في وتيرة المعارك ضد التنظيم الجهادي في حلب كان الغرض منه التسويق لقدرته على سحق التنظيم، وأيضا للحيلولة دون إقدام أطراف أخرى (المعارضة المدعومة من أنقرة أو الأكراد المدعومين من واشنطن) على لعب هذا الدور وما يعنيه ذلك من تكريس لنفوذها في المحافظة.
العرب اللندنية