مزايا اتفاق دحلان وحماس: محطة كهرباء كبرى وفتح معبر رفح

مزايا اتفاق دحلان وحماس: محطة كهرباء كبرى وفتح معبر رفح

دبي – حرص القيادي في حركة فتح محمد دحلان على طمأنة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه لا يفكر في خلافته على كرسي الرئاسة، مدافعا عن الاتفاق الأخير مع حماس لإخراج قطاع غزة من الوضع الصعب الذي يعيشه على أن يتم تنفيذ الاتفاق الذي يشمل بناء محطة كهرباء كبرى وإعادة فتح معبر رفح بصفة دائمة بالتنسيق مع مصر.

وقال دحلان في حوار مع وكالة أسوشيتد برس الأميركية إن توافقه الفكري مع الرئيس الجديد لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، ساعد في التوصل إلى اتفاق لم يسبق له مثيل.

وترعرع دحلان والسنوار في شوارع مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة قبل أن ينضما إلى الحركتين المتنافستين؛ حماس وفتح.

وأضاف دحلان البالغ 55 عاما، في مكالمة هاتفية أجراها السبت الماضي من مكتبه بدولة الإمارات، “لقد أدركنا أن الوقت قد حان لإيجاد مخرج” لأزمة القطاع، مشيرا إلى أن الطرفين تعلما دروسا من ذلك التنافس المدمر في الماضي.

ولفت إلى أنه جمع أموالا لتجديد بوابة غزة إلى العالم ومعبر رفح مع مصر وتلقى ضمانات مصرية بأن المعبر سيفتح في نهاية أغسطس المقبل.

وقال “إن كل من يحتاج للسفر سيكون قادرا عليه”.

وكشف دحلان عن أن دولة الإمارات وعدت بمبلغ 100 مليون دولار لمحطة توليد الكهرباء التي ستبنى على الجانب المصري من الحدود؛ وبمجرد اختيار المكان المحدد، سيستغرق البناء 18 شهرا ليس أكثر.

وتقود الإمارات عملية تغيير واقع الحياة اليومية للغزيين الذي ظل لعقود رهن المساعدات القطرية والدعم الإيراني.

محمد دحلان: نحن وطنيون ولسنا انشقاقيين
وذكرت مصادر إعلامية أن الإمارات قدمت منحة بقيمة 5 ملايين دولار لإعادة تأهيل معبر رفح الاستراتيجي على الحدود مع مصر، فيما تقوم الأخيرة بتوفير لوجيستيات المراقبة.

وأضافت أن الإمارات تعتزم تمويل إنشاء محطة لتوليد الطاقة بقيمة 150 مليون دولار في القطاع، ولمحت إلى إمكانية مساهمة أبوظبي في بناء مرفأ هناك. وتقوم مصر بتزويد المعبر بالوقود ومواد البناء.

واستنكر دحلان الاتهامات التي تزعم أن اتفاقه مع حماس سيحول غزة تدريجيا إلى كيان منفصل، وقال “نحن وطنيون ولسنا انشقاقيين”، مضيفا أنه سيبذل كل ما في وسعه لمنع المزيد من الانشقاق عن الأراضي الفلسطينية.

وقال القيادي البارز في فتح، الذي ينتظر أن يعود عدد من معاونيه إلى القطاع كدلالة على الجدية في تنفيذ الاتفاق، إنه لم يعد يطمح إلى أن يحل محل عباس.

وشدد على أنه “ليست لدي أي طموحات لرئاسة الجمهورية. ربما كان هذا هو الحال عندما كنت أصغر سنا، ولكن الآن أرى الوضع أمام عينيّ. يحتل الإسرائيليون الآن 70 بالمئة من الأراضي الفلسطينية، ولا يوجد هناك أي أمل لاسترجاعها”.

ويرى متابعون للشأن الفلسطيني أن دحلان قائد جناح الإصلاح في فتح يهدف من وراء هذا التأكيد إلى تبديد مخاوف الرئيس الفلسطيني من كون تقاربه مع حركة حماس، واتخاذه إجراءات لفائدة القطاع بما يفشل حصار عباس للحركة، كان هدفه تعبيد طريق القيادي الفتحاوي المثير للجدل إلى رئاسة السلطة.

ويعتبر هؤلاء المتابعون أن انفتاح القيادي الفتحاوي على حماس أثار صدمة في محيط فتح كلها بمن في ذلك القيادات المعارضة لأسلوب عباس في إدارة السلطة، كون هذا الانفتاح مثل قشة نجاة للحركة التي تمسكت بالسلطة ولم تبال بمصير أكثر من مليوني فلسطيني.

وفيما يبدو الانفتاح إنقاذا لحماس المعزولة عربيا ودوليا، فإن محللين سياسيين يعتقدون أن دحلان نجح في تحييد الحركة، وقطع السبيل أمام تحالفها مع قطر وإيران، وهو تحالف لم يحقق للقطاع أي شيء بل ساعد على عزله خاصة من جانب القاهرة التي تدعم الآن خيار التقارب مع الحركة بعد تعهداتها بأمن مصر.

وقال دحلان إن عقد الصفقة الجديدة يهدف إلى إحياء المؤسسات السياسية الفلسطينية التي أصيبت بالشلل منذ الانقسام الذي حدث بين حركتي حماس وفتح في العام 2007. ويمكن أن يساعد ذلك بالفعل في تشكيل حكومة وحدة وطنية وإحياء البرلمان من جديد.

وأكد القيادي الفلسطيني على أنه ليس لديه أي مانع في أن يبقى عباس على رأس هذه الجهود “لكننا لن ننتظره إلى الأبد حتى يبدأ التحرك”.

وفشلت الجهود السابقة بقيادة عباس لتشكيل حكومة وحدة وطنية مدعومة من حماس، حيث رفض الجانبان في نهاية المطاف التخلي عن السلطة في الأراضي الخاصة بكل منهما.

ولكن في الأسابيع الأخيرة اتخذ عباس نهجا مختلفا حيث زاد من الضغط المالي على مدينة غزة لإرغام حماس على التخلي عن الأرض هناك.

وقال عزام الأحمد، مساعد عباس الذي تفاوض مع حماس في الماضي، إن الصفقة بين دحلان وحماس “لن تجدي نفعا”.

العرب اللندنية