ناقشت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) يوم 22-9-2017، مدى التزام الدول بالاتفاق على خفض إنتاج النفط، وليس التمديد لخفضه، وذلك في غياب وزراء مهمين، وهم: وزير النفط العراقي، ووزير النفط الايراني، ووزير النفط القطري.
الا ان العديد من الصحف السعودية مثل الشرق الاوسط والحياة روجت للاجتماع بانه تمديد للاتفاق ، ولعبت وسائل الإعلام السعودية دورا كبيرا في جعل الناس يعتقدون على نطاق واسع أنه تمديد لاتفاق خفض الانتاج ، غير انه في الواقع، كان حول التزام الدول في الاتفاق لخفض إنتاج النفط ،وتحاول المملكة تقديم تنازلات الى العراق وايران كي يرتفع سعر النفط بين 55-56 دولارا للبرميل ، وتستفيد المملكة من بيع اسهم ارامكو بالأسواق العالمية ، ثم لا تلتزم بتخفيض الانتاج ، ومن المتوقع ان تنخفض اسعار النفط الى اقل من 55 دولارا، في يوم الاثنين المقبل، بسبب التشويش لوسائل الاعلام السعودي .
وفيما تشهد اسعار نفط برنت ارتفاعا بين 55- 56 دولارا، تتوقع (أوبك) هذا الأسبوع طلبا أعلى على نفطها في عام 2018 وكانت متفائلة حول انتعاش الاسوق العالمية، مشيرة إلى أن اتفاق خفض الإنتاج الذى أبرمته مع منتجين خارجها يسهم في تقليص تخمة المعروض، و يعزز الأسعار.
ووفقا لوكالة رويترز، ارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة ثمانية سنتات أو 0.14 %على سعر التسوية السابقة ليصل إلى 56.51 دولار للبرميل.
وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 12سنتا أو 0.24 % إلى 50.67 دولار للبرميل.
وقال مصرف جولدمان ساكس الامريكي إن المحادثات بشأن تمديد التخفيضات ”جديرة بالاهتمام لكنها سابقة لأوانها“، مشيرا الى أنه:” من المستبعد تمديد التخفيضات هذا الأسبوع“.
وكانت أوبك اتفقت مع بعض المنتجين خارجها ومن بينهم روسيا في نوفمبر 2016، على خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا لتصريف فائض المعروض العالمي ودعم الأسعار.
ورغم جهود المنتجين المنسقة وتمديد أوبك تخفيضات الإنتاج حتى نهاية مارس، ظلت الأسعار تحت ضغط جراء ارتفاع الإنتاج الأمريكي.
وهنا تجب الاشارة الى ان ارتفاع الأسعار مؤقت ، اذ جاء نتيجة اعصار هارفي الذي ضرب الساحل الأمريكي على خليج المكسيك ، واعصار إرما الذي ضرب ولاية فلوريدا الامريكية؛ مما ادى الى تعرض إنتاج الخام الأمريكي لأضرار جسيمة ، وهبوط أسعار الخام بسبب تعطل نحو ربع قطاع التكرير الضخم في البلاد جراء العاصفة، وانخفاض الطلب على النفط الخام، والتعطل لقطاع البترول.
اشارت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ، ان هارفي انعكس على إنتاج النفط، اذ انخفض إنتاج الخام بالولايات المتحدة نحو 8 %، من 9.5 مليون برميل يوميا إلى 8.8 مليون برميل يوميا.
ويبذل وزراء أوبك وأعضاء اللجنة الوزارية، التي تترأسها الكويت بالشراكة مع روسيا، جهودا لتحسين التزام الدول التي لم تصل نسبة تخفيضها إلى 100 % كما في الاتفاق.
ان التخفيض من قبل اوبك لا يجدي نفعا ، لعدم دقة المصادر الثانوية التي تستخدمها «أوبك» من أجل قياس مدى التزام الدول باتفاقية تخفيض الإنتاج، بسبب زيادة الدول التي هي خارج اوبك انتاجها ، وبيعه خارج اوبك ولا يمكن السيطرة عليهم، مثل كازاخستان وماليزيا، فهما لا تخضعان لمراقبة المصادر الثانوية، ولهذا من الصعب تحديد إنتاجهما ، إلا أن الدولتين أبدتا رغبة كبيرة في تحسين التزامهما دعما لاتفاق أوبك، في الاجتماع الذي عقد في دولة الامارات العربية المتحدة في وقت سابق.
وهناك دول داخل اوبك غير ملتزمة بالكمية المحددة لها للإنتاج ، فايران تبيع خارج اوبك 20 مليون برميل في البحر ، و تبيع يوميا النفط كمشتقات بين 250- 450 الف برميل لعدة دول .
ومن السيناريوهات، المعدة للاجتماع المقبل ضم دول جديدة من خارج منظمة “أوبك” وغير المشمولة بالاتفاق، الذي أقره كبار المنتجين أواخر العام الماضي.
وبدأ الأعضاء في “أوبك” ومنتجون مستقلون، مطلع العام الحالي رسمياً، بخفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً، لمدة6 شهور، في محاولة لإعادة الاستقرار لأسواق النفط.
واتفقت منظمة “أوبك” ودول أخرى غير أعضاء أواخر مايو/أيار الماضي، على تمديد خفض إنتاج النفط لتسعة أشهر إضافية ابتداء من أول يوليو/ تموز 2017 حتى نهاية اذار/مارس 2018.
وصرح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ان الاتفاق المبرم بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين المستقلين لخفض إنتاج النفط سيستمر “بالتأكيد” بعد مارس/ آذار 2018.
وحدة الدراسات الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية