كما كانت إيران هي المستفيد الأول من الاحتلال الأمريكي للعراق في 9نيسان/إبريل عام 2003م ، والتخلص من عدوها اللدود الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، إذ اعتبر ذلك الاحتلال والتخلص بمثابة هدية استراتيجية قدمتها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق -من حيث تعلم أو لا تعلم- للنظام الإيراني. إذ أصبحت إيران مع مرور الوقت هي المسيطرة على النظام السياسي العراقي الذي أسسته الولايات المتحدة الأمريكية في مرحلة ما بعد صدام حسين. وفي إطار تعزيز المكاسب الإيرانية في العراق هل ستثمر إيران احتجاجات الشعب العراقي المشروعة في وسط وجنوبي العراق لمواجهة الضغوط والتحديات التي تفرضها عليها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب لاسيما بعد انسحابها من الاتفاق النووي وفرض عقوبات اقتصادية عليها وصلت إلى مستوى حرمانها من بيع حصتها النفطية إلى الأسواق العالمية.كما اطلقت واشنطن جهودا دعائية مشتركة تشمل حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لاثارة الاستياء الشعبي في ايران.
في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها العراق فإنه من الصعوبة بمكان تشكيل حكومة عراقية بسبب نتائج الانتخابات المزورة وتصاعد الاختلافات بين القوى المهيمنة التي بدات رموزها تصرح بالاعتراف بالاخطاء الجسيمة التي ارتكبت من قبلهم وأدت الى مقاطعة العراقيين للانتخابات واعلان الانتفاضة ضد جور الحكومات الحزبية الفئوية منذ الاحتلال، وقد أعلنت السفارة الأمريكية في بغداد دعمها لحق العراقيين في التجمع السلمي، مؤكدة استعدادها للمساهمة في الإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد في البلاد. وقالت السفارة في بيان لها اليوم الاثنين، إنها “تدعم حق الشعب العراقي في التجمع السلمي والتعبير عن آرائه”، معربة عن “ترحيبها بتصريح الحكومة العراقية بأنها تحمي حق مواطنيها في التظاهر بطريقة سلمية”. كما أعربت السفارة عن “أسفها على الأرواح التي أزهقت بين المتظاهرين وقوات الأمن”، مشيرة إلى “استعدادها لدعم الشعب العراقي وحكومته في جهودهم المتعلقة بالإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد وفي خلق الوظائف وتوفير الخدمات التي يستحقها الشعب العراقي”.
لكن ما يثير القلق هنا ان تستثمر ايران الاحداث العصيبة لتضع البصرة ومناطق الجنوب تحت سيطرتها المباشرة قبل انعقاد قمة طهران المرتقبة نهاية تموز/يوليو الحالي بحضور رؤساء روسيا وتركيا وايران .
اذا حصل ذلك وهو امر متوقع وممكن بسبب اذرعها المسلحة المقتدرة التي تمسك بصناعة القرار السياسي العراقي فانها تتقدم بخطوة استباقية تحقق من خلالها مقصدين في ان واحد :
الاول: تحقيق ورقة ضغط قوية في مواجهة احتمال مطالبتها من قبل روسيا بالانسحاب من سوريا كجزء من صفقة لقاء قمة هلسنكي التي عقدت في 16 تموز/يوليو الحالي بين بوتين و ترامب لتقاسم النفوذ وفض مناطق الاشتباك للاطراف الاقليمية ذات الشان (ايران وتركيا)
الثاني : افشال القرار الامريكي بايقاف استيراد النفط الايراني بدءا من نوفمبر المقبل عبر التهديد بايقاف تصدير النفط العراقي ايضا وخلق مشكلة كبرى للاقتصاد العالمي.
وما يدلل على وجاهة هذا التحليل كون العراق سيكون الأرض الخصبة للصراع الأمريكي الإيراني في الإقليم ، التحذير الذي وجهه الرئيس الإيراني حسن روحاني للرئيس الأمريكي دونالد ترمب بعدم “اللعب بالنار”، مؤكدا ان النزاع مع ايران سيكون “ام المعارك”.وقال روحاني مخاطبا الرئيس الاميركي دونالد ترامب “انت تعلن الحرب وبعد ذلك تتحدث عن رغبتك في دعم الشعب الايراني لا يمكنك ان تحرض الشعب الايراني على امنه ومصالحه”.وجدد روحاني تحذيره من ان ايران يمكن ان تغلق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يعتبر خط شحن حيوي لامدادات النفط العالمية. وقال مخاطبا ترامب “لقد ضمنا دائما امن هذا المضيق، فلا تلعب بالنار لأنك ستندم”.واضاف “السلام مع ايران سيكون ام كل سلام، والحرب مع ايران ستكون ام كل المعارك”. وتأتي تصريحات روحاني قبل كلمة منتظرة سيلقيها وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في وقت لاحق الاحد وتعتبر جزءا من جهود واشنطن لاثارة الاضطرابات ضد الحكومة الاسلامية في ايران. ويدعم خامنئي اقتراح روحاني بأن تمنع إيران صادرات النفط الخليجية إذا تم إيقاف صادرات النفط الإيرانية وقال إن التفاوض مع الولايات المتحدة سيكون “خطأ واضحا”.
وقد اعتبر محللون استراتيجيون يتابعون الوضع الإيراني عن كثب أن تهديدات الرئيس حسن روحاني للولايات المتحدة التي تذكّر بلغة استخدمها الرئيس العراقي الأسبق صدّام حسين تندرج في سياق سعيه إلى إعادة تعويم نفسه أوّلا.و أوضحوا أن روحاني يسعى عبر مزايداته على المتشددين إلى تبرير موقفه بعد خسارته الرهان على الاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع مجموعة الخمسة زائدا واحدا “الولايات المتحدة مع الدول دائمة العضوية الأربع الأخرى في مجلس الأمن وألمانيا”. في شأن ملفها النووي صيف العام 2015، وحذر روحاني الولايات المتحدة من “اللعب بالنار”، مؤكدا أن النزاع مع إيران سيكون “أم المعارك”. واعتبروا أن روحاني نجح في الحصول على دعم المرشد علي خامنئي الذي أيّد مواقفه المتشددة من الولايات المتحدة التي بلغت حد التهديد بإغلاق مضيق هرمز في حال لم تتمكن إيران من تصدير نفطها. وسبق ذلك إعلان الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري دعمه لمواقف روحاني من إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي. وأشارو أن كلام روحاني عن أن النزاع مع إيران سيكون “أمّ المعارك” مع الولايات المتحدة الأمريكية، يعكس مدى حاجة الرئيس الإيراني إلى دعم داخلي من جهة وخوفه من تأثير العقوبات الجديدة التي تنوي إدارة دونالد ترامب فرضها على إيران من جهة أخرى. وأشاروا أيضًا في هذا المجال إلى أن روحاني راهن مع وزير خارجيته محمد جواد ظريف على الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني الذي قررت الولايات المتحدة الانسحاب منه في أيار/ مايو الماضي. وقالوا سقوط الرهان على رفع تدريجي للعقوبات الأميركية وإعلان إدارة ترامب عن عقوبات جديدة وضعا الرئيس الإيراني في موقف لا يحسد عليه داخليا، خصوصا في ضوء الموقف التقليدي الذي اتخذه المرشد الذي حذر دائما من أي مفاوضات مع الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق قال بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ” “إذا أرادت أمريكا القيام بإجراء جاد في هذا المسار فمن المؤكد أنها ستواجه بإجراء مضاد من جانب إيران”. بيد أن قاسمي وصف الطروحات الأمريكية بشأن الحيلولة دون تصدير النفط الإيراني بأنها “مجرد تبجحات”، مضيفا أن “التحليلات السابقة تشير إلى أن أمريكا ومع وجود قرارات مجلس الأمن لم تستطع أن تفعل ذلك”. ولم تكتف إيران بتلك التصريحات، بل خرجت عن ردود خامنئي وروحاني التقليدية واطلقت تهديداتها على لسان سليماني، حيث أدركت إيران بأنها دخلت مرحلة جديدة من المواجهة مع الولايات المتحدة وأن خطابات المرشد الأعلى علي خامنئي أو الرئيس حسن روحاني ما عادت مجدية، فتركت لأخطر جنرالاتها قاسم سليماني مهمة إطلاق تهديدات عن حرب قادمة في المنطقة. ونقلت قناة العالم الإيرانية، الناطقة بالعربية، عن قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قوله، الخميس، إن البحر الأحمر لم يعد آمنا مع وجود القوات الأميركية في المنطقة.وأضاف سليماني متحديا الرئيس الأميركي دونالد ترامب “أنا ندكم وقوات قدسي هي ندّ لكم.. أنا أقول لكم يا سيد ترامب المقامر، أقول لك اعلم أن في اللحظة التي أنت فيها عاجز عن التفكير نحن قريبون منك في مكان لا تتصوره أبدا”.وخاطب سليماني الرئيس الأميركي بقوله “أنتم ستبدأون هذه الحرب لكن نهايتها نحن من سيفرضها”، مضيفا “أتهددنا نحن عشاق الموت؟”.
كما نقلت قناة العالم الإيرانية، شبه الرسمية، عن سليماني قوله، إن “البحر الأحمر الذي كان آمناً لم يعد كذلك بعد الوجود الأميركي”، معتبراً أن “فيلق القدس خصمٌ مساوٍ للقوات الأميركية”. ولم يكن استهداف الحوثيين في اليمن لناقلة نفط سعودية مجرد حادث معزول، أو محاولة من الجماعة المتمردة للفت نظر دول التحالف العربي إلى قدرتها على رد الفعل تجاه إحكام الحصار على الحديدة، ليتضح لاحقا أن الهجوم جزء من رسالة إيرانية للولايات المتحدة بأن طهران قادرة على تعطيل الملاحة الدولية في رسالة مزدوجة على منع الشركات والدول من شراء النفط أو الاستثمار فيه، وكذلك على تهديدات مسؤولين أميركيين بالرد بقوة على تلويح إيران بمنع شحنات النفط في مضيق هرمز.يأتي هذا فيما أعلنت السعودية عن تعليق مؤقت لشحنات النفط عبر البحر الأحمر في رسالة رمزية إلى دول غربية مثل بريطانيا والولايات المتحدة التي تتعامل بتراخ وتهوين من الخطر الحوثي على أمن الملاحة الدولية، فضلا عن السعي لاستبدال الخيار العسكري لحماية هذا الأمن بمساع فضفاضة لحل سياسي لا يوفر سوى المزيد من الوقت أمام المتمردين المرتبطين بإيران لمواصلة الهروب إلى الأمام.ويقول محللون إن توكيل سليماني بإطلاق تصريحات بسقف عال يهدف بدرجة أولى إلى امتصاص مخاوف الداخل الإيراني التي توسعت بشكل واضح وعكسها موقف النشطاء على مواقع التواصل، خاصة ما تعلق بنجاح الولايات المتحدة بتهيئة أرضية ملائمة لفرض العقوبات، من خلال إجبار الشركات الدولية الكبرى على تقليص أنشطتها في إيران والاستعداد للمغادرة النهائية.ويشير المحللون إلى أن الإيرانيين بدأوا يسلمون بأن العقوبات التي ستبدأ في نوفمبر القادم أصبحت بمثابة الأمر الواقع، وأن عليهم أن يستعدوا لحصار جديد، وما يتبعه من تعميق للأزمة الاجتماعية.
لكن الخطر الذي دفع بالسلطات إلى تصعيد “الصقر” سليماني إلى الواجهة، هو شعور الإيرانيين بأن طبيعة النظام وشعاراته وحلمه بتصدير الثورة إلى محيطه، كلها عناصر متسببة في المعاناة التي يعيشها الشعب الإيراني، وأنه لو كانت بلادهم قد ركزت على حل أزماتها الداخلية وبناء علاقات ثقة مع محيطها لنجحت في تحقيق اقتصاد قوي.وكشفت الشعارات التي رفعت في الاحتجاجات الأخيرة أن الشعب الإيراني يعارض تصدير الثور ة وما أنتجه من تدخلات مباشرة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان والبحرين، وأن التكاليف الباهظة لتلك التدخلات كان يمكن أن تحلّ الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. وقلل مراقبون سياسيون من سقف تصريحات سليماني، معتبرين أن هدفها هو المناورة وليس استدراج الأميركيين إلى مواجهة ولو محدودة مع إيران، لافتين إلى أن غرق طهران المباشر في عدة أزمات وما يتطلبه من تكاليف مالية واستنفار عسكري، لا يسمح لها بأن تخوض حربا ولو محدودة مع الولايات المتحدة، لاختلاف نوعي في موازين القوى، وغياب الشروط الخادمة لهذه المغامرة، خاصة في ضوء عزلتها الإقليمية وانكفاء أذرعها في المنطقة.
ويعتقد المراقبون أن هامش المناورة الذي تمتلكه إيران لا يتجاوز دفع أذرعها في المنطقة لافتعال حوادث معزولة لجلب الأنظار، ومحاولة استثمارها في ابتزاز الولايات المتحدة، وهو ما نجحت فيه في فترة الرئيس الأميركي باراك أوباما ومن الصعب إعادة توظيفه في فترة ترامب.ودأبت إيران على تحريك أذرعها في المنطقة لاستفزاز الولايات المتحدة أو دول إقليمية، وتكتفي هي بمراقبة ردود الفعل، مستفيدة من تراخ دولي في تقدير خطر هذه الأذرع، خاصة ما تعلق بالحوثيين، حيث دأبت واشنطن وعواصم غربية مختلفة على التقليل من خطر الجماعة المتمردة، ومعارضة الحسم العسكري ضدها، وتمكينها من ربح الوقت لإفشال العروض السياسية التي تقدم لها يمنيا أو دوليا للقبول بحل سياسي ينهي الأزمة ويعيد توحيد اليمن. لكن الإيحاء للحوثيين باستهداف أمن الملاحة الدولية بهدف إثبات قدرة إيران على المناورة أو السعي لتحسين شروط التفاوض مع واشنطن ورفض “الحوار تحت التهديد” لن يفضي إلى نتائج في صالح طهران، خاصة أن دولا خليجية مهمة مثل السعودية والإمارات سعت لاستثمار الحادث باعتباره دليلا على صواب مسعاها للحسم العسكري في الحديدة بهدف تأمين الملاحة الدولية. وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط جيمس دورسي إن تعليق شحنات النفط “يوفر للسعودية والإمارات فرصة لدفع المجتمع الدولي نحو التركيز على إيجاد حل للحرب الأهلية” في اليمن. وتابع “تعليق شحنات النفط قد يؤدي إلى تصاعد النزاع مع احتمال تدخل قوى خارجية لمساندة السعودية”.
الإيرانيون غير كوريا الشمالية. موجودون في العراق واليمن وسورية ولبنان. يريدون أن يحافظ الحوثيون على القوة النارية في مضيق باب المندب. وقد وجّه هؤلاء إشعاراً بذلك، فبقولهم إنهم “عبر طائرة مسيّرة طارت لمسافة 1500 كيلومتر فوق أراضي اليمن وعُمان استهدفوا مطار أبو ظبي”، مؤشر على أنهم قادرون، حتى لو خسروا محافظة الحديدة، على إقفال مضيق باب المندب الذي يبعد “بضعة كيلومترات فقط” عن صعدة وصنعاء، قياساً إلى المسافة بينهما وبين أبوظبي.
اعتاد الإيراني إطلاق التهديدات عبر التاريخ، خصوصاً ضد الأميركيين، لكنه لم ينفّذ أيا منها عملياً. لا يعمل الإيراني مباشرة، إلا في حالاتٍ نادرة، تاركاً لحلفائه العرب العمل الميداني. لذلك لا تعني تهديدات سليماني حكماً أن الحرب ستقع، بل لأنها لن تقع يُسمح بمثل هذا السقف العالي من التحدّي. لو أن هناك بادرة لوقوع حرب أميركية ـ إيرانية، لما كانت هناك تهديدات من سليماني، بل من خامنئي بالذات. كما أن هذه الحرب لن تدمّر الولايات المتحدة، بقدر ما أنها ستُنهي وجود النظام الإيراني، علماً أن الأميركيين لا يهتمون بشكل النظام، بقدر اهتمامهم بتوقيع اتفاق نووي جديد، والسهر على تطبيقه. وهو الهدف الأساسي من تهديدات سليماني، أي رفع الصوت لرفع سقف التفاوض والشروط المتبادلة في الملف النووي.
يدرك الإيراني أنه لن يستطيع الاستمرار طويلاً في الهروب من المأزق الاقتصادي الذي يعاني منه، كما أن المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها طهران ليست تفصيلاً في بلادٍ لم تشهد من قبل مثل هذا الحراك الاجتماعي. السؤال الأهم: أين يمكن أن تحدث مواجهة غير مباشرة بين الأميركيين والإيرانييين، تسبق توقيع الاتفاق النووي الجديد؟ سيكون العراق جيداً. سورية أيضاً، لكن اليمن هو الأساس بين البلدين، وسير المعارك هناك خاضع لمدى قدرتهما على فرض رؤيتهما، أو الحلّ الذي سيحكم بموجبه الفائز مضيق باب المندب.
ولم يمر تهديد روحاني لواشنطن بدون الرد عليه، فقد ووجه ترامب، الأحد الفائت، تهديدا شديد اللهجة له وطالبه بألا يهدد الولايات المتحدة مرة أخرى وإلا فإنه سيواجه العواقب،وقال ترامب في تغريدة على تويتر موجهة لروحاني “إياك أبدا أن تهدّد الولايات المتحدة مرة أخرى وإلا فستواجه عواقب لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ”، مضيفا “لم نعد دولة تقبل كلماتكم المختلة عن العنف والموت.. احترسوا!”. وفي سياق الحملة التي تقودها إدارة الرئيس ترامب أميركية لإضعاف تأييد القيادات الإيرانية، ذكر مسؤولون أميركيون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تشن من خلال الخطب والرسائل الموجهة عبر الإنترنت حملة هدفها إثارة الاضطرابات والمساعدة في الضغط على إيران لوقف برنامجها النووي ودعمها لجماعات مسلحة في المنطقة.وقال أكثر من ستة من المسؤولين الحاليين والسابقين إن هذه الحملة التي يدعمها وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون تهدف إلى العمل بالتنسيق مع حملة ترامب لتضييق الخناق على إيران اقتصاديا من خلال إعادة فرض عقوبات صارمة عليها.
وقال المسؤولون الحاليون والسابقون إن هذه الحملة تسلط الضوء على عيوب الزعماء الإيرانيين مستخدمة أحيانا معلومات مبالغا فيها أو تتناقض مع تصريحات رسمية أخرى بما في ذلك تصريحات لإدارات سابقة.وكشف استعراض لحساب وزارة الخارجية الأميركية باللغة الفارسية على تويتر وموقع شير أميركا التابع للوزارة، عن عدد من الرسائل التي تنتقد إيران على مدار الشهر الماضي، حيث يصف الموقع نفسه بأنه منصة لإطلاق النقاش حول الديمقراطية والقضايا الأخرى.وإيران هي محور أربعة من الموضوعات الرئيسية الخمسة في قسم “التصدي للتطرف العنيف” في الموقع. ومن عناوين تلك الموضوعات “شركة الطيران الإيرانية تساهم في نشر العنف والإرهاب”.وفي 21 حزيران/ يونيو الماضي، نشر بومبيو على تويتر صورا توضيحية تحت عنوان “الاحتجاجات في إيران تنتشر” و” الشعب الإيراني يستحق احترام حقوقه الإنسانية” و” الحرس الثوري الإيراني يثري بينما تكافح الأسر الإيرانية”، حيث ترجمت هذه التغريدات إلى اللغة الفارسية ونشرت على موقع شير أميركا.
وفي هذا السياق صرح مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية للصحفيين، بأن الوزير مايك بومبيو سيلقي خطابا موجها للجالية الإيرانية لحضها على “دعم” التحركات الاحتجاجية في إيران.وقال المسؤول: “مع اقتراب الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية عام 1979 سيرسم بومبيو مجددا سرقة النظام الإيراني للثورة خلال السنوات الماضية والإرهاب في المنطقة والقمع الوحشي، وكذلك الاضطهاد الطائفي في إيران”، مذكرا أن حوالي 250 ألف إيراني- أمريكي يعيشون في جنوب ولاية كاليفورنيا.وذكر أن بومبيو سيلقي خطابا تحت عنوان – دعم الأصوات الإيرانية – في مكتبة الرئيس رونالد ريغن في سيمي فالي بكاليفورنيا، وسيسلط الضوء على “فساد النظام السارق الذي أعطى أولوية لأيديولوجيته على حساب رفاهية الشعب الإيراني”.ووجه منشقون إيرانيون رسالة إلى بومبيو طلبوا فيها منه فرض تدابير عقابية على الإذاعة الإيرانية المتهمة بـ”الاضطلاع بدور أساسي في انتهاكات حقوق الإنسان”.وهناك انقسام في الأوساط الدبلوماسية والخبراء في واشنطن حول ما إذا كانت الأزمة الاجتماعية الحالية قد هزت إيران أو حتى باتت مهددة لها من الداخل.
ويرى خبراء متابعين للشأن الإيراني بأن حملة إدارة ترامب ضد إيران تهدف إستراتيجيا إلى خنق إيران اقتصاديا وإذكاء مشاعر الاستياء العام من القيادة للوصول إلى إحدى نتيجتين، الأولى: استسلام وإرغام إيران على تقليص لا برنامجها النووي فحسب بل طموحاتها الإقليمية. والنتيجة الثانية هي انهيار الجمهورية الإسلامية”.
أمام هذه المواجهة الدبلوماسية بين واشنطن وطهران التي قد تتخذ أشكال أخرى في المستقبل المنظور، ماذا على العراق فعله ليتجنب قدر الإمكان تلك المواجهة؟ الحل من وجهة نظر المتابعين للشأن العراقي الحل الوحيد المتاح ان يتم تشكيل حكومة طوارىء مدعومة خارجيا تعالج الوضع العراقي بشكل شامل دستورا ومؤسسات قرارية وفساد شامل واجراءات وقوانين مجحفة،وان تضع العراق لسنوات تحت ادارة عرفية نحو اعادة صياغة نظامه السياسي الوطني .اذا لم يستطع السيد حيدر العبادي من اتخاذ هذه الخطوة الحاسمة بدعم الجيش وهو القائد العام له (وهو مدعو لذلك الان بحكم مسؤوليته الاولى بعد اعلانه النصر على داعش واعلانه الاستعداد لبدء مرحلة محاربة الفساد الافة الكبرى في البلد ) فان عليه من وجهة نظري ان يتخلى عنها لمن هو قادر عليها بدعم القوات المسلحة العراقية حصرا فضلا عن اسناد الشعب العراقي. بدون ذلك فان العراق يكون قد وضع تحت سكين التقسيم الفعلي وفق ماخطط له منذ عقد التسعينات على يد اللجنة البرلمانية للحزب الديمقراطي الامريكي تحت ادارة جو بايدن (مستقبل العراق )
ولن يتم ذلك دون دمار شامل سوف يتعرض له البلد اكثر مما شاهده حتى الان. “سيناريو تقسيم يوغسلافيا اصبح على الابواب ،والحل الوحيد الذي يفرض نفسه توحد العراقيين جميعا لرفض هذا المشروع ” بقاء بعض المحافضات متفرجين سياتي عليهم بالويل والثبور ، وعليهم وخاصة التي دمرت من قبل داعش ان تستعد لحرب ومواجهة داعش مبكرا قبل ظهورها مرة اخرى ،وهذا هو الرد الذي يجب عليها لمواجهة مؤامرة التقسيم وعدم الاكتفاء باعلان بيانات ضعيفة في دعم انتفاضة الاهل في الجنوب .
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية