تظاهر آلاف المواطنين الجمعة في بغداد والمدن الكبرى في جنوب العراق للتنديد مجددا بالفساد وبقادتهم على خلفية أزمة سياسية، بينما دعا المرجع الشيعي علي السيستاني إلى سرعة تشكيل حكومة لمواجهة الفساد.
وشهدت ساحة التحرير وسط العاصمة مظاهرة شارك فيها المئات منددين بتردي مستوى الخدمات، ومطالبين بتوفير فرص عمل للشباب.
ورفع المتظاهرون شعارات نددت بدور الأحزاب في ما وصفوه بالفساد المستشري في مؤسسات الدولة. وردد المئات “لا للفساد” و”لتخرج إيران”. ووصفوا القادة بـ “اللصوص والفاسدين” وسط انتشار أمني لقوات مكافحة الشغب المسلحين بهراوات كهربائية.
وقال صحفيون إن القوات الأمنية -التي كانت في المناطق المحيطة بمكان المظاهرة- منعتهم من الوصول إلى الساحة لتغطية الحدث.
كما أغلقت قوات الأمن جسريْ السنك والجمهورية المؤديين إلى المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا وسط بغداد، حيث توجد مقار الحكومة والبرلمان والبعثات الدبلوماسية الأجنبية، بالتزامن مع الاحتجاجات.
وفي محافظات البصرة وذي قار والديوانية والنجف، خرجت مظاهرات مماثلة شارك فيها المئات من المتظاهرين مطالبين بتحسين مستوى الخدمات المتردي ومرددين شعارات نددت بعدم الاستجابة لمطالبهم.
ومنذ ثلاثة أسابيع، يحتج المتظاهرون يوميا على نقص الخدمات العامة وانقطاع الكهرباء والمياه والبطالة.
وقُتل 14 شخصا بهذه المظاهرات أحدهم برصاص قوات الأمن، فضلا عن إصابة أكثر من 700 من أفراد الأمن والمتظاهرين. كما اعتقل المئات، بحسب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق.
مواجهة الفساد
من جانبه، دعا المرجع الأعلى لشيعة العراق آية الله علي السيستاني -في خطبة الجمعة- إلى تشكيل حكومة “في أقرب وقت ممكن على أسس صحيحة” لمواجهة الفساد وسوء الخدمات الأساسية.
وحث السيستاني -في الخطبة التي ألقاها ممثل عنه في مدينة كربلاء- حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي المنتهية ولايتها إلى تلبية مطالب المحتجين بتوفير وظائف وتحسين الخدمات الأساسية.
وفي السياق، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة إلى وقف قمع الاحتجاجات التي تشهدها محافظات وسط وجنوبي البلاد.
الجزيرة