حملة حزب الله على سعد الحريري تذكر بمرحلة ما قبل اغتيال والده

حملة حزب الله على سعد الحريري تذكر بمرحلة ما قبل اغتيال والده

 رأت مصادر سياسية لبنانية أن أجواء بيروت تشبه هذه الأيّام إلى حد كبير تلك التي سادت العاصمة اللبنانية عشيّة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير عام 2005.

وأشارت المصادر إلى أن النبأ الذي نشرته صحيفة “الأخبار” الموالية لحزب الله اللبناني عن رفض رئيس الحكومة سعد الحريري هبة روسية مقدمة إلى الجيش اللبناني يندرج في سياق حملة التصعيد التي لجأ إليها الحزب أخيرا في تعاطيه مع الحريري.

وكان حزب الله باشر حملة التصعيد هذه التي تستهدف رئيس الوزراء المكلّف عبر أدواته اللبنانية وذلك في ظلّ إصراره على توزير أحد نوابه السنّة.

وشملت الحملة الجديدة على سعد الحريري توجيه شتائم إليه وعبارات تخوين عبر سياسيين محسوبين على الحزب كانوا يعملون لدى الأجهزة السورية في لبنان قبل عام 2005.

ولدى حزب الله ستة من النواب السنّة المحسوبين عليه بطريقة أو بأخرى وهم ينتمون إلى كتل نيابية مختلفة ممثلة في مجلس النوّاب. وقرّر حزب الله قبل نحو عشرة أيام أن يكون لهؤلاء النواب وزير وذلك من أجل “إذلال” الحريري في الوسط السنّي، الذي ينتمي إليه، على حد تعبير سياسي لبناني عتيق.

وحرص رئيس الوزراء اللبناني المكلف، في سياق نفي مكتبه للنبأ الذي نشرته “الأخبار”، على تأكيد أن الذخائر التي تبرعت بها روسيا للبنان ستذهب إلى قوى الأمن الداخلي التي تستخدم عناصرها رشاشات “كلاشنيكوف” روسية الصنع.

وقالت أوساطه إن الهدف من النبأ الذي نشرته الصحيفة المحسوبة على حزب الله لا يقتصر على إظهار الحريري في مظهر من لا يريد الاستفادة من الهبة الروسية فحسب، بل دقّ إسفين بينه وبين موسكو أيضا، خصوصا أنّ هناك علاقة قويّة تربطه بالرئيس فلاديمير بوتين على المستوى الشخصي.

وسبق أن استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي رئيس الوزراء سعد الحريري في أبريل الماضي، وأكد الجانبان خلال الاجتماع على عمق الروابط اللبنانية الروسية، وضرورة تعزيزها.

ولاحظت المصادر السياسية اللبنانية أن ما نشرته “الأخبار” ترافق مع كلام بذيء صدر عن الوزير السابق وئام وهّاب، وهو درزي كان محسوبا على الأجهزة السورية في لبنان قبل عام 2005. وانتقل وهّاب بعد 2005 وانسحاب الجيش السوري من لبنان إلى الاحتماء بمظلة حزب الله. وقد وجه الوزير السابق شتائم إلى سعد الحريري في برنامج تلفزيوني بثته إحدى المحطات المحلية. ووصفت هذه الشتائم التي تناولت شخص سعد الحريري ووالده رفيق الحريري بأنّ لا سابق لها في تاريخ السياسة اللبنانية.

وأكدت المصادر السياسية أن وهّاب ما كان يستطيع توجيه مثل هذا الكلام إلى سعد الحريري لولا تمتعه بتغطية من حزب الله ولولا توجيهات صادرة إليه من رئيس النظام السوري بشّار الأسد.

وأشار في هذا السياق سياسي لبناني إلى أن رئيس النظام السوري مصرّ في هذه المرحلة على منع سعد الحريري من تشكيل حكومة ولعب دورا أساسيا في خلق العقدة الأخيرة، التي اسمها الحقيقي العقدة السنّية – الشيعية، التي عرقلت قيام حكومة على الرغم من مضيّ ما يزيد على ستة أشهر على الانتخابات النيابية.

وذهب السياسي اللبناني إلى القول إن الحملة على الحريري تجاوزت تلك التي شنّت على والده في سنة 2004 ومطلع سنة 2005 وهي حملة توجت باغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير 2005.

وأبدت قوى وشخصيات سياسية دعمها المطلق للحريري لما يواجهه من حملة تجاوزت بعدها السياسي.

وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تغريدة عبر موقع تويتر “شريكنا في الوطن مع حلفائه مثل الرجل الآلي لا عواطف له ولا تقدير له مع الأسف لأي شيء، حتى لو أدى الأمر إلى التدهور الاقتصادي. هكذا تبدو الصورة على الأقل”.

وأضاف جنبلاط “إذ أرى تلازم المسارات من العراق إلى لبنان مرورا بسوريا، أجدد دعوتي إلى التسوية وأشجب التشهير بالشيخ سعد الحريري.. الحكومة أولوية”.

من جهته ندد النائب عاصم عراجي في تصريحات الثلاثاء بـ”الحملة التي يشنها فريق 8 آذار على الرئيس الحريري”.

واعتبر أن الحملة “تزيد الوضع تأزما والمشكلة أنه عوض أن تقول كلاما يلطف الأجواء، تقوم بخوض هجوم فيه نوع من الإسفاف تجاه الرئيس الشهيد وتجاه الرئيس المكلف وأنا أعتبر أنها تأتي في إطار الضغط من أجل توزير أحد النواب الستة”.