لندن – حثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأحد زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن على العمل معها من أجل إخراج عملية بريكست من الطريق المسدود، داعيةً إلى “إبرام اتفاق”.
وكتبت ماي في صحيفة “ميْل أون صنداي” أنها تتفهم دوافع مؤيدي بريكست المتشددين في صفوف حزبها المحافظ (وسط اليمين)، الداعين إلى انفصال واضح عن الاتحاد الأوروبي، حين يشعرون بالخوف من التوصل إلى اتفاق سلس مع كوربن الاشتراكي.
واعتبرت ماي أن الضربة التي تلقاها الحزبين في الانتخابات المحلية الأسبوع الماضي، عززت ضرورة إيجاد اتفاق خروج من الاتحاد الأوروبي يحظى بقبول غالبية النواب، حتى ولو رفضه عدد كبير من نواب حزبها.
وتابعت ماي “إلى زعيم المعارضة، أقول هذا: فلنصغِ إلى ما قاله الناخبون في الانتخابات، ولنضع خلافاتنا جانباً في الوقت الحالي. دعنا نبرم اتفاقاً”.
توصلت ماي السنة الماضية إلى اتفاق مع بروكسل، لكن النواب رفضوه أكثر من مرة، وبينهم عدد كبير من نواب حزبها.
وكتبت ماي “عليّ بأسف تقبّل أن لا مؤشر على تغير هذا الموقف”.
وكان من المفترض أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 29 مارس لو نجحت في إقرار اتفاق للخروج. وجرى تأجيل الموعد مرتين، وحدد حالياً في 31 أكتوبر.
وقالت ماي إن “الحكومة تجري محادثات مع المعارضة من أجل التوصل إلى موقف موحد”.
وتابعت “العديد من زملائي يشعرون بعدم الارتياح تجاه هذا القرار. وبصراحة، ليس هذا ما أردته أيضاً (…) لكن علينا أن نعثر على طريقة لنكسر حالة الجمود، وأعتقد أن هناك حاجة ملحة لذلك وفق ما قرأناه في نتائج الانتخابات الأخيرة”.
وأضافت رئيسة الوزراء البريطانية “سنواصل التفاوض ومحاولة إيجاد مخرج”، موضحةً “كل ما طال الأمر، زاد خطر عدم مغادرتنا إطلاقاً وعلينا أن نخرج من الاتحاد الأوروبي ونحصل على اتفاق”.
وخسر “المحافظون” أكثر من ألف مقعد في الانتخابات المحلية الخميس، لكن الجناح اليساري من حزب العمال أخفق في الاستفادة من ذلك التراجع، ليخسر هو أيضاً مقاعد في انتخابات عبّر فيها الناخبون عن إحباطهم من المأزق الذي وصل إليه بريكست الذي يهيمن على الحياة السياسية في البلاد.
وقالت صحيفة “صنداي تايمز” إن الحكومة حاضرة لإعطاء حزب العمال مجالاً للبحث بشأن ثلاث مسائل متعلقة ببريكست هي الاتفاق الجمركي وحقوق العمال ومواءمة البضائع.
وأكدت الصحيفة أن ماي ستضع خططاً لتسوية موقتة للتعامل الجمركي مع الاتحاد الأوروبي حتى الانتخابات العامة المقبلة المقررة في مايو 2022.
مع ذلك، كتب أكثر من مئة نائب في المعارضة لماي وكورين أنهم سيرفضون التصويت على أي اتفاق يتوصلان إليه معاً، إذا لم يخضع لاستفتاء قبل ذلك.
وجاء في الرسالة “أسوأ ما يمكن فعله الآن هو وضع البرلمان في موقف حرج حول اتفاق رئيسة الوزراء أو أي اتفاق آخر. ذلك قد ينفر من صوتوا للمغادرة في 2016، ومن صوتوا للبقاء”.
وبرزت هذه الفكرة على الصفحات الأولى لصحف يوم الأحد. وكتبت صحيفة “ذي أوبسرفر”: “الغضب يتصاعد ضد ماي وكوربن لترقيع اتفاق حول بريسكت”.
وعنونت صحيفة “صنداي إكسبرس” من جهتها “اتفاق بريكست هذا الأسبوع”، مضيفةً “ماي وكوربن الخائفان يقتربان من اتفاق يرى فيه مؤيدو بريسكت الغاضبون صفقة مدبرة”.
واعتبر الرئيس السابق لحزب المحافظين إيان دنكان سميث، الذي أخرجه نوابه من قيادة الحزب في 2003، أن الوقت حان لتغيير رئاسة الحزب. وأضاف أن على النواب أن يقرروا بين خيارين “إما أن تحدد رئيسة الوزراء بنفسها موعداً لمغادرتها، أو أخشى أن علينا نحن أن نفعل ذلك”.
ووصف سميث المؤيد لبريكست متشدد ماي بأنها “رئيسة وزراء موقتة”، مضيفاً لإذاعة “إل بي سي” أن اتخاذ قرارات جوهرية حول بريسكت تحت قيادتها “خطأ كبير”.
وأكدت ماي أنها ستتنحى بعد إقرار البرلمان اتفاقاً حول بريكست.
العرب