غزة – ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين بسبب الغارات الإسرائيلية المستمرة منذ الجمعة إلى عشرة أشخاص بينهم طفلة رضيعة ووالدتها. كما لقي إسرائيلي حتفه الأحد من جراء سقوط صاروخ على منزله في اشكلون جنوب إسرائيل.
وعلى وقع التصعيد في القطاع ، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه أمر الجيش بمواصلة “الضربات المكثفة” على غزة، رداً على الصواريخ التي تطلق من القطاع مع دخول التصعيد يومه الثاني.
وقال نتانياهو في بداية اجتماع للمجلس الوزراي المصغر “أمرت الجيش هذا الصباح بمواصلة ضرباته المكثفة على عناصر إرهابية في قطاع غزة، وأمرت بتعزيز القوات حول القطاع بالدبابات والمدفعية وقوات المشاة.”
وكان ترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي قد ترأس جلسةً خاصةً للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية لبحث التصعيد الأمني مع قطاع غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أن نتنياهو أجرى مشاورات مطولة بهذا الخصوص مع رؤساء الدوائر الأمنية في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب.
وأطلقت دفعة جديدة من الصواريخ صباح الأحد من قطاع غزة على إسرائيل، وسط مخاوف من تواصل التصعيد مع رد إسرائيل بقصف جوي ومدفعي، فيما قُتل إسرائيلي ليل السبت الأحد جرّاء سقوط صاروخ على مدينة عسقلان، وفق ما أفاد مسؤولون.
وأوردت الشرطة أن الرجل توفي بعد نقله إلى المستشفى متأثرا بجروح خطيرة أصيب بها لدى سقوط الصاروخ.
من جهته أفاد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحماس في غزة عن مقتل أربعة فلسطينيّين السبت بينهم شاب في الـ22 من العمر وطفلة ووالدتها الحامل، جرّاء غارات وقصف إسرائيلي على غزّة قالت تلّ أبيب إنّه جاء رداً على إطلاق صواريخ من القطاع.
كذلك قُتل خالد محمد أبو قليق (25 عاماً) في غارة إسرائيليّة مساء السبت في بلدة بيت لاهيا بشمال غزّة، بحسب وزارة الصحّة.
غير أن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي كتب على تويتر “مزيد من المؤشّرات تأتي من قطاع غزة وتشكّك في مصداقية بيان وزارة الصحة التابعة لحماس حول ملابسات وفاة الرضيعة صبا محمود أبو عرار ووالدتها فلسطين صالح أبو عرار” مرجحا مقتلهما “نتيجة نشاطات إرهابية لمخربين فلسطينيين”.
ويأتي التصعيد فيما تسعى حركة حماس المسيطرة على القطاع إلى الحصول على تنازلات إضافيّة من إسرائيل في إطار وقف إطلاق النار.
وأعلنت تلّ أبيب أنّ نحو 430 صاروخاً أُطلِقت منذ السبت من غزّة باتّجاه إسرائيل وأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت العشرات منها.
وإلى وقوع قتيل، أفادت الشرطة الإسرائيليّة ومصادر طبية عن إصابة امرأة ثمانينيّة بجروح خطرة جرّاء سقوط قذيفة في مدينة كريات جات على بُعد عشرين كيلومتراً من حدود غزّة، فضلا عن إصابات أخرى لم تورد تفاصيل بشأنها.
ولحقت أضرار بمنزل قرب عسقلان وسقطت قذائف أخرى في أراض خلاء.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه ردّ عبر استهداف دبّاباته وطائراته نحو 120 موقعاً عسكريّاً تابعاً لحركتَي حماس الإسلامية والجهاد الإسلامي. ومن المواقع المستهدفة، نفق مخصّص للهجمات تابع للجهاد الإسلامي يمتدّ من جنوب القطاع حتّى الأراضي الإسرائيلية، حسب ما أكد المتحدّث باسم الجيش جوناثان كونريكوس.
وقالت مصادر أمنيّة في غزة إنّ ثلاثة “مقاومين” أصيبوا بجروح وإنّ الطائرات الإسرائيلية استهدفت على الأقلّ ثلاث مناطق في القطاع، ومواقع عسكرية وأراضي زراعية ومنزلين.
وأشار سكان إن الجيش الإسرائيلي دمّر مبنيَين من طبقات عدة في مدينة غزة. حيث أعلن الجيش إلى أن أحدهما كان مقرّاً لأجهزة الاستخبارات العسكرية وأجهزة أمنية تابعة لحماس.
وشدّدت حركة الجهاد الإسلامي على أنّ “المقاومة تقوم بواجبها ودورها في حماية الشعب الفلسطيني والذود عنه ومستعدّة للاستمرار في الردّ والتصدّي للعدوان إلى أبعد مدى (مكانا وزمانا)”.
كذلك، قال الناطق باسم حماس حازم قاسم إنّ “هذا ليس فقط حقّ المقاومة في الدّفاع عن شعبها… هذا واجبها المقدّس في مقابل جرائم الاحتلال وحصاره”.
ووزّع الجناح العسكري للجهاد الإسلامي شريطاً مصوراً يظهر فيه مقاتلون يحملون قذائف ويهدّدون مواقع إسرائيليّة رئيسيّة، بينها مطار بن غوريون الدولي قرب تلّ أبيب.
وقال مصدر في الحركة إنّ مصر تبذل مساعي لتهدئة الوضع، مثلما فعلت في الماضي.
ودانت الولايات المتّحدة إطلاق صواريخ من قطاع غزّة باتّجاه إسرائيل، معبّرةً عن دعمها “حقّ” الإسرائيليّين في الدفاع عن أنفسهم، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجيّة الأميركيّة السبت.
ودعا الاتحاد الأوروبي من جهته إلى “وقف” إطلاق الصواريخ الفلسطينية من غزة على إسرائيل “فوراً”.
بدوره دعا مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، “جميع الأطراف إلى تهدئة الوضع والعودة إلى اتفاقات الأشهر الأخيرة”.
وأعلنت إسرائيل بعد ظهر السبت أنّها بصدد إغلاق معابر البضائع والأفراد مع غزّة وكذلك منطقة الصيد البحري حتى إشعار آخر، رداً على إطلاق صواريخ من القطاع المحاصر.- زيارة إلى القاهرة
وينظّم الفلسطينيون بانتظام منذ أكثر من عام تظاهرات تخللتها مواجهات على طول الحدود بين غزة وإسرائيل مطالبين بتخفيف الحصار على القطاع.
وقُتل 272 فلسطينياً على الأقل بنيران القوات الإسرائيلية منذ بدء تظاهرات “مسيرات العودة” في 30 آذار/مارس 2018. وقتل جنديان إسرائيليان خلال الفترة ذاتها.
وتتهم إسرائيل حماس باستخدام التظاهرات غطاءً لتنفيذ هجمات ضدها وتعتبر طريقة ردّها ضرورية للدفاع عن حدودها وصد محاولات التسلل.
العرب