وبينما يحبس كثيرون أنفاسهم في انتظار تكشف مآلات التصعيد الحالي بين البلدين، تتزايد المؤشرات وتتباين أحيانا بشأن قرب اندلاع مواجهة عسكرية بين البلدين الواقعين على ضفتي مياه الخليج الساخنة.
ومع حالة التوتر غير المسبوقة في المنطقة عموما وبين السعودية وإيران تحديدا، يتساءل كثيرون عن ميزان القوى العسكري بين الدولتين، وعن قدرات وحظوظ كل منهما في حسم أي مواجهة عسكرية قادمة لصالحه.
في التقرير التالي نلقي الضوء على القدرات العسكرية وميزان القوة بين البلدين على مستوى الإمكانات البشرية واللوجستية، اعتمادا على أحدث البيانات التي نشرها موقع “غلوبل فاير بور” الأميركي، المتخصص في رصد قوة الجيوش حول العالم.
الترتيب العالمي
تتقدم إيران على السعودية في الترتيب العالمي، لموقع غلوبل فاير بور، حيث تحتل المرتبة الـ14 عالميا من أصل 137 دولة، في حين يأتي ترتيب السعودية في المرتبة الـ25 عالميا.
ويعتمد الموقع في تصنيفه وترتيبه للدول على أكثر من 50 معيارا، لتحديد درجة مؤشر القوة للجيوش، منها نجاح المهمات وقوة وكفاءة القوة العسكرية وتقنيات تصنيع الطائرات المقاتلة والدبابات، والقطع البحرية ومعدات أخرى، والموارد المالية والبشرية، والموقع الجغرافي، والوضع الاقتصادي، والموارد الطبيعية، ومستوى الصحة العامة، وعدد القوات العاملة والاحتياط، كما يعتمد في المعطيات العسكرية عن كل دولة على ما تعلنه من إمكانياتها العسكرية.
القوى البشرية
يبدو التفاوت كبيرا بين البلدين على مستوى الإمكانات البشرية وفقا للموقع، حيث يزيد سكان إيران على 83 مليون نسمة، في حين يربو سكان السعودية قليلا على 33 مليون نسمة، ويزيد عدد القوى العاملة في إيران على 47 مليون، بينما يقل عن 18 مليونا في السعودية.
أما القوى العاملة المؤهلة للخدمة العسكرية فيصل عددها في إيران إلى نحو 40 مليونا، في حين يزيد العدد قليلا على 16 مليونا في السعودية.
من ناحية القوة العددية وعدد الجنود وجنود الاحتياط، يبلغ مجموع أفراد الجيش السعودي في الخدمة حوالي 230 ألف فرد، ولم يقدم الموقع أي معطيات بشأن عدد جنود الاحتياط في الجيش السعودي.
أما الجيش الإيراني فقوامه نحو 523 ألف جندي، بالإضافة إلى 350 ألفا في الاحتياط، وهو بذلك من أكبر الجيوش في الشرق الأوسط.
وتبلغ موازنة الدفاع في السعودية نحو 70 مليارا، في حين تقل عن 7 مليارات دولار في إيران، وفي حين بلغ الدين الخارجي لإيران نحو 8 مليارات دولار، يرتفع الدين الخارجي للسعودية إلى نحو 205 مليارات دولار.
سلاح الجو
تتفوق السعودية على إيران في عدد الطائرات العسكرية، حيث تملك 848 طائرة عسكرية، في حين تملك إيران 509 طائرات عسكرية فقط.
وتحوز السعودية على 244 طائرة مقاتلة اعتراضية، في حين تمتلك إيران 142 فقط. وفي المقابل تتفوق إيران في عدد طائرات النقل العسكري على السعودية، حيث تملك 89 طائرة نقل عسكري، بينما السعودية لديها 49 فقط.
الدبابات والمدافع
تمنح أرقام وبيانات الموقع إيران تقدما كبيرا على السعودية في عدد الدبابات، حيث تمتلك 1634، مقابل 1062 دبابة للسعودية، ولكن الرياض تتفوق عليها بشكل كبير في عدد مركبات القتالية المصفحة، إذ تمتلك السعودية 11100 مركبة، في حين لا يتعدى ما لدى إيران 2345.
كما تتفوق السعودية كذلك ولكن بفارق غير كبير في عدد المدافع الذاتية الدفع، حيث تمتلك 705 منها، مقابل 570 لإيران، بيد أن الأخيرة لديها من المدفعية 2128 مدفعية مقطورة مقابل 1818 للسعودية. ويظهر البون شاسعا في عدد منصات إطلاق الصواريخ، فمقابل 1900 لإيران، ليس لدى السعودية سوى 122 فقط.
القوات البحرية
ويظهر التفاوت بين الدولتين الجارتين أيضا في عدد القطع البحرية، حيث تمتلك إيران 398 قطعة بحرية عسكرية مقابل 55 فقط للسعودية.
وفي حين لا يمتلك أي من الدولتين حاملة طائرات أو مدمرات، تملك إيران 34 غواصة، بينما لا تملك السعودية أي غواصة وفقا لإحصائيات وبيانات الموقع.
وفيما يتعلق بالفرقاطات، تتفوق القوة البحرية السعودية بشكل طفيف على نظيرتها الإيرانية بامتلاكها 7 فرقاطات، مقابل 6 لإيران.
ويمتلك كلا البلدين 3 سفن كاسحات الألغام، ومن الطرادات تقريبا (4 للسعودية، و3 لإيران)، ولكن إيران تتفوق بشكل كبير في عدد سفن الدوريات (88 مقابل 9 للسعودية).
النفط
وفي مجال النفط وهو أهم مصدر للمال في الدولتين، تبدو الكفة راجحة بشكل كبير لصالح السعودية إنتاجا وتصديرا واحتياطيات، حيث تنتج السعودية أكثر من 10 ملايين برميل يوميا، بينما لا يعرف على وجه التحديد حجم الإنتاج الإيراني في الوقت الحالي.
وانخفضت صادرات إيران النفطية إلى أقل من 500 ألف برميل يوميا، بعد أن كانت تزيد على 4 ملايين قبل خروج واشنطن من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات على طهران.
وتستهلك السعودية 3 ملايين برميل نفط يوميا، مقابل نحو 1.9 مليون برميل في إيران.
ويقدر الاحتياطي النفطي المؤكد للسعودية بـ 266.5 مليار برميل، مقابل 158.4 مليار برميل في إيران.