أفادت مصادر محلية في محافظة النجف جنوبي العراق أن وفدا يضم أعضاء من لجنة الأمن والدفاع النيابية وصل اليوم مدينة النجف التي تشهد منذ أيام تصعيدا أمنيا من أجل تهدئة الأوضاع، وفي نفس الوقت تجري مشاورات واجتماعات سياسية من أجل تكليف شخصية توافقية لشغل منصب رئيس الوزراء.
وجاء وصول الوفد النيابي النجف بعد ليلة شهدت مواجهات أصيب فيها أكثر من سبعين متظاهرا وعشرات الجرحى، وقد دارت اشتباكات الأيام الأخيرة بالخصوص في محيط مرقد محمد باقر الحكيم.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس الأميركية عن مسؤولين أمنيين عراقيين أن محتجين مناهضين للحكومة احتشدوا حول مرقد الحكيم في ظل مخاوف من اندلاع موجة جديدة من العنف، وأوضح ضابط في شرطة النجف أن المحتجين يطلبون من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مساعدتهم على دخول المرقد والسيطرة عليه بشكل رمزي.
وقالت مراسلة الجزيرة ببغداد فرح الزمان شوقي إن هناك جهودا سياسية وعشائرية للتوصل إلى تهدئة بين المحتجين والسلطات الحكومية في النجف.
وتشهد البلاد احتجاجات مناهضة للحكومة والنخبة السياسية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تخللتها أعمال عنف واسعة خلفت 421 قتيلا و15 ألف جريح، وفق إحصاء أعدته الأناضول استنادا إلى مصادر حقوقية وبرلمانية وطبية.
ويدعو المحتجون إلى رحيل النخبة السياسية التي تحكم البلاد منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003، ويتهمونها بالفساد وهدر أموال الدولة.
تحركات سياسية
من جانب آخر، ذكرت مراسلة الجزيرة أن مصادر داخل البرلمان أفادت بأن عشرين عضوا التقوا رئيس الجمهورية برهم صالح، وسلموه عريضة موقعة من أكثر من مئة نائب يمثلون كل القوميات والتيارات السياسية طالبين تكليف شخصية لرئاسة الوزراء تكون وطنية ومستقلة ومقبولة من لدن المحتجين ليخلف رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي.
وفي السياق نفسه، أشارت وكالة أنباء محلية إلى أن كتلة “سائرون” النيابية -التي تقول إنها الأكبر في مجلس النواب- أبلغت رئيس الجمهورية بعدم نيتها ترشيح شخصية منها لمنصب رئيس مجلس الوزراء، وذلك من أجل تسهيل مساعي اختيار شخصية توافقية للمنصب.
بالمقابل، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية -نقلا عن مصدر سياسي مقرب من دوائر القرار ببغداد- أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني موجود في بغداد للدفع باتجاه ترشيح إحدى الشخصيات لخلافة عبد المهدي.
وأشار المصدر نفسه إلى أن مسؤول ملف العراق بحزب الله اللبناني الشيخ محمد كوثراني يقوم أيضا بدور كبير في مسألة إقناع القوى السياسية من شيعة وسنة بهذا الاتجاه.
وينص الدستور على أن يطلب رئيس البلاد من أكبر كتلة في البرلمان ترشيح رئيس جديد للوزراء لتشكيل حكومة، وهي خطوة من المنتظر أن تؤدي إلى أسابيع من المشاحنات السياسية.
جلسة برلمانية
تزامن ذلك مع إعلان البرلمان تأجيل جلسة كان سيعقدها اليوم حتى إشعار آخر، وكانت مخصصة لاستكمال الخطوات المتعلقة بمشروع قانوني الانتخابات والمفوضية العليا للانتخابات، وذلك من أجل التغلب على النقاط العالقة في المشروع قبل طرحه للتصويت.
في هذه الأثناء، اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن العامل المشترك بين كل المظاهرات في المنطقة هو المطالبة بتغيير الأنظمة الاستبدادية، وأضاف في لقاء بمركز ماكونيل في ولاية كنتاكي الأميركية أن مقتل عشرات من المتظاهرين في العراق يعود، في جزء كبير منه، إلى النفوذ الإيراني هناك، على حد قوله.
وأدان ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط استخدام ما سماها القوة المفرطة ضد المتظاهرين في الناصرية، جنوبي العراق. ووصف هذه الهجمات بأنها كانت عملا مروعا وشنيعا، ودعا الحكومة العراقية إلى التحقيق، ومحاسبة من يحاول إسكات أصوات المتظاهرين السلميين بشكل وحشي، على حد قوله.
المصدر : الجزيرة + وكالات