بغداد ـ لوّح الرئيس العراقي بالاستقالة عقب الضغوط التي يتعرض لها من القوى الموالية لإيران داخل البرلمان لتكليف مرشحها قصي السهيل لرئاسة الحكومة المقبلة.
وأضاف مصدر في مكتب رئيس الجمهورية طلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع أن هذا التلويح يأتي جراء “ضغوط كبيرة جدا تمارس عليه من محور (تحالف) البناء ومن يقف خلفه” في إشارة إلى القيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي يتواجد في بغداد منذ أسابيع.
وأشار المصدر إلى أن تلك القوى تضغط لتكليف مرشحها قصي السهيل لتشكيل الحكومة المقبلة.
ويتألف تحالف “البناء” من قوى سياسية شيعية على صلة وثيقة بإيران وعلى رأسها ائتلاف “الفتح” بزعامة هادي العامري (47 من أصل 329 مقعداً بالبرلمان)، وائتلاف “دولة القانون” بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي (26 مقعدا).
ويقول هذا التحالف إنه يشغل 150 مقعدا في البرلمان وأنه الكتلة الأكبر في البرلمان وسط جدل بهذا الشأن لم يحسم حتى الآن.
من جانب آخر، صرح حسن الكعبي النائب الأول لرئيس البرلمان في تصريح صحفي بأن “أي مرشح لا يمثل إرادة الشعب لن يكون مقبولاً حتى لو تقدم من جميع الكتل في مجلس النواب وأن رضا الجماهير هو الأساس في تسمية رئيس الوزراء القادم”.
ولا يحظى السهيل بتأييد المتظاهرين العراقيين وكذلك قوى سياسية رئيسية في البلاد وعلى رأسها تحالف “سائرون” المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وائتلاف “النصر” بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، فضلا عن قوى سياسية سنية بينها الائتلاف الذي يتزعمه رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي.
ويرى مراقبون أن محاولة الأحزاب الموالية لإيران فرض قصي السهيل لتولي منصب رئيس الوزراء خلفا لعبدالمهدي، ينذر بتصعيد شعبي كبير.
ويواصل الرئيس العراقي إجراء مباحثات مكثفة مع القوى السياسية، من أجل الخروج من أزمة مرشح الحكومة المقبلة، مؤكدا رفضه لسياسة الإملاءات وفرض مرشح جدلي لرئاسة الحكومة بطريقة “لي الأذرع”.
وأكد صالح مرارا أن المرشح لمنصب رئيس الحكومة يجب أن بقبول الشعب العراقي ويلبي تطلعاته وآماله في حياة حرة كريمة وضمن التوقيتات والسياقات الدستورية.
ورغم استقالة حكومة عبدالمهدي، التي كانت أحد أهم مطالب المحتجين، غير أن التظاهرات لا تزال مستمرة للمطالبة برحيل النخبة السياسية التي تحكم البلاد منذ 2003.
وتأججت شرارة الاحتجاجات في العراق في أكتوبر الماضي، بخروج المتظاهرين في مختلف أنحاء البلاد للمطالبة بتغيير الحكومة واحتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية، خاصة في ظل انتشار الفساد والتدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية للبلاد.
العرب