بغداد – يشارك رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي في مراسيم تشييع الجنرال الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس.
ويحضر التشييع شخصيات سياسية بارزة منها رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي، وفالح الفياض رئس هيئة الحشد الشعبي، وهادي العامري رئيس الكتلة النيابية الموالية لإيران في البرلمان، و عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة و ابو الاء الولائي الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، احد الفصائل الموالية لايران في الحشد الشعبي.
والتقت القيادات السياسية عند مدخل المنطقة الخضراء المحصنة بالنعوش بعد أن جرت عملية التشييع في مدينة الكاظمية.
وتجمع آلاف العراقيين وهم يهتفون “الموت لأميركا” السبت في بغداد في موكب حول نعشي الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس أبرز مساعديه في العراق اللذين قتلا الجمعة في غارة أميركية.
ويوارى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني الثرى الثلاثاء في مسقط رأسه كرمان بوسط إيران بعد مراسم تكريم تستمر ثلاثة أيام في جميع أنحاء البلاد، على ما أعلن الحرس الثوري السبت.
ويصل جثمان سليماني إلى طهران مساء السبت على أن ينقل الأحد إلى مدينة مشهد المقدسة حيث تجري مراسم تشييع بالقرب من مزار الإمام رضى، على ما أفاد الحرس الثوري في بيان نشر على موقعهم ليل الجمعة السبت.
وجاء في البيان “ستجري مراسم بعد ذلك في طهران صباح الاثنين ثم يوارى في كرمان صباح الثلاثاء”.
وأعلنت مجموعة كبيرة من الطلاب تنظيم مراسم تشييع تكريما للجنرال سليماني في جامعة طهران، كما سيتوجهون إلى مطار مهر اباد في طهران لاستقبال الجثمان.
وجري التشييع في حي الكاظمية في بغداد، قبل أن تنظم مراسم تشييع وطنية في المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مقار السفارة الأميركية والمؤسسات العراقية الأساسية الكبرى وشهدت الثلاثاء هجوما غير مسبوق على السفارة الأميركية قام به مناصرون لإيران وللحشد الشعبي.
وأغلقت السلطات العراقية عددا من الشوارع لتأمين أجواء آمنة لإجراء مراسم التشييع بعد نشر المئات من قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي، فيما حلقت مروحيات الجيش العراقي في سماء مكان التشييع.
ومنعت قوات حماية المنطقة الخضراء إجراء مراسم التشييع أو مرور موكب الجثامين في شوارع المنطقة المغلقة وجرت المراسم خارج أسوارها في حي الجادرية .
وذكر الحشد الشعبي أن الجثمانين سيشيعان في بغداد أولاً ثم ينقلان إلى مدينة كربلاء ومنها إلى مدينة النجف في جنوب البلاد حيث سيوارى المهندس الثرى وينقل جثمان سليماني إلى إيران.
وفي أجواء التصعيد المتواصل بين الولايات المتحدة وإيران، استهدفت غارة جوية نفى التحالف الدولي بقيادة واشنطن تنفيذها فجر السبت موكباً تابعاً لهيئة الحشد الشعبي في العراق الذي يستعد لتشييع الجنرال الإيراني الواسع النفوذ قاسم سليماني ونائب رئيس هذه القوة الموالية لطهران أبو مهدي المهندس
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية السبت إنه لم ينفذ أي ضربات جوية قرب معسكر التاجي شمالي العاصمة العراقية بغداد.
وكتب متحدث باسم التحالف في تغريدة على تويتر “التحالف لم ينفذ ضربات جوية قرب معسكر التاجي (شمالي بغداد) خلال الأيام الماضية”.
من جانبه نفى الجيش الجيش العراقي ما أُعلِنَ عن غارة جوية أميركية جديدة استهدفت ميليشيا الحشد الشعبي بمنطقة التاجي شمال بغداد.
وكانت ضربات جوية على فصيل من قوات الحشد الشعبي العراقية قرب معسكر التاجي شمالي بغداد في وقت سابق السبت أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح بالغة.
وقال مصدر عسكري عراقي في وقت متأخر الجمعة إن ستة أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون بجروح بالغة في الغارة الجوية قرب معسكر التاجي شمالي بغداد. واتّهم الحشد واشنطن بتنفيذ الغارة.
وذكر المصدر أن اثنتين من ثلاث مركبات كانت تشكل قافلة لإحدى الفصائل قد احترقتا فضلا عن تفحم ست جثث. وأضاف المصدر أن الضربات وقعت في الساعة 1:12 صباحا بالتوقيت المحلي.
وبعدما أكدت ميليشيات الحشد وقوع ضربة جوية، ونفت مقتل قياديين تابعين لها على إثرها، تراجعت عن ذلك التصريح وقالت في بيان إن قافلتها الطبية في التاجي لم تتعرض لضربة جوية أميركية السبت.
وبعيد تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه لا يسعى إلى الدخول في حرب مع إيران، شنّت واشنطن ضربة عسكرية جديدة في منطقة التاجي شمالي بغداد ضدّ قافلة للحشد الشعبي.
وجاء التصعيد الميداني الجديد بعد ساعات على تأكيد ترامب أنّ الضربة الصاروخية التي أمر بشنّها فجر الجمعة قرب مطار بغداد الدولي وأسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال سليماني ورجل إيران الأول في العراق أبو مهدي المهندس كان هدفها “وقف” حرب وليس بدئها بين بلاده وإيران.
وأكد ترامب “للإرهابيين” الذين يهددون مصالح واشنطن “سنجدكم وسنقضي عليكم”. وشدد في الوقت نفسه على أن الأميركيين “لا يسعون إلى تغيير في النظام” في إيران.
من جهتها، توعّدت طهران التي أعلنت حدادا وطنيا لثلاثة ايام على سليماني وشهدت الجمعة تظاهرة ضمت عشرات الآلاف الذين هتفوا “الموت لأميركا”، الولايات المتحدة بـ”ردّ قاس” في “الزمان والمكان المناسبين” على اغتيال قائدها العسكري الكبير على أيدي الأميركيين.
وقال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن “الهجوم الإجرامي على الجنرال سليماني، كان أكبر خطأ استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة غرب آسيا”، مؤكدا أن “الادارة الأميركية لن تفلت بسهولة من تداعيات حساباتها الخاطئة”.
وصرح السفير الإيراني في الأمم المتحدة الجمعة أن قتل قاسم سليماني أشبه بشن حرب وإن “الرد على عمل عسكري يكون بعمل عسكري”.
وقال السفير مجيد تخت روانجي في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأميركية إن الولايات المتحدة دخلت “باغتيال” سليماني مرحلة جديدة بعدما بدأت “حربا اقتصادية” بفرض عقوبات مشددة على إيران في عام 2018.
وأضاف السفير “لذلك كان هذا…فصل جديد يعادل بدء حرب ضد إيران”.
وقال روانجي مكررا تصريحات زعماء إيرانيين إن بلاده ستوجه ردا قاسيا.
وكان السفير أبلغ مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في وقت سابق الجمعة بأن بلاده تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي بعدما قتلت الولايات المتحدة سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.
وذكر روانجي في رسالة إن قتل سليماني “مثال واضح لإرهاب الدولة وعمل إرهابي يمثل انتهاكا صارخا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي وخاصة تلك المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة”.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة إن الولايات المتحدة تعتزم إدراج جماعة عصائب أهل الحق التي تدعمها ايران على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية وقالت ان العصائب أحد وكلاء طهران في العراق.
وذكرت الوزارة أنها أدرجت أيضا قائد العصائب قيس الخزعلي وشقيقه ليث الخزعلي، وهو قيادي آخر في الجماعة، على قائمة الإرهابيين الدوليين.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في البيان إن الجماعة وقادتها “يستخدمون العنف والإرهاب لتعزيز جهود النظام الإيراني لتقويض السيادة العراقية”.
وقالت الوزارة إن فيلق القدس يقدم الكثير من الأموال والتدريب لعصائب أهل الحق وأضافت أن الفصيل العراقي أعلن مسؤوليته عن أكثر من ستة آلاف هجوم على الولايات المتحدة وقوات التحالف منذ تأسيسه عام 2006.
وحذّر العراق من “حرب مدمرة” على أرضه بعد الغارة التي نفّذتها طائرة مسيّرة وأثارت قلقاً في العالم ودعوات الى ضبط النفس.
وكان سليماني (62 عاماً)، قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري، الجيش العقائدي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وموفد بلاده الى العراق وسوريا ولبنان للتنسيق مع المجموعات المسلحة الموالية لإيران فيها.
أما المهندس فقد كان رسمياً نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الذي يشكل جزءا من القوات العراقية ويُعد موالياً لإيران، لكنّه كان يعتبر على نطاق واسع القائد الفعلي للحشد.
وبعيد ساعات من مقتل سليماني قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن الولايات المتحدة بصدد نشر ما يصل إلى 3500 جندي إضافي في المنطقة لتعزيز أمن المواقع الأميركية.
وتصاعدت في الشهرين الأخيرين الهجمات على قواعد عراقية تضم عسكريين أميركيين أسفرت عن جرح ومقتل عدد من العسكريين العراقيين، وصولا الى استهداف قاعدة عسكرية في كركوك شمال بغداد بثلاثين صاروخاً في 27 ديسمبر، ما تسبب بمقتل مدني أميركي.
وقد ردّت الولايات المتحدة في 29 ديسمبر بقصف منشآت قيادة وتحكم تابعة لكتائب حزب الله، أحد أبرز الفصائل الموالية لإيران في الحشد الشعبي، ما تسبب بمقتل 25 مقاتلا.
العرب