اغتيال سليماني وأسوق النقط.. ترقّب خشية “الاشتعال”

اغتيال سليماني وأسوق النقط.. ترقّب خشية “الاشتعال”

تزايدت المخاوف العالمية بشأن تصاعد الأحداث الجيوسياسية في منطقة الخليج، إثر تنفيذ عملية اغتيال القائد الإيراني قاسم سليماني.

ويرجح المحللون والخبراء، تأثر خُمس الإنتاج العالمي من النفط مع اتجاه المنطقة نحو شفير الحرب؛ وترتفع أسعار برميل النفط لمستويات قياسية قد تناهز 100 دولار.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان، الجمعة، إن الغارة التي استهدفت سليماني، بناء على توجيهات الرئيس دونالد ترامب “إذ كان يعمل المسؤول الإيراني على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين والموظفين الأمريكيين في العراق والمنطقة”.

وسرعان ما تأثرت أسعار النفط الخام العالمية، عقب إعلان وزارة الدفاع الأمريكية اغتيال القائد الإيراني، وصعدت عقود برنت الآجلة بأكثر من 3.2 في المئة، أعلى مستوى في ثلاثة شهور ونصف عند 69 دولارا للبرميل.

وستحافظ أسعار النفط على مستويات فوق 67 دولارا لبرميل برنت خلال الفترة المقبلة، مع بقاء التوترات قائمة في المنطقة، وسط تعدد الخيارات التي اتبعتها طهران سابقا أمام العقوبات الأمريكية.

أجواء تصعيدية

وقال محمد الشطي الخبير النفطي، إنه من الطبيعي أن تدعم الأجواء التصعيدية نتيجة التوترات الجيوسياسية في مناطق الإنتاج، حالة القلق حول الإمدادات في السوق النفطية.

وأشار الشطي إلى أن أسعار النفط ستبقى مرتفعة، وستتفاعل مع كل تهديد لحركة الملاحة والتجارة والنقل للنفط من مختلف الممرات، ومن بينها مضيق هرمز في الخليج العربي، حيث ينتقل تقريبا 20 بالمئة من احتياجات العالم من النفط إلى جانب الغاز الطبيعي.

وأضاف الشطي أن مقتل “سليماني”، يأتي معززاً لتصاعد المخاوف حول مسار اتجاه الأحداث، خصوصا في ظل التهديدات الإيرانية برد عسكري، مما يعزز التوترات حول سلامة الملاحة في مضيق هرمز.

ويعد مضيق هرمز جنوب إيران، أحد السيناريوهات التي قد تلجأ إليها طهران كإحدى أدوات الرد الاقتصادية، على اغتيال سليماني، عبر تعطيل الإمدادات النفطية من دول الخليج إلى العالم.

وبلغ معدل التدفق اليومي للنفط في المضيق 21 مليون برميل يوميا في 2018، ما يعادل 21 في المئة من استهلاك السوائل البترولية على مستوى العالم، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، مما يجعله أكبر ممر مائي في العالم.

ومنذ مايو/ أيار الماضي، تعرضت ناقلات نفط وطائرة تجسس أمريكية للهجوم، بالقرب من المضيق، الذي يدفع تعطيل الإمدادات من خلاله إلى ارتفاع تكاليف الشحن، وصعود أسعار الطاقة العالمية.

ومرارا، هددت إيران بتعطيل شحنات النفط عبر مضيق هرمز، ما يحدث تداعيات صادمة للهند والصين وعشرات البلدان الأخرى التي تستورد النفط الخام في الشرق الأوسط بكميات كبيرة.

كذلك، يهدد اغتيال سليماني إلى احتمالية مظاهرات شيعية في العراق، وتعطيل مراكز الإنتاج أو التصدير النفطي، في البلد المصنف كثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك بعد السعودية بمتوسط 4.6 ملايين برميل يوميا.

أسعار مرتفعة

وتابع الشطي: “المخاوف الحالية هي تصاعد حدة المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، وتأثير ذلك على ارتفاع أسعار النفط بشكل أكبر، بعد أن ارتفعت بشكل مبدئي في رد فعل أولي”.

وقال: “تبقى التطورات الجيوسياسية مهمه جداً، خصوصا أنها في مناطق الإنتاج التي لديها احتياطيات ضخمة ومستويات للإنتاج تضمن أمن الإمدادات، وتعمل صمام أمان في الأسواق”.

وحول الوضع الحالي لأسواق النفط، يرى الشطي أنها تتسم باختلال خلال النصف الأول 2020، في ظل توقعات ارتفاع المعروض عن الطلب في أسواق النفط، مما دفع بمنظمة أوبك وشركائها إلى تعميق خفض الإنتاج بالربع الأول.

التأثيرات صعبة

وقال أحمد حسن كرم، محلل أسواق النفط العالمية، إن التأثيرات ستكون صعبة على المنطقة، وستنعكس على أسعار النفط إذا لم يتم احتواؤها سريعا، لأن أية عمليات عسكرية أو تهديدات سياسية في منطقة الخليج، تؤثر بارتفاع أسعار النفط.

وأضاف كرم أن الورقة الرابحة لإيران والتي ستلجأ إليها سريعا، هي إغلاق مضيق هرمز الذي يعبر منه حوالي ثلث الإنتاج العالمي من النفط.

وتابع: “ربما سنرى ارتفاعات قياسية جراء ذلك، وربما نرى أسعار الـ100 دولار للبرميل مرة أخرى لو حدثت مثل هذه الأمور”.

توسع النزاع

وحول أبرز المخاوف التي تسيطر على أسواق النفط الآن، قال جون لوكا مدير التطوير لدى شركة “ثانك ماركتس” ومقرها دبي، إنها تتضمن توسع النزاع الأمريكي الإيراني، والذي سيتسبب في عرقلة سلسلة الإمداد في المنطقة ومزيد من صعود الأسعار لمستويات تاريخية، في حال نشوب حرب بين الطرفين.

وأضاف: “تسود أجواء من الترقب والقلق بين المستثمرين، من أن يصبح العراق ساحة الصراع الدائر بين الولايات المتحدة وإيران، فالعراق هو ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك ويصدر حوالي 3.4 مليون برميل يومياً من الخام معظمها من ميناء البصرة في الجنوب”.

وتنتج منطقة الخليج العربي إلى جانب إيران، نحو 23 مليون برميل من النفط يوميا، تشكل نسبتها قرابة 23 في المئة من إجمالي الطلب العالمي على الخام المقدر بنحو 100 مليون برميل يوميا.

(الأناضول)