اعتراف إيراني متأخر بإسقاط الطائرة الأوكرانية في محاولة لتخفيف الخسائر

اعتراف إيراني متأخر بإسقاط الطائرة الأوكرانية في محاولة لتخفيف الخسائر

طهران – حاولت إيران التملص من مسؤولية إسقاط الطائرة الأوكرانية وادعاء وجود مؤامرة خارجية (أميركية إسرائيلية) لتوريطها في الحادث وحرف الأنظار عن مقتل قاسم سليماني، وخاصة للتخفيف من وقع الرد الإيراني على قواعد عسكرية عراقية يتمركز بها جنود أميركيون وإظهار القوة الإيرانية في صورة القوة المهزوزة وأنها أقرب إلى الشعارات منها إلى التأثير الفعلي.

لكنّ متابعين للشأن الإيراني قالوا إنّ السلطات في طهران، كانت تعرف ومن أول لحظة، وعلى مستوى عال، أن سبب سقوط الطائرة هو صاروخ إيراني في محاولة لامتصاص ردة الفعل الغاضبة في العالم، والتي كانت ستكون أقوى فيما لو تم الاعتراف بإسقاط الطائرة من البداية.

كما أن إيران كانت تريد أن تأخذ بعض الوقت لتسويق صورتها كقوة قادرة على استهداف الوجود الأميركي في المنطقة من خلال قصف قاعدة عين الأسد غرب العراق، وتعمد تضخيم أعداد القتلى والجرحى من الأميركيين قبل أن يقف العالم على حقيقة أن الهجمات الصاروخية كانت ردة فعل عشوائية وأن أغلب الصواريخ سقط بعيدا عن المواقع المستهدفة مع تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم وجود قتلى بين الأميركيين والعراقيين في الهجمات الإيرانية.

لكن تأخير الاعتراف حقق نتائج عكسية بعدما نجحت الولايات المتحدة في تقديم الأدلة التي تدين إيران لأوكرانيا ولدول أخرى كان بعض مواطنيها ضحايا في الهجوم الصاروخي على الطائرة، ما حوّل وجهة المعركة الإعلامية إلى حديث مكثف عن محدودية القدرات الإيرانية، وأن طهران لم تراع القانون الدولي الذي يأمر بإغلاق المطارات وإعلام الجهات المعنية لحظة الهجمات الحربية.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر إن تحقيق القوات المسلحة أظهر أن الطائرة وهي من طراز بوينج 737- 800 سقطت نتيجة “خطأ بشري أثناء أزمة ثارت بسبب التهور الأميركي مما أدى إلى كارثة”.

وذكر بيان عسكري أن الطائرة المنكوبة حلقت قرب موقع عسكري حساس تابع للحرس الثوري وسط حالة من التأهب الشديد، لكن أوكرانيا والخطوط الدولية الأوكرانية قالتا إن الطائرة لم تنحرف عن مسارها الطبيعي.

وذكرت شركة الخطوط الدولية الأوكرانية أنه كان ينبغي على إيران إغلاق المطار. وقال نائب رئيس الشركة إن الطائرة التزمت بمسارها تماما وإن الشركة لم تتلق ما يشير إلى أن الطائرة تواجه تهديدا بل سُمح لها بالإقلاع.

وأوضح أنتوني بريكهاوس خبير السلامة الجوية بجامعة إمبري -ريدل إيرونوتيكال، والمحقق السابق بالمجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل، أنه “ليس في الإمكان فعل أيّ شيء لإخفاء ذلك”.

العرب