أصدرت السلطات الإيرانية اليوم الأحد جزءا من التقرير النهائي الخاص بحادث إسقاط الطائرة الأوكرانية من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني عن طريق الخطأ، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 176 شخصا.
وقالت السلطات الإيرانية إن تحليل الصندوقين الأسودين للطائرة يظهر أنها أُصيبت بصاروخين تفصل بينهما 25 ثانية، وأن الركاب ظلوا على قيد الحياة بعض الوقت بعد الانفجار الأول.
وكانت إيران أسقطت بطريق الخطأ طائرة ركاب أوكرانية من طراز بوينغ 737 في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتزامن إسقاط الطائرة الأوكرانية مع توتر حاد بين إيران والولايات المتحدة، على خليفة اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية قرب مطار بغداد الدولي.
أصوات داخل الطائرة
وقال رئيس منظمة الطيران المدني في إيران توراج دهقاني زنغنه “بعد 19 ثانية من إصابة الصاروخ الأول للطائرة، أشارت أصوات الطيارين داخل قمرة القيادة إلى أن الركاب كانوا على قيد الحياة، وبعد 25 ثانية أصاب الصاروخ الثاني الطائرة”.
ويمثل إعلان رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية أول تقرير رسمي عن محتويات تسجيلات الصوت والبيانات في قمرة القيادة، والتي تم إرسالها إلى فرنسا لقراءتها في يوليو/تموز الماضي.
وأضاف زنغنه أن الصاروخ الأول تسبب في سقوط شظايا في الطائرة؛ مما أدى على الأرجح إلى تعطل مسجلاتها.
وأوضح أن ممثلين عن الدول التي قُتل رعاياها في الحادث حضروا عملية جمع البيانات من أجهزة التسجيل.
ونشرت منظمة الطيران المدني الإيرانية -على موقعها الإلكتروني- أن النتائج المعلنة جاءت على خلفية استعادة عدد من البيانات، وبينها جزء من محادثات قمرة القيادة.
وتجري إيران محادثات مع أوكرانيا وكندا ودول أخرى كان لها مواطنون على متن الطائرة المنكوبة، وتطالب هذه الدول بإجراء تحقيق شامل في الحادث. لكن زنغنه شدد على أن “تحليل البيانات من الصندوقين الأسودين لا ينبغي تسييسه”.
واعترفت طهران بأن إسقاط الطائرة “خطأ كارثي” من قبل قوات في حالة تأهب قصوى خلال مواجهة مع الولايات المتحدة.
دفع التعويضات
وأجرى مسؤولون إيرانيون وأوكرانيون محادثات بشأن تعويض أسر الضحايا، ومن المقرر عقد جولة أخرى من المحادثات في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وفي وقت سابق، قال زنغنه إن دفع التعويضات سيتم وفق القوانين الدولية، ومن دون تمييز، وسيشمل أي مجموعة أصيبت في حادث إسقاط الطائرة.
ويتكون ركاب الطائرة من 82 إيرانيا و57 كنديا و11 أوكرانيا و10 سويديين و4 أفغان و3 ألمان و3 بريطانيين، إضافة إلى طاقم الطائرة.
وقالت هيئة الأركان الإيرانية -في بيان حينها- إن منظومة دفاع جوي تابعة لها أسقطت طائرة الركاب؛ إثر خطأ بشري لحظة مرورها فوق منطقة عسكرية حساسة.
وبعد أيام من الإنكار، أعلن الحرس الثوري الإيراني تحمله مسؤولية إسقاط الطائرة عن طريق الخطأ.
المصدر : وكالات