طهران ـ لليوم الثالث على التوالي، احتشد عدد كبير من المحتجين الإيرانيين الإثنين في العاصمة طهران، وردد طلاب إحدى جامعات طهران هتافات “قتلوا نخبتنا واستبدلوهم برجال دين”، وسط غضب عام من اعتراف الجيش بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية الأسبوع الماضي.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت من داخل إيران على مواقع التواصل الاجتماعي وجود العشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب في منطقة أخرى من طهران.
واعتقلت قوات الأمن الإيرانية عدداً من المتظاهرين بعد مواجهات عنيفة اندلعت في وسط طهران، أدت إلى سقوط عدد من الجرحى، بحسب تقارير أمنية أشارت إلى اندلاع احتجاجات أمام مقر “الحرس الثوري” في مدينة آمل شمال إيران، استخدمت قوات الأمن الرصاص المطاطي لإنهائها.
وأنكرت الشرطة الإيرانية الاثنين إطلاقها النار على المحتجين بالرغم من نشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر إطلاق نار وبركا من الدماء.
وأظهرت منشورات أخرى الشرطة في زي مكافحة الشغب تضرب المحتجين بالعصي في الشارع في حين يصيح الناس على مقرب قائلين “لا تضربوهم”.
وأظهرت المزيد من اللقطات المحتجين يرددون هتافا يقول “الموت للدكتاتور” موجهين غضبهم للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
ورددت مجموعة أخرى أمام جامعة في طهران هتافا يقول “يكذبون ويقولون إن عدونا أميركا، عدونا هنا”.
ولجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تويتر الأحد ليبدي تأييده للمتظاهرين الإيرانيين قائلا:”نتابع احتجاجاتكم عن كثب وشجاعتكم مصدر إلهام”، وطالب ترامب السلطات في طهران: “لا تقتلوا المحتجين”.
والاحتجاجات في الداخل هي أحدث حلقة في واحد من أكبر المواجهات بين الولايات المتحدة وإيران منذ الثورة الإيرانية عام 1979.
واعترفت طهران بإسقاط طائرة ركاب أوكرانية عن طريق الخطأ مما أسفر عن مقتل 176 شخصا بعد ساعات من إطلاقها صواريخ على قواعد أميركية ردا على قتل أبرز قائد عسكري في البلاد في هجوم بطائرة مسيرة أمر به الرئيس الأميركي.
وأثار الإعلان عن مسؤولية القوات المسلحة في الكارثة صدمة في إيران وموجة من التنديدات.
وتحول حفل تكريم للضحايا في جامعة طهران مساء السبت إلى تظاهرة مناهضة للسلطات، هتف فيها المحتجون عبارة “الموت للكاذبين”، قبل أن تفرقها الشرطة.
ويرى متابعون أنه في تلك التطورات الأخيرة استكمالاً لشرارة الغضب التي عمت مدناً إيرانية في السنوات الثلاث الماضية”.
وقد أخذت احتجاجات عام 2019 في إيران طابعاً مختلفاً عن الأعوام السابقة، إذ بدأت بمطالب اقتصادية، ثم رفعت شعارات تندد بالطبقة الحاكمة وبـ”غياب الحريات السياسية والاجتماعية”.
العرب