قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن الولايات المتحدة الأميركية كشفت عن وجهها الإرهابي باغتيالها الجنرال في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، معتبرا أن طهران وجهت صفعة لواشنطن.
جاء ذلك في أول خطبة جمعة يلقيها منذ عام 2012، في سياق من التوترات الشديدة مع الولايات المتحدة، وفي وقت يواجه فيه حكام إيران ضغوطا داخلية وخارجية.
وبيّن أن الصفعة التي وجهها الحرس الثوري الإيراني للولايات المتحدة ضربة لهيبتها واستكبارها، في إشارة إلى قصف الحرس الثوري الإيراني لقاعدة عين الأسد الأميركية، معتبرا أن هذه الضربة كانت قاسية على الإدارة الأميركية.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن فجر الثامن من يناير/كانون الثاني الحالي استهداف قاعدة عين الأسد التي تضم جنودا أميركيين في محافظة الأنبار العراقية بعشرات من صواريخ أرض أرض، مما أدى -بحسبه- إلى سقوط عشرات الضحايا.
وجاء هذه التحرك الإيراني عقب أيام من إقدام واشنطن على اغتيال الجنرال قاسم سليماني في العاصمة العراقية بغداد.
وقال خامنئي إن “قدرة إيران على توجيه مثل هذه الصفعة لقوة عالمية تظهر أن الله معنا”، ووصف توجيه ضربات صاروخية لأهداف أميركية في العراق بأنه “من أيام الله”، بينما تعالت الهتافات مرددة “الموت لأميركا”.
مغادرة المنطقة
وقال في كلمته التي ألقاها باللغتين الفارسية ثم العربية إن الولايات المتحدة هي التي أسست تنظيم الدولة الإسلامية، داعيا الولايات المتحدة لمغادرة المنطقة.
واتهم الإعلام الأميركي بأنه حاول التركيز على سقوط الطائرة الأوكرانية للتغطية على اغتيال سليماني، قائلا إن المأساة “المريرة” للطائرة الأوكرانية يجب ألا تطغى على “تضحية” سليماني.
واتهم خامنئي “أعداء إيران” -وهو تعبير يشير عادة إلى واشنطن حلفائها- بمحاولة استخدام مسألة إسقاط إيران طائرة أوكرانية بالخطأ للتغطية على مشاهد الحزن العامة التي أعقبت اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.
وسقطت طائرة الركاب الأوكرانية في الثامن من يناير/كانون الثاني خلال ساعات التوتر التي أعقبت شنّ إيران هجمات صاروخية على أهداف أميركية في العراق، ردا على مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي كان مقربا من خامنئي، في ضربة جوية أميركية بطائرة مسيرة في بغداد في الثالث من الشهر نفسه.
إقرار واحتجاج
وبعد أيام من نفي المسؤولية عن سقوط الطائرة، أقر الحرس الثوري بأن دفاعاته الجوية أسقطت الطائرة التابعة لشركة الخطوط الدولية الأوكرانية عن طريق الخطأ.
وسرعان ما تحول الحداد على 176 شخصا كانوا على متن الطائرة وقتلوا في الحادث، إلى احتجاجات ضد حكام إيران.
ودعا خامنئي الإيرانيين إلى وحدة الصف، مشيرا إلى أن الحرس الثوري الإيراني يحمي أمن إيران.
وبخصوص الملف النووي، قال خامنئي إنه لا يمكن الوثوق بالدول الأوروبية الثلاث المشاركة في الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، وإن سعيها لممارسة ضغوط على إيران لن تفلح، وذلك في إشارة إلى فرنسا وألمانيا وبريطانيا التي قامت بتفعيل آلية الفض النزاعات قبل ثلاثة أيام.
وتابع المرشد الإيراني أمام آلاف المصلين إن الدول الأوروبية “لا يمكن الوثوق بها” بعد أن فعّلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا آلية تسوية النزاعات في الاتفاق النووي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.
المصدر : الجزيرة + وكالات