بعد انسحاب أنصار الصدر وتطويق الساحات.. المتظاهرون مصرون على الاعتصام

بعد انسحاب أنصار الصدر وتطويق الساحات.. المتظاهرون مصرون على الاعتصام

بعد يوم من دخول القوات العراقية ميادين الاعتصام في بغداد ومدن جنوبية، جاء قرار بإيقاف الدخول لما تبقى من ساحات يسيطر عليها المحتجون لفضّها بالقوة، وذلك بعد ضغوط من الأمم المتحدة ومرجعية النجف.

وبعد الضغوط، وجهت الحكومة قوى الأمن بالاكتفاء بالسيطرة على الساحات والطرق التي فرضت سيطرتها عليها السبت.

من جهتها، أخذت ساحة التحرير تستعيد زخمها منذ صباح اليوم، بعد دعوات ونداء استغاثة من المحتجين بضرورة مواصلة الحراك السلمي حتى تحقيق مطالبهم التي خرجوا لأجلها منذ أربعة أشهر.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب قرار سياسي من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بعدم التدخل في شؤون المحتجين سلبا أو إيجابا؛ الأمر الذي أفضى إلى انسحاب أنصاره من ساحات الاعتصام في بغداد والمدن الأخرى.

وكان الصدر نشر تغريدة مساء الجمعة أبدى فيها غضبه من متظاهري التحرير، بسبب عدم دعمهم لمظاهراته التي خرجت الجمعة مطالبة بإخراج القوات الأميركية من العراق.

وعبّر الصدر عن أسفه لعدم تجاوب المتظاهرين، مشيرا إلى أنه كان قد وقف إلى جانبهم، وأنه لن يتدخل بعد الآن في شؤونهم، لا بالسلب ولا بالإيجاب.

وحول انسحاب الصدر، أكد كمال حميد -أحد أصحاب الخيم في ساحة التحرير- أن هذا الانسحاب لن يكون له أثر سلبي كبير، مشيرا إلى أن أنصار الصدر يشكلون نحو 25% من معتصمي الساحة”، مؤكدا أن “هذا الفراغ سيملأ بسرعة بعد دعوة الشباب لمناصرة المعتصمين”.
وأضاف للجزيرة نت أن “قرار الصدر سيكون له أثر سلبي من الناحية المعنوية على عدد من أتباعه، كونهم يشعرون بإحباط من هذا الموقف بعد كل الدماء التي سالت لأجل تحقيق الإصلاح المنشود”.

وشهدت ساحة التحرير صباح اليوم مظاهرات واسعة نظمها طلاب الجامعات والمعاهد والثانويات، دعا لها ناشطون ردا على اقتحام الساحات وفض الاعتصامات من قبل قوات الأمن العراقية، التي سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى.
وقال حسين النجار -أحد ناشطي الحراك في بغداد- إن أبرز ما ميّز الحراك الشعبي، وزاد إصرار المتظاهرين، هو نزول ملايين المواطنين المختلفين في العقيدة والفكر والطائفة والجنس، واتفقوا جميعا على أنه لا إصلاح ولا تغيير من دون حراك جماهيري واسع.

وتابع النجار في حديث للجزيرة نت أن مسيرة الاعتصام والاحتجاج رافقتها أساليب الخطف والتغييب والاعتقال والتخوين والتنكيل، فلم ينحن لها الحراك الشعبي، ولم يتراجع، بل زاد إصراره على المواصلة حتى تحقيق المطالب.

بدوره، رأى الناشط المدني عماد مجبل أن السلطة الحاكمة ابتدعت أساليب رخيصة كالحديث عن وجود “جوكر أو ذيل” لتفكك تماسك الشعب، لكنهم لم ولن يفلحوا؛ فما زال محبو العراق في ساحات الاعتصام يرفضون السكوت ويتوقون إلى النصر القريب.

استعادة النظام
ولعل الخطة الجديدة التي تعتزم السلطة اتباعها لمواجهة الاحتجاجات الشعبية هي تطويق ساحات التظاهر والحد من فعاليتها، وهو قرار اتخذ بالتوافق بين قوى سياسية مختلفة.

وكانت أولى خطوات القرار هو إطلاق ما أسمته عملية “استعادة النظام” بمشاركة الجيش والشرطة الاتحادية والشرطة المحلية وقوات جهاز مكافحة الشغب، وبدعم قوى سياسية، وجرى إقرارها في اجتماع لمجلس الأمن الوطني الذي يرأسه رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، وبعضوية وزراء الدفاع والداخلية والأمن الوطني ورئيس جهاز المخابرات والحشد الشعبي ورئاسة أركان الجيش.
ويرى مراقبون أن توجه السطلة نحو إنهاء الاحتجاجات يأتي تمهيدا للإعلان عن تكليف مرشح لرئاسة الحكومة من قبل القوى السياسية ذاتها، ويرجح أن يلاقي رفضا من قبل المتظاهرين.
اعلان

يأتي ذلك في وقت تواصل فيه ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها استقبال جموع المتظاهرين، ومتبرعين بالطعام والوقود للمعتصمين، كما تستمر عمليات الكر والفر بين متظاهرين آخرين وقوات الأمن قرب ساحتي الخلاني والطيران.

المصدر : الجزيرة