بيروت – واصلت قوات النظام السوري تقدمها تحت غطاء جوي روسي في محيط مدينة معرة النعمان، وأصبحت على بعد مئات الأمتار من ثاني أكبر المدن في ريف إدلب، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل إعلام سورية رسمية، الأحد، إن قوات الحكومة سيطرت على عدة بلدات في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، مع تجدد مساعي الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة السيطرة على آخر معقل للمعارضة المسلحة في البلاد.
وأكد المرصد وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة، والفصائل والمجموعات الجهادية من جهة أُخرى على محاور مدينة معرة النعمان، حيث انسحبت الفصائل والمجموعات الجهادية من بلدة الغدفة بعد تمهيد جوي وبري مكثف من قبل طائرات الروسية.
وقال المرصد إن ست بلدات في ريف إدلب أصبحت تحت سيطرة قوات الحكومة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وفر مئات الآلاف من إدلب في الأسابيع الماضية مع تكثيف الضربات الجوية التي تنفذها القوات السورية والروسية بهدف طرد المعارضة المسلحة من معقلها الأخير في الحرب الأهلية المستمرة منذ ما يقرب من تسع سنوات.
وأضاف المرصد أن تقدم القوات الحكومية المدعومة بقصف جوي روسي مكثف قربها من أطراف معرة النعمان وهي مركز حضري استراتيجي على بعد نحو 33 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة إدلب وتقع على طريق سريع بين دمشق وحلب.
وستكون هذه هي المدينة السابعة التي تسقط في يد قوات النظام خلال الـ24 ساعة الماضية، بعد سقوط، تلمنس ومعرشمشة والدير الشرقي والدير الغربي ومعرشمارين ومعراتة، بالإضافة إلى مواقع أخرى في المنطقة.
كما نفذت الطائرات الروسية عدد من الغارات الجوية استهدفت خلالها مشفى الإيمان في منطقة سرجة بجبل الزاوية جنوبي إدلب، كما نفذت عدد من الغارات الجوية على مدينة معرة النعمان ومناطق غرب حلب.
ويرى مراقبون أن التقدم الذي أحرزته القوات السورية في إدلب لم يزعج الرئيس التركي أردوغان بل ذهبت إلى أن تم بموافقة ضمنية منه حيث اكتفى بالإعراب عن أسفه لمواصلة النظام السوري انتهاك التفاهمات في مسألة إدلب.
ومنذ ديسمبر الماضي، بدأت قوات النظام بدعم روسي حملتها على مدينة إدلب، في محاولة لاستعادتها من قوات المعارضة، وبدأت بقصف جوي للمدينة، مما أسفر عن وقوع عشرات القتلى، ونزوح 358 ألف شخص، وفقاً للأمم المتحدة.
كما أعربت الأمم المتحدة عن “القلق البالغ” حيال ازدياد عمليات النزوح في شمال غرب سوريا، وأشار المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوشا دايفيد سوانسون” إلى وجود “معلومات شبه يومية عن غارات جوية وقصف مدفعي في المنطقة”.
ولا تزال محافظة إدلب وبعض المناطق في حلب واللاذقية المجاورتين تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، وعدد من الفصائل المعارضة.
ومنذ سيطرة هذه الفصائل على مدينة إدلب في 2015، تشن قوات النظام غارات كل عدة أشهر في محاولة للسيطرة على المدينة، ولكنها تنتهي بتوقيع هدنة برعاية تركية روسية، سرعان ما يتم خرقها، وبدء الهجوم مرة أخرى.
العرب