ميليشيات الصدر تقتحم بالقوة ساحات الاعتصام في العراق

ميليشيات الصدر تقتحم بالقوة ساحات الاعتصام في العراق

بغداد – اجتاح أنصار رجل الدين مقتدى الصدر مخيمات المحتجين الرافضة لرئيس الوزراء العراقي المكلف محمد علاوي، في محاولة لإخلاء مخيم احتجاج في النجف باستخدام القوة، ما أسفر عم مقتل ثمانية أشخاص على الأقل.

وقالت مصادر أمنية إن اشتباكات اندلعت بين المحتجين وأنصار الصدر المعروفين بأصحاب القبعات الزرق، وألقوا قنابل حارقة على خيام المحتجين وسُمع دوي إطلاق رصاص حي بعد ذلك بوقت قصير أدى لهذه الحصيلة من القتلى.

وأضافت المصادر ذاتها أن أنصار الصدر، حاولوا باستخدام القوة إخلاء المنطقة من المحتجين المناهضين للحكومة الذين حاولوا بدورهم إيقافهم.

ويرى مراقبون أن استخدام العنف هي الورقة الأخيرة بيد الأحزاب العراقية الموالية لإيران من أجل فرض علاوي كرئيس للوزراء وتهدئة الشارع العراقي ولو بالقوة خدمة للأجندة الإيرانية.

واتجهت الميليشيات العراقية لخيار التصعيد واستخدام العنف لوأد الاحتجاجات المتواصلة، بعد أن اصطدمت مساعيها بتمسك الشارع بمطالبه ورفض أي مرشح تربطه صلات بنظام ولاية الفقيه.

ورغم التصعيد الذي تعرض له المحتجون من قبل مسلحين مجهولين خلال الأيام الماضية، تشهد ساحات الاعتصام في بغداد والمحافظات تصعيدا في الاحتجاجات.

وفي محاولة لاستمالة الشارع وتهدئة الأوضاع، ندد رئيس الوزراء العراقي المُكلف محمد توفيق علاوي، الذي كُلف الأسبوع الماضي بتشكيل حكومة جديدة، بالعنف وطالب مجلس الوزراء المنتهية ولايته والذي يقوم بتصريف الأعمال حاليا “بحماية المحتجين”.

وانحاز الصدر في الفترة الأخيرة إلى الأحزاب الموالية لإيران وتخلى عن الشارع العراقي بعد زيارته إيران وعقده لعدة لقاءات مع مسؤولين إيرانيين سامين.

وحث أتباعه الأسبوع الماضي على مساعدة السلطات في إعادة الحياة اليومية إلى طبيعتها في شوارع العراق بإخلاء الطرق التي أغلقتها الاعتصامات وضمان إمكانية عودة المدارس والشركات للعمل بعد احتجاجات استمرت شهورا وشهدت مقتل نحو 500 شخص في اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن.

ويبدو أن الصدر باصطفافه إلى جانب طهران، بات ورقة محروقة بعد تبدل مواقفه تجاه حراك الشارع العراقي.

ويخشى مقتدى الصدر أن يؤدي استمرار التظاهرات الشعبية الرافضة لتكليف علاوي إلى التأثير على مفاوضات تقاسم الحصص في الحكومة الجديدة، أو تدفع التظاهرات أطرافا ما إلى مواقف تضامنية مع الشارع، تربك حسابات أطراف أخرى.

ويقول مراقبون إن “الصدر متورط في توفير دعم سياسي منفرد لعلاوي، الذي يمكن أن تستفيد جميع الأطراف السياسية من تكليفه، لكنها لا تجد ضرورة في مواجهة الشارع من خلال تبنيه”.

وتحركات أنصار الصدر الأخيرة من أجل فض الاحتجاجات وعودة الحياة إلى طبيعتها في العراق جاءت بدفع من إيران التي وعدت الصدر بنفوذ سياسي وديني في المرحلة المقبلة.

ويبدو أن الصدر يفي بتعهداته لإيران بأن التظاهرات ستنتهي في العراق حال تكليف علاوي، وهو ما أثبت أنه مجرد توقع سياسي لا أساس له من الصحة، إذ أن حركة الرفض كانت أكبر من المتوقع.

ومنذ يومين، يخوض أنصار الصدر المدججون بالرشاشات والمسدسات والهراوات، مرتدين قبعات زرقاء تنفيذا لمقترح زعيمهم في وقت سابق، مناوشات واشتباكات مع المتظاهرين في بغداد وعدد من المحافظات، بينها الناصرية والنجف وبابل والبصرة، بهدف إخلاء الشوارع من المحتجين.

وحاول أنصار الصدر افتتاح جسور وطرق وساحات مغلقة بقوة السلاح في بغداد، بعدما أمروا قيادة العمليات الرسمية بالتنحي بعيدا عن ساحة التحرير، لكنهم واجهوا مقاومة صلبة من المحتجين.

العرب