ايران تخفي تطوير برنامجها الباليستي خلف ستار الأقمار الصناعية

ايران تخفي تطوير برنامجها الباليستي خلف ستار الأقمار الصناعية

طهران – تواصل إيران نشاطاتها لتطوير صواريخ باليستية في وقت تتزايد فيه حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة.

وأعلن وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرومي أن طهران ستطلق قمرا صناعيا الأحد في إطار برنامج جديد تعتبره الولايات المتحدة ستارا لتطوير صواريخ باليستية.

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات محمد جواد آذري-جهرمي “سيتم إطلاق قمر ظفر الصناعي بسرعة 7400 كيلومتر من قاعدة الإمام الخميني الفضائية الواقعة في محافظة سمنان الإيرانية.

وكتب جهرومي في تغريدة “بدأ العدّ العكسي لإطلاق القمر ظفر في الساعات القليلة المقبلة”.

وكانت الولايات المتحدة أعربت عن قلقها من برنامج إيران للأقمار الصناعية واصفةً إطلاق الصاروخ الناقل في يناير 2019 بأنه “استفزاز”.

وتقول الولايات المتحدة إن التكنولوجيا الباليستية طويلة المدى المستخدمة لوضع الأقمار الصناعية في مدارها يمكنها أن تستخدم أيضا لإطلاق رؤوس نووية.

وتنفي طهران أن تكون أنشطتها المتعلقة بالأقمار الصناعية تغطية على تطوير صواريخ وتقول إنها لم تسع أبدا لامتلاك سلاح نووي. وأعادت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات على إيران بعد انسحاب واشنطن في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني.

وقال ترامب وقتها إن الاتفاق النووي ليس كافيا لأنه لم يشمل قيودا على برنامج طهران الصاروخي.

ووصل التوتر، الذي كان مرتفعا بالفعل بسبب الملف النووي، إلى أعلى مستوياته بين البلدين في عقود بعد أن قتلت الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني بضربة بطائرة مسيرة في بغداد في الثالث من يناير. وردت إيران بهجوم صاروخي على قاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق.

وقال آذري-جهرمي الأحد إن أول صورة سيبثها القمر الصناعي بمجرد وصوله لمداره ستكون لسليماني.

وأطلقت إيران أول أقمارها الصناعية، وهو القمر (أميد) أي “أمل”، عام 2009 ثم القمر (رصد) في يونيو حزيران 2011. وقالت طهران عام 2012 إنها وضعت ثالث أقمارها الصناعية محلية الصنع، وهو القمر (نويد) أي “وعد”، في مداره بنجاح.

وصرح رئيس الوكالة الفضائية الإيرانية الوطنية أن القمر الذي يزن 113 كلغ ويمكنه أن يدور 15 مرة حول الارض في اليوم، وسيوضع على المدار على بعد 530 كلم من الارض بواسطة منصة الاطلاق سيمورغ.

وأوضح مرتضى بيراري أن “المهمة الأساسية” للقمر ستكون “جمع مشاهد” مؤكدا حاجة ايران لذلك خصوصا لدراسة الزلازل والوقاية منها و”منع الكوارث الطبيعية” وتطوير الزراعة.

وكانت طهران أعلنت في يناير 2019 فشل وضع قمر بيام الذي كان مخصصا لجمع معطيات عن تغير البيئة في ايران، في المدار.

واعتبرت الولايات المتحدة إن إطلاق الصاروخ الناقل يشكل انتهاكاً للقرار الدولي رقم 2231. ويدعو هذا القرار ايران الى “عدم القيام بأي نشاط على صلة بالصواريخ البالستية المصممة للتمكن من نقل شحنات نووية، بما فيها عمليات الاطلاق التي تستخدم تكنولوجيا صواريخ بالستية”.

وأكدت إيران في سبتمبر أن انفجاراً وقع في إحدى منصاتها لإطلاق الأقمار الصناعية بسبب عطل تقني وانتقدت الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنشره تغريدات عن الأمر بنبرة “ابتهاج”.

ورداً على تغريدة سُئل فيها عما سيحصل في حال فشل القمر “ظفر” على غرار القمر السابق، قال جهرومي “سنحاول من جديد”.

وواجهت خدمات الانترنت في إيران هجمات إلكترونية في اليومين الماضيين، وفق ما أعلنت الوزارة. ولم تحدد السلطات مصدر الهجوم ولا دوافعه المحتملة.

العرب