طهران – قال مسؤول بوزارة الدفاع الإيرانية الأحد إن بلاده أطلقت قمرها الاصطناعي لكنه لم يصل إلى مداره.
ونقل التلفزيون الرسمي عن المسؤول قوله “تم إطلاقه بنجاح… وحققنا معظم أهدافنا… لكن القمر الاصطناعي ظفر لم يصل إلى مداره كما كان مخططا“.
وتم إطلاق القمر، رغم الإنذارات الدولية بفرض عقوبات جديدة على إيران التي يرزح اقتصادها تحت وطأة الركود بسبب العقوبات المفروضة عليها.
وسبق أن وصفت الولايات المتحدة إطلاق إيران أقمارا اصطناعية بالعمل الاستفزازي والذي يخفي تطوير طهران لصواريخها الباليستية.
وكادت واشنطن وطهران تدخلان في مواجهة مباشرة مع بداية هذا العام بسبب قتل الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد.
وتصاعد التوتر بين البلدين عام 2018 بعد أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب بلاده من الاتفاق النووي الذي جمّد برنامج إيران النووي قبل أن يعيد فرض عقوبات اقتصادية على طهران.
وردا على الانسحاب الأميركي والعقوبات التي تخنق اقتصادها، تخلّت إيران عن تطبيق تعهدات أساسية كانت اتخذتها بموجب الاتفاق الذي أُبرم عام 2015 في فيينا بين طهران والقوى العظمى. ويثير برنامج إيران للأقمار الاصطناعية توجس الغرب حيث وصفت واشنطن إطلاق الصاروخ الناقل في يناير 2019 بأنه “استفزاز” وانتهاك للقيود المفروضة على تطويرها للصواريخ الباليستية.
يثير برنامج إيران للأقمار الاصطناعية توجس الغرب حيث وصفت واشنطن إطلاق الصاروخ الناقل في يناير بأنه استفزاز
وتزعم إيران أنه ليست لديها نية حيازة سلاح نووي وتقول إن أنشطتها الفضائية سلمية وتتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231. وفي الأول من فبراير، قال رئيس الوكالة الفضائية الإيرانية الوطنية مرتضى بيراري إن القمر الذي يزن 113 كلغ ويمكنه أن يدور 15 مرة حول الأرض في اليوم، وسيوضع على المدار على بعد 530 كلم من الأرض بواسطة منصة الإطلاق سيمورغ.
وأوضح بيراري أن “المهمة الأساسية” للقمر ستكون “جمع مشاهد” مؤكدا حاجة إيران إلى ذلك خصوصا لدراسة الزلازل والوقاية منها و”منع الكوارث الطبيعية” وتطوير الزراعة.
وأضاف أن القمر صُمّم ليكون عملانيا لفترة “تفوق 18 شهرا“.
وفي حين يثير برنامج إيران للأقمار الاصطناعية قلق الدول الغربية، أكد المسؤول الإيراني أن بلاده تكافح من أجل “استخدام سلمي للفضاء” وأن أنشطتها “في مجال الفضاء شفافة“.
وأعلنت طهران في يناير 2019 فشل وضع قمر بيام الذي كان مخصصا لجمع معطيات عن تغير البيئة في إيران، في المدار.
واعتبرت الولايات المتحدة أن إطلاق الصاروخ الناقل يشكل انتهاكا للقرار 2231 الصادر عام 2015.
ويدعو هذا القرار إيران إلى “عدم القيام بأي نشاط على صلة بالصواريخ الباليستية المصممة للتمكن من نقل شحنات نووية، بما فيها عمليات الإطلاق التي تستخدم تكنولوجيا صواريخ باليستية“.
وأكدت إيران في سبتمبر أن انفجارا وقع في إحدى منصاتها لإطلاق الأقمار الاصطناعية بسبب عطل تقني وانتقدت الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنشره تغريدات عن الأمر بنبرة “ابتهاج” آنذاك.
وأكد ترامب أن لا علاقة لبلاده بما وصفه بأنه “حادث كارثي” في مركز الإمام الخميني الفضائي في سمنان في تغريدة أرفقها بصورة عالية الدقة تشير إلى أضرار واضحة في الموقع.
ويأتي إطلاق القمر “ظفر” قبل أيام من الذكرى الرابعة عشرة للثورة الإسلامية وانتخابات برلمانية في إيران.
ويأتي إطلاق القمر الاصطناعي مع كشف الحرس الثوري في إيران، الأحد، عن صاروخ باليستي قصير المدى، يمكن أن يحمل محرّكا من “الجيل الجديد” صمّم لوضع أقمار اصطناعية في الفضاء في خطوة تبدو تصعيدية من إيران التي تواجه تهديدات دولية متزايدة بشأن تطوير برنامجها الباليستي.
وذكر موقع الحرس “سباه نيوز” أنّ الصاروخ “رعد – 500” زوّد بمحركات “زهير” الجديدة والمركبة من مواد أخف من الصلب الذي كان يستخدم في المحركات السابقة.
وكشف الموقع أيضا عن محركات “سلمان” المصنّعة بالمواد نفسها ولكنها مزوّدة بـ”فوهة متحركة” للعمل على إرسال أقمار اصطناعية إلى الفضاء.
العرب