هدوء حذر في بغداد مع إعادة فتح الطرق والجسور

هدوء حذر في بغداد مع إعادة فتح الطرق والجسور

بغداد- لم يتراجع زخم الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في العديد من المدن العراقية، بعد أكثر من أربعة أشهر من التظاهرات المطالبة بتغيير نظام الحكم والطبقة السياسة في العراق رغم ما واجههه ولا يزال يتعرض له المتظاهرون من أساليب القمع والترهيب التي وصلت إلى حد القتل.

وخلفت حالة الاحتقان في العراق لجهة ما يتعرض له الحراك الشعبي السلمي من تصعيد موجة انتقادات دولية واسعة لا تصب في صالح الأحزاب السياسية التي تدعم رئيس الوزراء المكلّف محمّد توفيق علاّوي الذي يسعى بدوره لاستمالة الشارع المنتفض وتخفيف الرفض الشعبي له.

وتسعى السلطات إلى إعادة الحياة إلى طبيعتها حيث تعمل على فتح الطرقات والمقرات التربوية والرسمية التي أغلقت بفعل الاحتجاجات في بغداد ومدن الجنوب ذي الغالبية الشيعية.

ويسود الهدوء العاصمة العراقية مع اعلان قيادة عمليات بغداد الأربعاء أنها بدأت في إعادة فتح جسر السنك في بغداد وساحتي الوثبة والخلاني وشارع الرشيد ،كما حصرت مكان المظاهرات في ساحة التحرير وسط بغداد.

وذكر بيان لقيادة عمليات بغداد أن “قيادة عمليات بغداد ستستمر بواجباتها لتأمين وحماية مصالح المواطنين الخاصة والعامة وحركة السير في العاصمة بغداد”.

وجاء في البيان :”بما أن المتظاهرين السلميين حددوا منطقة التظاهر في ساحة التحرير، فقد تم تخصيص قوة حماية لهم ولمنطقة التظاهر، وباشرت القوات بفتح المناطق الأخرى: ساحة الخلاني وشارع الرشيد وساحة الوثبة وجسر السنك، وتجري الأعمال الآن لرفع القطوعات وتنظيف المناطق”.

وكان تم إغلاق هذه المناطق على خلفية الاحتجاجات التي بدأت في العراق في أكتوبر الماضي.

وحذرت القيادة “المتظاهرين السلميين” من “الاندفاع إلى خارج ساحة التحرير أو استخدام الوسائل التي تدخل في مجال العنف ضد القوات الأمنية”.

وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق قد أعلنت عن مقتل متظاهر واختطاف ناشطين اثنين وإصابة أربعة من المتظاهرين والقوات الأمنية خلال اليومين الماضيين.

وأعربت المفوضية في بيان لها عن”أسفها الشديد لاستمرار العنف والتصادمات بين القوات الأمنية والمتظاهرين خلال اليومين الماضيين مما أادى إلى استشهاد متظاهر في محافظة ذي قار وإصابة اثنين آخرين إضافة إلى إصابة اثنين من القوات الأمنية في منطقة ساحة الوثبة في بغداد إثر قيام عدد من الأشخاص غير المنضبطين باستخدام قنابل المولوتوف والقنابل اليدوية والأسلحة النارية ضد القوات ألأمنية كما تم تسجيل حالتي اختطاف لناشطين اثنين في بغداد والنجف الأشرف”.

وأشادت المفوضية بالتعاون بين المتظاهرين والقوات الأمنية الذي انعكس ايجابا” في عدد من المحافظات بعودة الدوام في المدارس والجامعات وفتح الطرق الداخلية والخارجية وعودة الدوام في المؤسسات الحكومية وتواجد القوات الأمنية في ساحة التظاهرات”.

وكان أنصار القبعات الزرقاء الموالون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد نفذوا عدة اعتداءات في العاصمة العراقية والنجف وكربلاء والحلة (بابل) خلال الأسبوع الماضي، أدت إلى سقوط عدة جرحى و8 قتلى.

وجاءت تلك المواجهات على خلفية موقف الصدر الذي دعم رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة، محمد علاوي، في حين رفضه الحراك.

ومع تنامي غضب المتظاهرين من الصدر وأنصاره، وتزايد انتهاكات “القبعات الزرقاء”، دعا الزعيم الشيعي العراقي أمس إلى حل تلك المجموعة.

وحلّ الزعيم الشيعي مجموعة “القبعات الزرق” التابعة لتياره والمتّهمة بقتل متظاهرين، في ما بدا محاولة لتهدئة المحتجين الذين اتهموه بالانقلاب عليهم بعد تأييده تكليف وزير سابق تشكيل حكومة جديدة.

وكتب الصدر على “تويتر” متبرئاً من تلك الانتهاكات: “لا أرضى بتواجد التيار (الصدري) بعنوانه في المظاهرات إلا إذا اندمج وصار من الثوار”.

كما قال: “أدعو القوات الأمنية لحماية الثوار السلميين، من أي جهة تعتدي عليهم ولو كانوا ممن ينتمون لي ظلما وزورا”.

العرب