خلف أسوار السجون في شمال سوريا، يقبع آلاف الرجال الذين كانوا ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في السابق، بينما يطوي النسيان نساءهم وأطفالهم في مخيمات الاحتجاز بمحافظة الحسكة.
أكبر هذه المخيمات مخيم الهول، حيث يعيش عشرات الآلاف في خيام من قماش أبيض لا يقي من البرد ولا من المطر.
يلعب الأطفال في طرقات موحلة وبرك قذرة في الأماكن المفتوحة. وتتحرك نساء يرتدين النقاب الأسود في مجموعات صغيرة أو يتسامرن أو يؤدين الأعمال اليومية.
ورفض معظم النساء الدخول في حوار مع رويترز ورد بعضهن بفظاظة. لكن امرأة أطلقت على نفسها اسم أم عبد الرحمن وافقت على التحدث.
تكلمت بلغة إنجليزية ضعيفة، وقالت إنها من هونغ كونغ وجاءت إلى الشرق الأوسط للانضمام إلى تنظيم الدولة.
ولأم عبد الرحمن ابن صغير وتوفي زوجها في الباغوز التي كانت آخر جيوب التنظيم في شرق سوريا، قبل أن تسقط في أيدي القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في ربيع العام الماضي.
وبينما كان ابنها الصغير يجلس ملتصقا بها قالت إنها على اتصال بأسرتها في هونغ كونغ لكنها لا ترغب في العودة.
وأضافت “الوضع هنا صعب جدا. هذا ليس بيتا، بل مجرد خيمة… لكننا نعيش جميعا (بمشيئة) الله، وكل شيء سيكون على ما يرام إن شاء الله”.
وعلى النقيض من أم عبد الرحمن، قالت امرأة بوسنية زوجة لمقاتل من التنظيم إنها حاولت الهرب مرات عدة مع أسرتها لكنها فشلت، وخلال إحدى محاولاتها اعتقل زوجها وشقيقها.
وتتحمل القوات الكردية العبء الأكبر في رعاية المعتقلين منذ انهيار تنظيم الدولة، ومن بين المعتقلين مئات من الأجانب.
وتمثل مسألة التعامل مع فلول التنظيم قضية شائكة للبلدان التي سافر مواطنوها للقتال في صفوف التنظيم.
وعلى سبيل المثال، تردد كثير من الدول الأوروبية في استعادة مواطنيها خوفا من رد الفعل العام.
ويتمني العديد من بقايا التنظيم العودة لدول مثل بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
ويشكل الأوروبيون نحو 20% من مقاتلي التنظيم الذين تحتجزهم الجماعات المسلحة الكردية، ويبلغ عددهم حوالي عشرة آلاف مقاتل في سوريا.
ويقول المسؤولون الأكراد إنهم ليست لديهم الموارد الكافية لاحتجاز هذا العدد الكبير من السجناء والتحقيق معهم ومحاكمتهم وكذلك رعاية أسرهم في المخيمات، ووجهوا النداءات مرارا للدول الأجنبية من أجل استعادة مواطنيها.
ويثور العديد من التساؤلات بشأن مصير عشرات الآلاف من معتقلي ونساء وأطفال تنظيم الدولة المحتجزين لدى الأكراد.
المصدر : رويترز