بسبب كورونا.. أول تراجع للطلب العالمي على النفط منذ الأزمة المالية

بسبب كورونا.. أول تراجع للطلب العالمي على النفط منذ الأزمة المالية

أعلنت وكالة الطاقة الدولية اليوم الخميس أن الطلب العالمي على النفط سيتراجع في الربع الجاري للمرة الأولى منذ الأزمة المالية في 2009، وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا في الصين.

وقالت الوكالة في تقرير لها “عواقب كوفيد-19 بالنسبة للطلب العالمي على النفط ستكون كبيرة”. وكوفيد-19 هو الاسم العلمي الجديد للفيروس.

وأضافت الوكالة -التي مقرها باريس- أن “الطلب العالمي تأثر بانتشار فيروس كورونا، والإغلاق الواسع للاقتصاد الصيني”.

وفي حين لا تزال الوكالة تتوقع نمو الطلب على النفط هذا العام مع احتواء الفيروس، إلا أنها خفضت توقعاتها للزيادة في الاستهلاك العالمي بنحو الثلث ليبلغ 825 ألف برميل يوميا، وهي أقل زيادة منذ 2011، مضيفة أنها تفترض عودة النشاط الاقتصادي إلى طبيعته تدريجيا من الربع الثاني.

توقعات
وتوقعت الوكالة نمو الطلب على النفط في الربع الثاني إلى 1.2 مليون برميل يوميا، ثم عودته لطبيعته في الربع الثالث بنمو 1.5 مليون برميل يوميا في ضوء إجراءات تحفيز متوقعة من الصين.

وقالت إن “الصين كانت مسؤولة عن نحو ثلاثة أرباع نمو الطلب العالمي على النفط العام الماضي. قبل تفشي كوفيد-19. كان من المتوقع أن تقود أكثر من ثلث نمو الاستهلاك العالمي للنفط في 2020، لكن الآن نعتقد أنه سيكون أقل من الخمس”.

الطلب على نفط أوبك
توقعت الوكالة تراجع الطلب على النفط المنتج من أوبك في حين أن نمو إنتاج الشركات الأميركية قد لا يتأثر حتى وقت لاحق من العام، بحسب ما أوردت رويترز.

وأكدت أن إنتاج منظمة أوبك تراجع في يناير/كانون الثاني إلى أدنى مستوياته منذ الركود العالمي في 2008، حيث قلصت الإغلاقات صادرات ليبيا في حين كبحت الإمارات إنتاجها.

وقالت الوكالة “كوفيد-19 قد يعصف بالطلب بشدة في النصف الأول، والمنتجون تحت ضغط لإجراء مزيد من التخفيضات”.

وكانت أوبك وروسيا ومنتجون آخرون -في إطار تحالف أوبك بلس- قد اتفقوا على خفض الإنتاج 1.7 مليون برميل يوميا حتى نهاية مارس/آذار لدعم السوق.

وتدرس أوبك بلس عقد اجتماع استثنائي للنظر في تعميق التخفيضات، حسبما ما ذكرته مصادر.

الوضع بالصين والعالم
رغم أن الأسواق انتعشت في الأيام الأخيرة بعد أن أصبح المستثمرون واثقين بأن الصين يمكن أن تحتوي الفيروس بسرعة، وأن تأثيره الاقتصادي سيكون قصير الأجل، حذرت وكالة الطاقة الدولية من التهاون ومقارنة أزمة اليوم مع انتشار سارس عام 2003.

وقال تقرير الوكالة “رغم أن الصين تبنت إجراءات للحد من انتشار الفيروس أسرع وأشمل من تلك التي تبنتها لمواجهة فيروس سارس، فإن التحول الكبير في الاقتصاد العالمي منذ 2003 يعني أن تباطؤ الصين اليوم سيكون له تأثير عالمي أقوى”، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

ولاحظت وكالة الطاقة الدولية أنه منذ عام 2003، أصبحت الصين أكثر اندماجا في سلاسل الإمدادات العالمية، وتوسع قطاع السياحة فيها بشكل كبير، وأصبح الصينيون أكبر مجموعة من السياح في العالم، وقفزت حصة البلاد من الناتج المحلي الإجمالي العالمي من 4% إلى 16%.

وقالت إن شركات تكرير النفط الصينية ستخفض معدلات التشغيل 1.1 مليون برميل يوميا في الربع الأول، وستتراجع الإنتاجية في 2020 بمقدار 500 ألف برميل يوميا على أساس سنوي. وأضافت أن معدلات التشغيل العالمية ستزيد بما لا يتجاوز 700 ألف برميل يوميا في 2020.

وخفضت الوكالة توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع الأول من هذا العام بنسبة 1.5 نقطة مئوية إلى 4.5%. كما خفضت بأكثر من 0.5 نقطة مئوية توقعاتها لنمو اقتصاد شركاء الصين التجاريين في المنطقة، وكذلك الولايات المتحدة وروسيا.

الجزيرة