يعتقد عدد متزايد من السياسيين الأمريكيين على جانبي الممر الحزبي أن المغامرة الأمريكية في الشرق الأوسط كانت كارثة، وأن الوقت قد حان لإعادة القوات الأمريكية إلى الوطن، وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واضحاً في خطابه الأخير بشأن “حالة الاتحاد” بأنه يعمل على إنهاء حروب أمريكا في الشرق الأوسط، وهو تصريح يعتبره النقاد امتداد لتصريحاته السابقة بإن ” الدول الكبرى لا تخوض حروباً لا تنتهي”.
وتحدث الديمقراطيون، ايضاً، عن إعادة النظر الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، حيث قال المرشح الرئاسي بيت بيتيجيج خلال نقاش “علينا وضع نهاية لحوب لا نهاية لها”، بينما أوضحت السيناتورة إليزابيث وارين أن أمريكا يجب أن تنهي تدخلها العسكري في النزاعات في الشرق الأوسط، وحاول نائب الرئيس السابق جو بايدن، وهو ناشط قوي في السياسة الخارجية، تسليط الضوء على دوره في تخفيض القوات الأمريكية في العراق خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
بالنسبة للكاتبة ديانا سميتلز وزميلها جون كوك صن في مقال نشره موقع “ذا هيل” القريب من الكونغرس، فإن الاعتقاد السائد للسياسيين أن الأمريكيين يرغبون بالانسحاب من الشرق الأوسط هو مبالغة.
ويستند الكاتبان في هذا الطرح إلى استطلاع للرأي أجراه مجلس شيكاغو للشؤون العالمية في يناير عام 2020، وقد أُجري هذا الاستطلاع مباشرة بعد الضربة الأمريكية، التي قتلت القائد الإيراني قاسم سليماني، وأظهر الاستطلاع أن غالبية الأمريكيين يريدون الحفاظ على الوجود العسكري في الشرق الأوسط بنسبة 45 في المئة في حين يعارض 24 في المئة فقط الانسحاب، والبقية إجابتها غير محسومة.
وفي الواقع، زاد الدعم لوجود قواعد عسكرية أمريكية محددة طوية الأجل في المنطقة منذ عام 2014، مع القول إن الولايات المتحدة يجب أن يكون لها قواعد في العراق.
ولاحظ الكاتبان أن المنطق الأمريكي هنا واضح للغاية، عند السؤال عن المنطقة التي تعتبر الأكثر أهمية للمصالح الأمنية للولايات المتحدة، حيث قام 51 في المئة من الأمريكيين بتسمية الشرق الأوسط، ولا توجد أي منطقة أخرى قريبة من هذا الرقم بما في ذلك أوروبا وآسيا .
القدس العربي